• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : محاورة مع ؟  .
                          • الكاتب : اميرة كاظم شاكر .

محاورة مع ؟ 

 ها هو الحسين ابن علي تنهض الأرض له . 
جسده مبرج بالسهام. 
يكاد لا يُرى شيئا منه سوى .مجموعة كبيرة من السهام . 
 
هؤلاء  الاشقياء يقتربون منه ، 
لقد سلبوه كل ما يملك . 
درعه . 
سيفه . 
عمامته الشريفة . 
حتى خاتمة ، 
لم يبق على جسده سوى ثوب قديم بالي ،لا يهتم به أحد . 
ولكن ماذا يصنع هؤلاء . 
لقد تخطوا كل الحدود  
هاهم يحاولون سلبه لباسه القديم المتهالك . 
لكنه قديم وقد تمزق من جراء السهام التي اخترقته . 
 
ماذا يحصل ؟ 
لقد نشب  صراع بين اللباس والوحش الذي يحاول سلبه من على جسد الحسين ، 
أراه يصارعه بكل قوة . 
 
أن اللباس يصارع وهو متمسك بالجسد الطاهر  
لا يريد تركه . 
اقسم بأني سمعت صراخه 
تقربت منه وانا استمع لما يقوله . 
كان يقول : 
اتركوني لا اريد أن اترك الجسد الطاهر . 
اتركوني دعوني اتبرك بهذه الدماء الزكية  . 
 
وكأنه عرف بقدومي نظر لي نظرة وقال . 
مابكِ لم انت  واقفه تتفرجين افعلي شيئا . 
 
ماذا افعل قلت وكلماتي ترتجف . 
لا اعلم لكن لا تقفي وانتِ تتفرجين علي  وانا اسلب من بين جسد الحسين . 
ارجوكِ لا اريد تركه . 
 
تقربت منهم وانا أرى الحقد في أعينهم .لقد كانوا أشد كرها له من اي شيء في الوجود . 
ويل قلبي على جسدك ياسيدي . 
اعرف ان روحك الطاهرة الان مع جدك وامك وأبيك عليهم السلام. 
لكن جسدك قد تقطع هذا الجسد الذي حمل روحك كل هذه السنين . 
حاولت أن أمنعهم من سلب ذالك الثوب . 
لكن عبثا افعل، يبدو انك وحدك تراني ايها الثوب القديم . 
حمل الرجل الثوب  بين يديه وكأنه يحمل كنزا ، 
وضعه في حقيبة فوق فرسه . 
صرت انظر له وهو يتدلى من الحقيبة وكان  ينظر إلى الجسد الذي تشرف بملامسته . 
راح كم الثوب يلوح وكأنه يودع جسد الحسين. 
 
مسكين هذا الثوب الذي لم تكمل سعادته فوق جسد الحسين بن علي.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=201037
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16