• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : نبؤة الاديب والشاعر الشهيد فرقد الحسيني حينما قال الضحايا المؤجلة .
                          • الكاتب : حسين الكريمي .

نبؤة الاديب والشاعر الشهيد فرقد الحسيني حينما قال الضحايا المؤجلة

 الضحايــــــــا المؤجــــــلة

عن غير قصد وقفت قدماي أمام أقفاص الدجاج المعد سلفاَ للذبح, فأخذت عيناي تتفحص الدجاج بحنان ،كان البعض منه يأكل ولا يعلم إن كان هذا الطعام سينفعه بعد قليل أم لا ؟كما لا يعلم مايخفيه له الزمن..
وبحركة سريعة مرر البائع سكينته فلم تستفز هذه الحركة الدجاج لأنه أدمن رؤية السكين وربما كان الدجاج على حق في هذا السكون العجيب لأن الذبح حاصل وهو مجرد وقت..
وهنا دخلت بكامل وعي الى القفص لأتحول إلى دجاجة ، عندها أدركت إننا في العراق لا نختلف شيئاَ عن هذا النوع من الدجاج فنحن أيضا ضحايا مؤجلة بانتظار الذبح وقد أدمنا كذلك رؤية السكين ، فمنذ زمن اللون الواحد كانت السكين تذبحنا بطرق عدة ولأسباب عديدة ، اما اليوم فنحن نذبح بأبشع مايكون فلا ندري هل يذبحنا ابن عمومتنا أم الأجنبي ، كما تنوعت الطرق فمرة بحزام ناسف ومرة بعبوة ومرة بطلقة وأخرى بسيارة مفخخة أوقد يكون الذبح بالسيف الذي كتب عليه لاأله الا الله ، وأحياناَ بالصواريخ الموجهة والغير موجهة والتي تسقط على رؤسنا في أي وقت يقبض فيه المجاهد الثمن، كما اننا لا نعلم متى؟ وأين ؟ فهل نذبح في الصباح ام في المساء ام في غرف النوم أو ربما في التواليت أو في الجامع أوعلى الطريق أو في المدرسة أوالكنيسة فليس هناك وقت محدد فكل ذلك ممكن ،
خرجت من قفص الدجاج متحسساَ عنقي بين اصابعي حاسداَ للدجاج لأنه سينفع الجائع أو تقرأ الفاتحة بعد اكله للموتى ،ولا أحد يسأل عليه بعد ذلك ،اما انا فيتحمل اهلي نفقات اقامة مراسيم الفاتحة وبناء القبر هذا في حال وجدوا لي جثةَ وتمر ذكرى وفاتي بالحزن والعويل ..فزعت لذكر الموت وتحسست جيبي لأدفع ثمن دجاجة للبائع طالباَ منه ذبحها لتكون فداء لي أن عشت الى الصباح
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=22332
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14