بات من الواضح الدعم الخليجي للعديد من الدول التي تغيرت فيها الانظمة العربية في مرحلة ما يسمى بالربيع العربي ولا زالت تستمر هذه الدول الخليجية في الدعم اللامحدود للسوريين سواء أكانوا فعلا في ثورة ام تحرك منظمات مسلحة لتغيير النظام ولكنه في النهاية دعم مفتوح وغير قابل للتوقف حتى تحقيق الهدف ، وجميل جدا ان نرى دول تساند شعوب مضطهدة في دول اخرى فعلا تحتاج الى الى تلك المساعدة والوقوف الى جانبها على شرط ان تكون خالصة كليا من الناحية الانسانية لتخليصهم من الظلم والاضطهاد ولا شك ان النظام السوري هو نظام دكتاتوري ولا يتمتع شعبه بالحرية والديمقراطية وهناك من الاصوات الحرة التي تريد التغيير بيد الشعب لا بيد غيره ولا بيد الجماعات المسلحة التي تحمل اجندات خارجية وتعمل على تسييس الواقع لصالحها وتغييره وفق ما ترغب وتريد الدول الداعمة ، هذا الدعم العربي الذي نشاهده اليوم وبهذه السعة الكبيرة واللامنتاهية لم نلحظ ولو بجزء منه في دعم الشعب العراقي يوم كان يحكمه نظام شوفيني وديكتاتوري ويحكم بالحديد والنار اكثر من نظام دمشق بعشرات المرات بل كانت هذه الدول وبشكل صارخ تعمل على التنكيل بكل المطالبات التي طالبت بها الاصوات الحرة والرافضة لحكم النظام البعثي في العراق الى درجة التعتيم الاعلامي عليها وحث الدول الغربية وغيرها على عدم التعامل مع المعارضة العراقية في المهجر وقد لاحظنا بشكل واضح طريقة تعامل الدول العربية عامة (وهنا ليس الخليجية فقط) مع العراقيين الراحلين اليهم من ظلم نظام صدام وطغيانه وجبروته حيث التضييق والابعاد القسري وعدم السماح لهم بالدخول الى أي دولة عربية والاقامة فيها واقتصر ذلك بالسماح فقط لفئة محدودة وقليلة .
لو كان الدعم العربي او الخليجي على وجه التحديد للشعب العراقي بمثل ما يتم اليوم من دعم للشعب السوري لكنا قلنا ان تلك الدول لديها استراتيجية لدعم الشعوب المضطهدة وتخليصها من انظمتها الجائرة ولكن الكيل بمكيالين كان السمة البارزة في تعامل تلك الدول وتحديدا مع شعب العراق الذي لاقى الويلات على يد نظام مجرم دموي كانت تلك الدول الخليجية تدعمه بالمال والغطاء الدولي حقدا وكرها وتحاملا على شعب مسالم والسبب ربما يعود الى البعد العقائدي للعراقيين ولعلهم (الخليجيون) لا يعرفون ان صدام كان ظالما على اتساع الجغرافية العراقية بما عليها من قوميات وأديان ومذاهب فقد قتل من الكل وهجر من الكل ودفن الاحياء من الكل فالظلم كان موزعا بشكل كبير وان كان متفاوتا من أقصى شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .
أليست هذه ازدواجية المعايير والقيم التي تعمل عليها دول مجلس التعاون الخليجي عندما تدعم الشعوب دون شعوب أخرى في تغيير الانظمة الديكتاتورية الحاكمة فيها ،، سيشهد عليكم التاريخ وعلى خبث ما تقومون به من تخريب لبنية المجتمع العربي المسلم وانتم تزرعون بينه التفرقة وتحشدون كل ما تستطيعون من أدوات الفرقة والنفاق وتسكتون على عصابات اليهود التي تحرق بيوت المسلمين في فلسطين وتشرد ابناءها فتكونون بذلك الأداة الطيعة لعصابات صهيون في تمزيق الوحدة الاسلامية . |