مدرسة الروح والفكر والضمير هو شهر رمضان المبارك وقيمته الحقيقية بما يحدثه فينا من تغيير، ان مدرسة الشهر الشريف لها فضائل نفسية كبيرة مثل التأمل والتعلق ومقاربة كتاب الله العظيم في هذا الشهر والمعارف التي بثها الامام السجاد عليه السلام  في هذا الدعاء من ثقافة عقيدة وسلوك وفهم بوعي فكري وثقافي ومعرفي،

قراءة سماحة السيد احمد الصافي مفردات الدعاء باحثا في ثراء كل مفردة وما تحققه من قيمة اسلوبية
 (اللهم انت عدتي ان حزنت
وانت منتجعي ان حرمت
وبك استغاثتي ان كرثت
وعندك مما فات خلف
ولما فسد صلاح)

تدبر في افاق هذه المفردات ساعيا لترسيخ مفاهيمها في قلب المتلقي وعقله لما تزخر به تلك المفردات من بنى معرفية
اولا ٠٠٠٠٠
 (العدة)
هي الحالة التي يستعين بها الانسان في مواطن الحاجة (اللهم انت عدتي) الشيء الذي اعده بمورد الشدة او لمورد الفاقة او لمورد الحاجة
ثانيا ٠٠٠٠
 (الحزن)
ركز سماحة السيد احمد الصافي على مسألة مهمة ، الحزن يطلق على ما فات من امور وليس على الامور المتوقعة اي امر متوقع فيه مكروه يعبر عنه ب (الخوف )  اما الحزن على ماض فات، الحزن هو كيفية نفسانية عامة وهو من حالات الوجدانية ، تدبر عالي في هذا المحور علينا ان نتأمل في غاية البحث في تعريف الحزن كحالة وجدانية لا تمثل اي مشكلة بل ينظر الى ما يلازم حالة الحزن من سلوك انساني فالإنسان اذا فاته شيء قد يخرج عن الوضع الطبيعي في حزنه عليه

/اضاءة/١

لم تخصص العدة لحالة الحزن وللعدة مضمونا اوسع، نحن امام دعاء يستمد وجوده من مصدر نور واسلوب بيان هذه المعارف التي قد تفوت على المتلقي امور كثيرة لذلك يكون الالتفات لها سعيها في الارشاد الفكري
ثالثا ٠٠٠٠
 (المنتجع)
اسم مفعول من انتجع وهو مكان تقصده الناس في طلب الراحة وهناك منتجع سياحي ومنتجع طبي بمعنى ان المنتجع مورد الراحة والانسان يتعرض في الدنيا الى كثير من الموارد قد يتصور الانسان انها حرمان لكن هذا المعنى يتجلى في الدعاء فيرى ان الله سبحانه وتعالى هو المنتجع وهو مورد الراحة

رابعا ٠٠٠٠
 (الاستعانة)

الاستعانة مصدر استعان وهو من العون بمعنى المعونة وقال الامام عليه السلام (وبك استغاثتي ان كربت )الاستغاثة لها خصوصية عن الاستعانة،  الاستعانة لا تقال الا  لمن وقع في كرب ولهذا استعمل ان كرثت وكرث يعني اشتدت حالته لشدة المكروه عليه ان ينصرف من كل شيء الى الله تعالى سبحانه هو مسبب الاسباب لا يمكن ان نتصور في لحظة من اللحظات ان الله سبحانه وتعالى يفتقر فهو سبحانه لا تفنى عطاياه
وعندما يفكر الانسان بهذه الامور يخشى على نفسه ان يقصر في خدمة الله سبحانه وتعالى

/اضاءه/٢

نقرا في الدعاء

 (حزن/حرمان/كرث/شدة/فوت/فساد)
ننتبه ونلتفت الى المعالجات
الحزن = انت العدة
الحرمان = انت المنتجع
كرث = انت المستعان

/اضاءة/٣

 (ولما فسد صلاح)
مقتضى الفساد ليس امرا سهلا في موارد كثيرة لا سيما اذا شاع الفساد في وسط يدعي الايمان حتى يصل الامر عند البعض ان يراه صلاحا تفسد الروح فتتحول الى روح دنيئة ، لابد من السعي للتخلص منه الى عالم الصلاح

/اضاءة/٤

اعتمد سماحة السيد احمد الصافي في مصابيحه على قراءة الصحيفة السجادية والارث المعصوم عند الائمة والتفاسير القرآنية من اجل ترقية الفهم البشري وكل الامور التي تحاور بقوة الحياة اليومية والهموم المعاصرة وتفسر تعقيداتها وادراك  ابعادها الفكرية مثل قضية رؤية هلال العيد هناك فوضى والجهل معرفي حتى تقع في بئر الابتلاء التضارب بين الآراء في مسالة رؤية الهلال وتثار بقصدية مشوهة،
يسالون لماذا لا يتفق المسلمون في مسألة  رؤية الهلال ،ثم يكتبون اراء غريبة حتى تصل الى مهزلة فكرية يبحثون في مسائل ليس لها اي معنى، عرض الامور المعاصرة ومواجهة مع الواقع من جهة وتحصين المجتمع من جهة اخرى، توضيح المعنى للمسائل الاجتهادية لا يمكن ان تكون نتيجتها واحدة او طريقتها واحدة فالأمور التي تحتاج الى اجتهاد
اولا ٠٠
هل رؤية الهلال بالأجهزة العلمية في مدرسة اهل البيت تكفي لأثبات الشهر؟ الاغلب يرى انه لا يكفي، شرعية الرؤية ان تراه بالعين المجردة ، فلا يترتب اثر على الرؤية عبر التلسكوب او بعض الاجهزة الاخرى
ثانيا ٠٠٠

الرؤية علم وهو حجة ولكن رؤية الهلال في بلد هل يثبت في جميع البلدان ام لا؟
هذه وظيفة العالم المرجع ولاختلاف وجهات نظر العلماء من حيث اتحاد الافق من عدمه مسألة عادية وليس فيها ما يعاب ،اما استغلال هذه الطريقة غير علمية وتبث روح الفرقة هي ناشئة اساسا من الجهل،
هذه المسائل تدخل في الجانب الحوزوي العلمي وعلماء الشيعة ليس من السهل ان يطعن الانسان بهم، الخلاف بين الفقهاء امر طبيعي لا تصل المسألة الى حاله مقيتة اطلاقا