الساحة السياسية العراقية حبلى بالكثير من الاسماء والوجوه التي برزت ما بعد العام 2003 سواء من سياسيين او شيوخ عشائر أو قادة مليشيات وتصريحاتهم كل يوم على " قفا من يشيل" على قول المصريين وفي الكثير من الاحيان نجد ان ما يقولونه لا يخرج عن سياق التهريج المصحوب باثارة الفتن والمشاكل والبعيد عن الوعي الوطني الذي يمكن ان يتمتع به المواطن العادي ناهيك عمن يتصدى للمسؤولية وان كان عن مجموعة مليشيوية او عشائرية او حزبية.
في ظل الجو المشحون طائفيا والذي تمر به المنطقة التي تحيط بالعراق حيث تتكالب عليها غربان السوء الخليجية من اجل تمزيقها وجعلها كتل متصارعة يبرز وسط هذا الكم من المشاكل التي يمكن ان تعصف بالعراق في حال تفاعلت المخططات الطائفية التي يرمون اليها بعض الذين يتصدرون في صدر المضيف في عشائرهم ومنهم علي السلمان الذي يعتبر نفسه أميرا لعشائر الدليم هذه العشائر المحترمة في تاريخها وطريقة تعاملها مع القضايا الحساسة ، فالرجل يقوم بتصرفات تكاد تكون طائشة في كثير من الاحيان عبر تصريحاته التي لا يحسب لها حساب لانها اذا كانت فعلا تمثل وجهة نظر عشائر الدليم فتلك مشكلة ولا أظن ذلك لان المفروض ان يمثل تلك العشائر الشيخ ماجد عبد الرزاق السلمان وهذا الرجل يمتع بالحكمة والعقلانية في كل تصرفاته ويعي الوضع المتوتر والمتأزم في المنطقة ، وانا استغرب شديد الاستغراب كيف ان ائتلاف دولة القانون تحالف وتفاعل مع علي السلمان في الانتخابات البرلمانية الاخيرة وهو لا يمتلك ألف باء السياسة ولا حتى الدبلوماسية السياسية في التعامل مع باقي الفرقاء ولربما يقول قائل انه رجل على سجيته ويقول الحقيقة ويؤشر على الخطأ أينما كان وهذا غير صحيح لان التصريحات الغير مسؤولة في أغلب الاحيان تخلق الكثير من المشاكل وربما تنسحب على الشارع العراقي الذي يعتبر في بنيته شارعا تحركه العاطفة وقدسية المتصدين في المجتمع سواء كان رجل دين او زعيم عشائري او رئيس حزب سياسي واذا أخذنا التصريح الاخير الذي صرح به علي السلمان بعد كثرة التصريحات التي تخلو من الحنكة السياسية حيث يقول( أن الحكومة طائفية بامتياز وانها شبيحة العراق الجدد) سنجد ان هذا التصريح يصب الزيت على النار ويأتي مكملا لكل الاجندة التي تقودها قطر والسعودية تبعا للوصف الذي يتناغم مع ما ترفعه مجاميع العصابات المسلحة شعارا في سوريا والمنطقة كلمة الشبيحة كان الوضوح الذي يعتمده هذا الرجل في رسالة واضحة الى تلك الدول الخليجية التي تريد تدمير العراق وهو يدعي انه يحافظ على وحدة العراق وعليه ان يعرف ان تصريحاته هذه ربما تؤثر في البسطاء من الناس في العشائر ولكن على العقلاء عندهم ان يمنعوا تلك التصرفات لانها تؤجج الوضع بشكله العام وهي لا تخدم المصلحة الوطنية ونطالب ان يتصدر عمه الشيخ ماجد عبد الرزاق السلمان لايقافه عند حده لان العراق اليوم تتكالب عليه الاجندات الخبيثة للنيل منه ولا يحتمل ان يعود العراق الى سنين الدمار والطائفية التي مر بها في السنين الماضية ونحن لسنا بحاجة الى تصريحات غير مسؤولة لا تستند الى وعي سياسي.
|