• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : عندما سقط المحال في سقوط ذرية الصنم .
                          • الكاتب : د . جواد المنتفجي .

عندما سقط المحال في سقوط ذرية الصنم

في برية .. 
نأت خارج أسوار المدينة ، 
وقرب خيمة كانت تبدو مهجورة .. 
استوقفني هناك شيخ ، 
كان يبسمل تارة: 
( كل من عليها فان ) ، 
وفي أخرى ..
راح يتعوذ بالله 
ويسبل الماء من راحتيه 
ليغسل غياهب الصمت 
المحيط بأسر الخيمة المعزولة ،
ولما انبرى من قراءته 
لنهاية السورة 
افترش حصيرته بغتة ، 
وقال مشيرا لمثوى 
الخيمة المأسورة :
 - قد لا تصدق عيناك يا ولدي  
لمّا  ترى من ذا اللذين 
يقبعا بخنوع هناك 
بعدما تداعيا عنوة 
من صهوة المحال 
إذ لم يخطر بالبال 
أن يسقط فجأة 
هكذا كل رهان 
وبأن الحق يوما ما سيبان
من نثار الحجب التي انشقت 
من براثن القصور الكبيرة 
- إذ لم يكن بالحسبان :
أن تخوم التيجان 
ستتهاوى من فوق الرؤوس المتصدعة ،
ووريثيّ الدماء الشريرة بثوان 
بعد أن أوصدت دونهما 
كل المغاليق 
التي مارست خلف متاريسها 
رغد الخطيئة والعهارة 
ولما انتهى من كينونة 
حكايته تلك القصيرة 
جلست قربه ملتذعا وخبرته :
 -عن سنواتنا العجاف المريرة 
-عن صدئ صخب العسس 
الدائر في ولائم أعياد 
كانت طقوس أفراحها 
ملطخة بالرذيلة والقذارة 
- عن طوافنا تحت لهيب الشمس 
يوم كنا نصوم فاقتنا تارة ، 
وفي أخرى :
نذر ملح الانعتاق 
فوق وجد فتات الخبز الأسيرة 
حدق كثير بيّ .. 
هز رأسه بغبطة   
ثم ربت على كتفي ،
وعلى شفتيه راحت تتورد 
سخرية الكهولة:
–لا تندهش يا ولدي .. 
هكذا هي حال الدنيا 
( قاب قوسين أو أدنى ) 
فان احتدمت متون الفضيلة فيها 
فان مجاهلها رأسا ستتغير ، 
أو ربما تهزل مصائرها بثوان 
فلا تتعجب :
- أن قطفا أواخر ثمارهما 
وتداعيا فجأة 
من صهوة المحال 
طالما امهر القدر عليهما قرانه 
إذ ليس من هذا بد 
ليس من ذاك أي خيار 
لما تراهما قد قبعا ألان 
في سبات اللحظات الأخيرة 
عاريين - حافيين 
يمتشقان أضرعه أسرتهما 
في دياجير خيمة أجيرة 
تحلق من فوقهما أسراب العقبان 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2199
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13