منذ ان تفاعلت الثورة السورية واشتدت فيها العمليات العسكرية ووصلت الى مرحلة المواجهة الحتمية لانها خرجت بالفعل عن نطاق الثورة كباقي الثورات التحررية في العالم كونها سُلخت وصودرت واختطفت من قبل الوجوه الملثمة القادمة من دهاليز المجتمعات العربية التي تربت على القتل والدمار وانتزاع الارواح ، ولم يكن يدور في خلد المجتمع السوري ان الامور ستتحول بهذا الشكل من الانحدار الامني وقلب الواقع الذي كان يتمناه الى واقع سوداوي مجهول المستقبل مغطى بتلك الدماء التي سالت على الارض السورية .

لو تمكن اليوم أي مركز للدراسات من استفتاء الشعب السوري حول الوضع الحالي وما وصلت الامور لما ترددوا عن القول بندمهم انهم بدؤوا الثورة او قاموا بوجه النظام السوري حتى وان كان نظامهم دكتاتوريا وقاسيا حد النخاع لان الدمار الذي يعيشوه اليوم انساهم ان هناك بلدا كانوا يعيشون فيه اسمه النظام السوري وهذا حصل بقوة الفعل ورد الفعل من قبل التنظيمات المسلحة القادمة من الدول العربية من جهة والنظام السوري البعثي من جهة اخرى كلاهما أوقعا دمارا وخرابا بهذا البلد ومن المؤكد ان من جاء بتلك الوجوه الملثمة هو انتم أيها المجلس الوطني السوري حينما اجتمعتم مع قادة قطر والسعودية والعتاة الاتراك فسمحتم لتلك الكلاب الضالة من دخول اراضيكم فعاثوا فيها الفساد والقتل والدمار ،، فعلام تطالب باجراء المحاكمات الدولية لهذا الطرف او ذاك وتتهمون العراق وحكومته التي تريد الحفاظ على مواطنيها وارضها وحدود هذا الوطن من شرور الموت التي يمكن ان تصل الى العراق عبر الاوكار التي وفرتموها لهم في مدنكم السورية ،، نعم انهم جراثيم طفيلية قاتلة وسامة اينما حلت وفي أي مكان وقد اثبتت التحقيقات الاخيرة خلال التفجيرات الماضية انهم جاءوا من الاراضي السورية للقيام بعمليات الانتقام ضد المكون الشيعي في العراق لأنهم حسب توجهاتكم وتوجيهات الدول الخليجية الداعمة لكم معبئون بأفكار جهنمية بأن حكومة العراق هي من تقود المعركة مع الاسد وهذه بطبيعة الحال اجندة طائفية بامتياز يبحث عنها المحور الثلاثي البغيض المتمثل بالسعودية وقطر وتركيا .

إذن محاولاتكم البائسة بالعدوانية لدول الجوار قبل مجيئكم الى الحكم هي مدروسة ومرسومة بشكل واضح جدا وهذا ما يعني ان التحالفات في المنطقة تنذر بواقع سيء جديد سيخلق حدة النزاعات والصراعات بين البلدان وستكون الدولة التركية هي المسؤولة عن هذا الواقع الجديد وعلى حلف الناتو ودوله الاوروبية ان تراجع حساباتها مع العضو في حلفهم (تركيا) لان الموازين ستختلف الى خارطة طائفية بغيضة بعيدة كل البعد عن القيم والمباديء التي تدعوا اليها دول اعضاء الناتو ، لذلك فلا قيمة لتصريحات المجلس السوري لأنهم اول من بدأ الدمار في سوريا لحساب دول خارجية وهذه بحد ذاتها خيانة عظمى للبلد وبسببها تطيح الرقاب.