أكد الكاتب والإعلامي محمد الفوال في مقال له في صحيفة "الجمهورية" المصرية أن الدعويين اللتين خرجتا من قطر إحداها لتعقيد الأزمة السورية وجاءت على لسان رئيس وزرائها حمد بن جاسم وتدعو لفرض منطقة حظر طيران كما حدث في ليبيا وتلاها عدوان الناتو على الجماهيرية، والثانية لتفجير المنطقة برمتها وخلق فتنة عربية وأطلقها أميرها حمد بن خليفة آل ثاني وتطالب بتدخل عسكري عربي.وتساءل الفوال: لماذا طرحت قطر هذه الألغام رغم أن مهمة الأخضر الإبراهيمي في بدايتها ولم تفشل بعد، وهناك لجنة الاتصال الرباعية التي دعت إليها مصر واستبعدت منها قطر لأنها جزء من المشكلة، فهل تريد كعادتها إفشال مهمة الإبراهيمي لغضب من تعنتها وعرقلة المبادرة المصرية انتقاماً لتجاهلها وإجهاض بوادر الحل السلمي والمقاربات والتفاهمات بين قوى المعارضة على رفض العنف والتدخل العسكري واللجوء للحوار وإلقاء مجموعات مسلحة سلاحها وتسليم أنفسهم. مضيفاً: ما دواعي هذه السيولة القطرية التي أصابت مسؤوليها فجأة في الأيام الأخيرة بدعوة حمد بن جاسم القوى العالمية لإعداد ما وصفه بـ"خطة بديلة" وفرض منطقة حظر جوي لتوفير ما سمّاه ملاذاً آمناً داخل البلاد ودعوة حمد بن خليفة للتدخل العسكري، والدعوتان لا تصبان في خانة الحل السياسي والحوار الوطني وإنما تحضان على مزيد من قتل الأبرياء وتدمير الدولة السورية، ولا يهمهما وحدة هذا القطر العربي إنما يهمهما إضعافه وتفتيته وإشاعة الفوضى لخدمة الكيان الصهيوني بإسقاط جيشه القوي كما حدث مع الجيشين العراقي والليبي وطرد المقاومة الفلسطينية ومحاصرة حزب الله، ويقيني أنها دعوات مرفوضة عربياً وإقليمياً ودوليا وقطر لا تدرك تبعات مواقفها وما تخلفه من كراهية وأحقاد وثارات بين أبناء الشعب العربي حاضراً ومستقبلاً.وقال الفوال: لا أدري لماذا الإيغال القطري في الخصومة والمطالبة بالتدخل العسكري رغم أنه أصبح أمنية أو خياراً من الماضي حتى من القوى الكبرى التي تدور في فلكها، وهل هي وتركيا أصبحتا ملكية أكثر من الملك الأمريكي الصهيوني، إنها سياسات تنبئ أنها لا تعبر عن الموقف الحقيقي للشعب القطري وأنها مملاة على من أطلقها ورغم ذلك لازال لدى قطر الفرصة لإصلاح ما أفسدته بالتوقف عن تمويل وتسليح العصابات المسلحة والمشاركة في ترسيخ الحل السلمي عبر الحوار والحفاظ على شعرة معاوية، لأن الإصرار على قطعها ستدفع ثمنه غالياً في علاقاتها العربية وخاصة الشعبية مستقبلاً.وختم الفوال مقاله بالقول: عدت من سورية قبل أسبوعين، وقد وجدت تحولاً جذرياً في مواقف الأغلبية الصامتة وبالذات في المدن الملتهبة التي انتفضت ضد الإرهابيين والتكفيريين والوهابيين، لقد ضجوا من أفعالهم الإجرامية ضدهم وجلبهم الدمار لهم بدون طائل أو طاقة أمل لأنها تدفع ثمناً باهظاً بدأ صوتها يرتفع مطالباً بطريق ثالث لوقف شلالات الدم والتخريب للخدمات العامة وهم المستفيد الأول منها وهم كذلك المتضرر الأول من تدميرها!!. |