منذ ان نهض العراق الجديد بعد انهيار الديكتاتورية ونحن نعيش مع الحركة السياسية التي ولدت من جديد في السنوات الماضية بدأت بمليشيا مسلحة تحت اسم جيش المهدي وانتهت بدخولهم العملية السياسية بعد المد والجزر في المواقف المتذبذبة لبعض قياداتهم وعندما دخلوا الى ممارسة العمل السياسي من اوسع ابوابه لم تكن لتنتهي المشاكل التي كانت تتفاعل على الساحة العراقية بسبب الازمات التي يحاولون ترسيخها طيلة الفترة فترة العمل المسلح .
لم تكن عملية دخولهم الى البرلمان بالموفقة كثيرا لان بعض الصقور المنخرطين معهم في العمل السياسي كانوا من الذين لديهم ملفات تكاد تكون عثرة في مسيرتهم ضمن العراق الجديد وهذه الملفات طغت على طبيعة عملهم في البرلمان وطريقة تعاطيهم مع الملفات السياسية لان السياسة واسلوب العمل الدبلوماسي فيها يختلف تماما عما كان يقوم به البعض من هؤلاء لان قسما منهم شغل اعمالا في وزارات الدولة بعد العام 2003 وكانت المعايير مختلفة تماما في طريقة مسك المهام في وقت كانت القوانين في اغلبها مجمدة التنفيذ فبقيت ملفات مركونة على الرف لحين استقرار الدولة ومن ثم يتم انبعاثها من جديد وعليه فان دخول البعض الى البرلمان كان بمثابة التخلص من تلك الملفات لامتلاكهم الحصانة البرلمانية قانونا .
انطلاقا من ذلك كله لم تكن الكتلة الصدرية تقبل على أي مشروع تقدمه الحكومة العراقية خصوصا عندما اعتبروها خصما وندا لهم بعد عمليات المالكي العسكرية ضد جناحهم العسكري في العام 2008 وهو ما حمله اعضاء كتلتهم في نفوسهم واصبحت ثقافة تترعرع في داخلهم وفقا لمنهجية وتوصيات من قائدهم السيد مقتدى التي يعتبرها بعضهم بأنها ترقى الى ان تكون توصيات الهية وهذا ديدن من يذوبون حبا بقائدهم ، ولكن ما نريد قوله هل هذا الامر يمكن التعامل به في ظل العمل البرلماني الذي يجب ان يشرع القوانين ويحافظ على لحمة الدولة ومؤسساتها وفي النهاية تجعل من هذا الاستقرار غاية لخدمة المواطن وانا في حدود علمي منذ البدء والى اليوم لم نلحظ ان كتلة التيار الصدري اقتنعت بأي مشروع يقدمه رئيس الوزراء بل على العكس نجد وسائل الرد واضحة وبشكل عنيف وردة فعل غير مدروسة أحيانا تمثلت بالحالة التي رآها الشعب في الاداء الذي مورس ولم يكن يمت الى عمل البرلمانيين بشيء كما كان صولجانهم تحت قبة البرلمان ضد الاتفاقية الامنية التي اعتبروها مجرد كلام على الورق وهوس يتلبس رأس الحكومة لظنهم ان الامريكان لن ينسحبوا من العراق وها نحن اليوم نشهد أن ارتال الامريكان بآلافها المؤلفة قد انسحبت من العراق وفقا للزمن والجغرافيا فكيف اذن نعارض،، وهل استفادوا من الدرس ؟ أنا لا أعتقد لان لاءات التيار الصدري جاهزة لمجرد ان المالكي يقدم لهم مشروعا ما فنجد ان الصقور في كتلتهم ينبرون الى المشروع في قائمة من الشكوك والتحليلات الغير مقنعة لانهم لا يثقون بصاحب المشروع وهذه الثقة متأتية من عدم اصداره العفو العام عن معتقليهم في السجون الذين كانوا قد ارتكبوا جرائم قتل بشعة بحق من اختلف معهم فكيف يمكن ان ندير دولة بهذا الشكل ونحن نرى كل يوم تصريحات متشنجة من هذا النائب او ذاك وكيف لا يصرح من كان قد دخل الى البرلمان وهو لا يمتلك التاريخ ولا الحنكة السياسية التي تؤهله لذلك ومثل هؤلاء ليسوا فقط من الصدريين وانما من كل الكتل دون استثناء وهم من يعطلون العمل التشريعي لعدم قدرتهم التوازن في التطبيق ولذلك يمكن ان نطلق عليهم نواب الصدفة .
اعتقد ان اسطوانة الرفض سوف لن تتوقف عند التيار الصدري لانهم يريدون كل المقاسات وفقا لأهوائهم وهذا ما لم يحصل في السياسات البرلمانية في دول العالم وهو ما نراه اليوم من رفض لورقة الاصلاح الحكومية لان الموقف ذات الموقف القديم الحديث وسيبقى صقور التيار لهم الصوت الاعلى .