في ظلّ التّطور السريع للتكنولوجيا وانتشار وسائل التّواصل الاجتماعي، أصبحت المرأة تواجه تحدّيات كبيرة في الحفاظِ على هويتِها وقيمِها أمام تدفقٍ هائلٍ من المحتوى الهابط والسطحي.
فقد أصبحت هذه المنصّات ساحة كبيرة يتنافس فيها الجميع على الشهرة والظهور، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب القيمِ الأخلاقيّةِ والإنسانيّةِ، بل وأصبحت من الأمورِ التي يستعدُ لها من قبلِ روّاد الفتن ويعمَلون على إطاحتِها والتّنديدِ بها هي سحبُ المرأةِ من دورِها المُوّكلِ لها إلى أدوارٍ أخرى غير صالحةٍ ، وهذا ممّا يؤدّي إلى نشوء أجيال ضعيفة تمكّنُ أمواجَ الإنحرافِ من أن تسحبَها إلى مستنقعِ الأهواء من دون عناءٍ ولا تكلّفٍ وبنائها على السوء؛ لتخرجَ لنا مجتمعًا هزيلاً داعمًا للتّفسخ والانحلالِ بحجّة الحريّة الشخصيّة مستقتلاً على الانفتاح والتخلي عن الآداب الإسلاميّة واصفها بالتخلّفِ والتركيز على ما هو سطحي وتافهٍ بدلاً من التركيز على الإنجازات العلميّة والثّقافية التي تسهمُ في بناء المجتمع، لكنّنا على الرّغمًِ من هذه البيئة المشبّعة بالمحتويات غير اللائقةِ أيضًا ، إلا أنّنا نلحظ وجود العديد من نماذج القدوة الإيجابيّة التي صنعت نفسها وأسهمت في تغيير الواقع، فصناعة القدوة الحسنة للمرأةِ في ظلّ انتشار المحتوى الهابط ليست بالمهمّة السهلة، لكنّها ضرورةٌ ملحة يجب أن نعملَ جميعًا على تعزيزها، لأنّها تمثّلُ أنموذجًا إيجابيًّا وقدوةً حسنةً ، ولتعزيز هذه القدوة، يجب أن نبدأ أولاً من تعزيزِ التربية السليمة في المنزلِ والمدرسةِ حتى تتعلّمَ الأجيال منذُ سنٍّ مبكرٍ أنّ النّجاحَ الحقيقي لا يُقاس بمهنةٍ أو مظهرٍ؛ بل بالأثرِ الذي تتركُه هذه القدوة في حياةِ الآخرين والقيم التي تحملُها والمسؤولية الملقاة على عاتقِها اتّجاه البارئ(عزّ وجل) ورسولِه وأهل بيته(عليهم السلام) والمجتمع، وبفضل التطوّر التكنولوجي أصبحت المرأة قادرة على صناعةِ نفسِها والوصول إلى جمهورٍ واسعٍ، لتأدية دورها كفردٍ صالحٍ فعّال له أثرُه في التأثيرِ في المجتمع.
|