أوطن الدهر عادياته في سنين عمرها الباقية ,وهي التي تتجاوز عامها الخمسون , لم تأخذ تلك السنين التي مضت كل طاقاتها كأنها كنزاً لهذه الايام وتفاصيلها المملة , أمراة تأطمت النار في اثنين من أولادها , بحادث مروع وفجعت بهما , واحد بعد الاخر , اخذتهم الى عالمهم حيث يكونون , ولكن هذه المراة اين هي ستكون ؟
رددت هذه العبارات بعد عدة ايام من وفاة اولادها فكل واحد من اولادها له ثلاثة اولاد وأرملة , وكم من الحزن يلفهم وينزوي بهم خلف النسيان يتقاسموا به العائلتين ,فتنظر لهم من قرب مشاعرها , وهي المرأة الاقرب لهما لأحفادها, لم تأخذ بها الايام الى الجلوس في باحة البيت او الانتظار على الطرقات لتسأل الصدقات , حملتها خطواتها الى العمل عاملة للتنظيف ,في احدى المستشفيات ,لتعيل الايتام وتوفر لهم ما يحتاجون ,
تقول : للصباح بملىء مشاعرها , اتفاءل حين اسير الى كسب الرزق , لأحفادي الستة اناصر دموعهم , ولا ادعوها لتنهمر على وجوههم , لما هم به من حالة اليتم , فهم بعمر الطفولة , ولا يملك امهاتهم القدرة على تركهم والخروج الى العمل في المجتمع , حيث لاشهادة ومهنة يملكون , فأين الصرير من هذا الذي املكه سوى الخروج الى العمل ؟
اجمع شتات اليوم منذ بدءه , وما يقدمه لي المارة من مساعدة و هم يتواجدون في المستشفى من مساعدة مالية بسيطة ,ولا قدرة لي على الجشع والطمع , فعيناي تسدل عليهما غشاوة من القناعة , تنير امري وتأخذ بيدي , حتى انجز مهامي اليومية في العمل ,واكتفي بما احمله من ما تبقى من طعام معد ,في مطبخ المستشفى الى البيت , يظني لرمق العائلتين بعض الشىء ويخفف من معاناة الحرمان , تسير بأيامها مرددة :
لا املك أرادة تقاوم الحاجة والفاقة لطفولة حرمت حق الحنان ,ام العيش والاهتمام في عالم اكتشاف المبادىء والمواهب لهم ,فهذا يعد اكثر من الحنان او لاحاجة لهم به بيومنا هذا . |