هدى...!!
صرخةٌ ٌ من فمٍ مرعوب....أدخلي!!
كان القصف المدفعي الإسرائيلي على المخيم شديدا...وهدى غائبة في عالمها الطفولي الساحر تجمع علب الصفيح الفارغة وتبني أهرامات هندسية تصوغها أناملها الندية...بفرح غامر،ركضت أمها نحوها وغيبتهّا بحنان الأمومة الدافق في أحضانها..تشظّت بالقرب قذيفة..لم يكن متراس الأم فولاذيا فاستقرت الشواظ النارية فيه...فسقطت عن هدى ذراعا المتراس الذبيح !
يومها عرفت هدى معاني المخيم..الموت...إسرائيل..القنابل العنقودية ...مصائد المغفلين وقد ترتدي زي عرائس الطفولة..وعرفت القناص ونست عالمها الطفولي الخلاب وعلب صفيحها وعرائسها والمدرسة الموعودة وشدّ الشرائط الحريرية لخصلات شعرها الأخاذّ ّ فتعلمت كيف تنجو من الموت فجسدها الفتي الطري هدفا سيعانق شظية يوما ما بسلام وهي تراقب نزيف دمها الذي لن! يسعفه إلا الذين يحبوّ ن الموت وتراسلهم الدمعة العربية على عناوين مجهولة وبسرية تامة قد! يستنكرون...فالدماء بسعر الماء!
|