تجددت تظاهرات اهالي محافظة البصرة المطالبة بتحسين واقع الكهرباء والخدمات الاخرى، التي بدورها لم تخلُ كسابقتها العام الماضي من اعمال عنف.
إذ اندلعت مواجهات بين المتظاهرين والقوات الامنية اطلقت فيها الاخيرة الرصاص الحي لتفريق المحتجين.
التظاهرات بدأت بمناطق الجمهورية والموفقية وحي الحسين والقبلة وقام المتظاهرون بقطع الطرق المؤدية إلى مناطقهم من خلال اضرام النيران في اطارات السيارات.
وحاولت القوات الامنية انهاء التظاهرة إلاّ أنها لم تتمكن من ذلك، فاطلقت العيارات النارية في الهواء لتفريق المتظاهرين، ولكن جوبهت تلك القوات برشق بالحجارة لتستمر المواجهة بين الجانبين لأكثر من ساعتين إعتقل فيها عدد من المتظاهرين.
ويقول قائد شرطة البصرة اللواء فيصل العبادي في حديث لـ"شفق نيوز" إن "التظاهرات التي حدثت كانت عفوية ونتيجة لانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة أثر إنهيار المنظومة الكهربائية".
ويضيف العبادي أن "القوات الامنية تعاملت مع المتظاهرين بمنتهى الحكمة وضبط النفس وتم اطلاق سراح جميع الموقوفين بعد ساعة واحدة من انتهاء الاحتجاجات".
من جهتهم عبر مجموعة من المحتجين في حديث لـ"شفق نيوز" عن"سخطهم واستيائهم نتيجة الاهمال الذي تعاني منه محافظة البصرة وعدم مراعاة الحكومة الاتحادية للظروف الصعبة التي تعيشها المدينة في ظل الارتفاع القياسي وغير المسبوق في درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة "
وابدا المحتجون "عدم الثقة بالوعود التي اطلقتها وزارة الكهرباء والحكومة المحلية في تحسين واقع الكهرباء في الصيف الحالي".
وتساءل البعض منهم عن "اسباب الاستخفاف الذي تمارسه بعض الجهات الحكومية وإطلاق الاكاذيب التي تدعي ان العراق سيكون قادراً على تصدير الطاقة في الصيف المقبل".
وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أعلن، في 24 آذار المنصرم، عن تحقق الاكتفاء الذاتي للطاقة الكهربائية في عام 2013، فيما كشف عن توزيع وقود المولدات الاهلية "مجاناً" هذا الصيف، أكد على أن انتاج الطاقة الكهربائية سيصل إلى 9000 ميغاواط خلال الايام القريبة.
بدورها تطالب القيادية في كتلة الفضيلة سوزان السعد في تصريح ورد لـ"شفق نيوز"، "القوات الامنية في محافظة البصرة باستخدام الطرق الديمقراطية في تفريق التظاهرات كما في الدول المتقدمة"، محذرةً من تداعيات اطلاق النار بصورة مباشرة على المواطنين العزل.
وقتلت القوات الامنية مواطنين اثنين من محافظة البصرة في عام 2010 خلال تظاهرات احتجاجية خرجت امام مبنى محافظة البصرة مطالبين فيها بتحسين واقع الكهرباء.
وتقول السعد وهي نائبة عن محافظة البصرة إن "مطالب المتظاهرين كانت مشروعة، لا سيما انهم طالبوا بتوفير التيار الكهربائي شبه المنعدم في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة والرطوبة النسبية اضافة الى انقطاع المياه الصالحة للشرب تزامنا مع حلول شهر رمضان".
وتدعو السعد اهالي محافظة البصرة الى "التهدئة لا سيما ان العطل الذي كان في خطوط 132 كيلو فولت والتي تغذي محطة غرب البصرة الجديدة التابعة لمديرية نقل الطاقة جاري العمل لاصلاحها بالاضافة الى اتمام اصلاح العطل في محطة باب الزبير الذي ادى الى الانقطاع التام عن مناطق الفاو وابي الخصيب وحي الحسين والقبلة ومركز المدينة".
وتضيف السعد أن "المسؤولين في وزارة الكهرباء وفي المحافظة وعدوا ان يشهد واقع الكهرباء في المحافظة تحسنا ملحوظا وذلك خلال الايام المقبلة".
وكان اهالي محافظة البصرة قد خرجوا في تظاهرات ليلة الاول من امس الاثنين، احتجاجاً على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وسط ارتفاع كبير في درجات الحرارة التي وصلت الى الخمسين درجة.
يذكر ان ثلاثة مغذيات رئيسة للطاقة الكهربائية انهارت بالكامل، تسببت بأنقطاع شبه تام للتيار الكهربائي عن محافظة البصرة وتقول الحكومة المحلية انه تمت اعادة خطين الى الخدمة ويجري العمل على إعادة المغذي الثالث خلال اليومين المقبلين.
وتعاني اغلب المحافظات العراقية من نقص كبير في الكهرباء يصل إلى أكثر من 16 ساعة قطع يوميا يتم تعويض جزء منها عبر تشغيل المولدات الاهلية، وسط درجات حرارة تتراوح بين 45 إلى 50 درجة مئوية، مما يثير استياء المواطنين واحتجاجهم. |