• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اعطوا عيدية العيد يا اصحاب القرار .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

اعطوا عيدية العيد يا اصحاب القرار

 الحكومة الناجحة هي التي تهتم بهموم ومشاكل المواطنيين وتساعدهم في تخفيف الازمات بايجاد حلول مقنعة وعملية لهم , وهي التي توفر الخبز الكريم , وهي التي تضمن وتصون كرامتهم وانسانيتهم ومستقبلهم عبر قانون الضمان

الاجتماعي والرعاية الصحية الكاملة , وهي مسؤولة للمحاسبة اذا اقترفت اخطاء او هفوات او اساءت التقدير امام المواطن , وهي مسؤولة عن توفر الامن والاستقرار السياسي , وهي مسؤولة عن تدفق الحياة ونشاطها بسيولة
طبيعية . والحكومة العراقية التي جاءت بعد سقوط النظام المقبور واتخذت الثوب الاسلامي في توجهها وسياستها وتطبيق الاصول والتعاليم الاسلامية , وفرض بعض الطقوس والواجبات الدينية من خلال نهجها الذي يستند بان الاسلام
هو الحل الامثل لحل المعوقات والمصاعب التي تعترض التوجه الاسلامي , ولكن غاب عن تقديرهم وسياستهم شمول المواطن بالرعاية الصحية والضمان الاجتماعي الذي يحفظ كرامته  وفي تقديم الخدمات الضرورية التي لايمكن
الاستغناء عنها على افضل وجه . كما غابت عن الاحزاب الاسلامية التي تملك القرار السياسي ان تسعى الى دخول الفرحة والبهجة في الاعياد الدينية في منح عيدية العيد كما هي الحالة الموجودة في الدول الاوربية العلمانية التي تفصل الدين عن
الدولة ولاتتدخل في خصوصيات الدين وشؤونه وطقوسه وتعاليمه وطرق العبادة, لانها من الحريات الشخصية للمواطن ولا تتدخل الدولة لامن بعيد او من قريب حتى انها لم تسجل الدين في البطاقة الشخصية او في جواز السفر . لكن
نلاحظ احترامها وتقديرها للدين وطقوسه واعياده المباركة من خلال تخصيص منحة راتب شهر كامل للاعياد الدينية مثل عيد الميلاد وعيد الفصح او القيامة . وهي تضرب مثالا رائعا في علاقة الدين والدولة , وتدخل البهجة والابتهاج
وتعطي لهذه الاعياد نكهة خاصة من الفرح بشراء حاجيات العيد من المنحة او عيدية العيد . ولهذا يحتم على حكومتنا التي تظهر بانها راعية الدين ان يكون عليها من المنطق والحكمة ان تمنح عيدية العيد وزيادة الحصة التموينية كما ونوعا
ان تحافظ على مستوى الاسعار من بعض الجشعين , ولتثبت بانها تلتزم بقواعد وتعاليم ووصايا الدين فعلا , ولا تتصنع ثوب الدين زورا وبهتانا , لان تعاليم الدين واضحة لا حاجة الى تفسير في معاونة ومساعدة المحتاج والمظلوم , اما
التصنع او استخدام الدين تجارة رابحة فهو الضحك على الذقون , فانها تسيء الى الدين وتنتهك بشكل صارخ تعاليمه ووصاياه . لذا على الحكومة العراقية واجب ومهمة وطنية وانسانية ودينية ان تساعد في رفع جزء ضئيل من الحيف والظلم
عن غاليبة افراد الشعب وليس بالكلام المعسول والتهريج من الصباح الى المساء . وعلى الاحزاب الاسلامية التي تشكل العمود الفقري للحكومة ان تصدر قرار بمنح عيدية عيد رمضان المبارك وان المواطن بحاجة ماسة اليها , وخاصة وان
امكانيات العراق ضخمة جدا , حيث  اصبح العراق المصدر الثاني للنفط في منظمة ( الاوبك ) ويستخرج من مادة النفط الخام ثلاثة مليون برميل يوميا , وهذا يستدعي ان يكون للشعب حصة ضئيلة من هذه الخيرات التي انعم بها الله
حتى يستطيع المواطن ان يسعف بعض متطلبات الحياة. وليس هذه النعم مختصرة على حفنة ضئيلة برعت في اللغف والشفط ونهب الاموال  التي بلغت ارقام خيالية من السحت الحرام وتضخمت كروش حيتان الفساد الى درجة الانفجار
فلا تحرموا الفقير والجائع والمحتاج , ضعوا في ماعون المواطن ما يدعو الى الفرح والابتهاج ولا تضيعوا هذه الفرصة الثمينة . انه لا يزاحمكم او ينافسكم في تقسيم الكعكة , لكن يطالبكم بفتتات من هذه الكعكة , حتى لاياكل الفقير
الحصرم وحيتان الفساد تسبح بنعمة الدولار



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20774
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12