• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أنموذج من دقَّة سماحة السيِّد السيستانيّ (دام ظلُّه) في التعاطي مع الأمور .

أنموذج من دقَّة سماحة السيِّد السيستانيّ (دام ظلُّه) في التعاطي مع الأمور

الرحلة العلاجيَّة لسماحة السيِّد السيستانيّ: ٥٦ و ٥٧.

بعد صلاة الظهر يوم السبت (٢٠٠٤/٨/٧) انتقلنا بسماحة السيِّد إلى مستشفى (كروم ويل) في لندن على بوابة المستشفى كان يقف لاستقبالنا شابٌّ، تدلُّ سمرة وجهه على أنَّه عربي، عرفت فيما بعد أنَّه الدكتور عبد الرحمن المهيريّ مدير المستشفى، وهو من الإمارات العربية المتّحدة، وإلى جانبه مجموعة من الأطباء العراقيّين بينهم الدكتور هشام الحسن الذي تابع موضوع الحجز في المستشفى.

الدكتور المهيريّ رحب بسماحة السيِّد من على بوابة المستشفى ونقل له سلام وتمنّيات الشيخ زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتّحدة بالصحَّة والعافية وقال: أتمنَّى أن تعتبروا هذه المستشفى بيتكم إلى هذه اللحظة، لم نكن نعلم أن ملكيَّة هذه المستشفى عائدة للإمارات العربيّة المتَّحدة ولرئيسها المرحوم الشيخ زايد آل نهيان وأنَّها تستقبل مرضى عاديّين.

صعدنا إلى الجناح المخصّص لاحظنا عدم ارتياح على محيا سماحة السيِّد، وقد صرّح بذلك مستفسراً عن السبب في عدم إخباره بأنَّ ملكيَّة هذه المستشفى تعود لجهة معيّنة. وأعتقد أنّ عدم ارتياح سماحة السيِّد - كما بدا لي - سببه احتماله أنَّ الأصالة العربيَّة وأريحيَّة طباع مالكي المستشفى، سوف تجعلهم يبادرون لتحمّل نفقات علاجه، وقد لا نتمكّن من رفض ذلك لأنَّه يتعارض مع مقتضيات المحبّة والعلاقات الطيّبة، وهذا الأمر يتعارض مع منهج سماحة السيِّد في التعاطي مع هذه المسائل. أرجع لأذكر أنّ سماحة السيِّد رفض - بمحبة وتقدير - عرضاً لإرسال طائرة خاصَّة لنقله من مطار بغداد إلى عمان ثم إلى لندن، وركز على محاولة الانتقال بالإمكانات الطبيعيَّة الذاتيَّة وهذا ما حصل. وكذلك موضوع الإقامة في لندن فقد كانت هناك عروض عديدة رفضت - بمحبة - وتم استئجار شقة بالإمكانات الخاصة وموضوع المستشفى يندرج تحت هذا الإطار.

غير أنَّ الدكتور هشام الحسن أوضح لسماحة السيِّد أنَّ المسألة طبيعيَّة، لأنَّ هذه المستشفى هي مستشفى عامة، وأنّ الموضوع الماليّ محسوم، وهو سيدفع من حساب سماحته الشخصيّ، لكن سماحة السيِّد ظلّ على انزعاجه. أتذكّر أنَّ الدكتور محمود البربير - وهو طبيب لبنانيّ مقيم في لندن وكان ضمن الفريق الطبيّ الذي تابع حالة سماحة السيِّد حتَّى النهاية - قال: راحة سماحة السيِّد فوق كلّ اعتبار، خصوصاً وأنّه مريض بالقلب ويجب إزالة أية أمور تزعجه نفسيّاً.

بعد تشاور سريع اتَّفقنا على أن نجري اليوم الفحوصات الأوليَّة في (مستشفى كروم ويل) من تحليل دم وأشعَّة وغيرها، ثم ننقل سماحة السيِّد غداً إلى مستشفى أخرى. أطلعنا سماحة السيِّد على هذا الاقتراح، فوافق عليه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=199769
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 02 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12