• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السلاح القادم احلاس البيوت ومسك الأرض..! .
                          • الكاتب : علي الخالدي .

السلاح القادم احلاس البيوت ومسك الأرض..!

المعارك في القرن الماضي، كانت تعرف بالحروب الصلبة، والتي تعتمد على أسلحة القتل المباشر، وما يعبر عنه بالسلاح الخفيف والمتوسط والثقيل.

إن الفترة التي عشناها او التي ما زلنا نجاريها الآن، تسمى مرحلة الحرب الناعمة، والتي يستخدم فيها أدوات القتل غير المباشر، وليس المحسوس والملحوظ، بواسطة العالم الأثيري الفضائي والمجازي وغير الحسي، بموجات وهجمات فكرية وثقافية، وسلسلة غزوات عقائدية وقيمية، وقد عبر عنها السيد السيستاني دامت بركاته في عام 2017 بقول

(المرحلة القادمة هي الأخطر! لأنها حرب فكرية ضد الدين والمذهب والرموز، وتشكيك العامة بكل المعتقدات) تهدف لسلخ المجتمع من هويته الأم، وتشكيكه برموزه، بتسليط مؤثرات البدائل المزيفة، وضغوطات التطور الرقمي الكاذب، وصولا لتطبيع الحياة مع محتويات، ونفايات ما يصدرها الغرب الكافر لأوساطنا.

المرحلة الآن قد بدأت، وهي الأصعب، حيثُ عبر عنها القائد الخامنئي بوصف (تتطلب بصيرة رجال أمثال "عمار بن ياسر" واستقامة "مالك الاشتر") والتي تحتاج حساً أمنياً وعسكرياً فائق السرية، من التعامل بأعلى مستويات الحذر حتى العائلي منها، وبصيرة نافذة بما يدور في العالم، بكل صنوف السياسة والاقتصاد والإعلام، تصديا لخطر آلة الذكاء الاصطناعي، وهي فوهة ولسان أقوى ما وصلت إليه التكنلوجيا البشرية، إذ تعد هذه الوصلة الأكثر فتكا في المجتمع، والأخطر في تاريخ الآدميين -الذكاء الاصطناعي- والتي بواسطتها الشيطان الأكبر "أمريكا" والغرب الكافر, يسعون للسيطرة ثم القضاء على الإنسان.

قال الإمام الصادق عليه السلام (إن كنتم تنامون فانه لا ينام عنكم) العدو لا ينام عنا، ان الحرب القادمة في منطقة غرب آسيا "الشرق الاوسط" وخاصة مناطق نفوذ الممانعة والمقاومة، يظهر أنها ستتخذ منحى جديد من الصراعات، وهو ما يدعو لتغيير لون المقاومة، مع متطلبات الساحة وتطور اتجاهاتها.

ويبدو أنه نحو تهدئة وتبريد المساحات عسكرياً، او تجميد المعارك مؤقتاً، وتسخينها تدريجياً -بعد فشل العدو بتجربة طوفان الأقصى- بالتعويل على إرباك حاضنة محور المقاومة ومناطق نفوذه، وهذا أسهل وأكثر نفعاً للعدو، بطعنات قد تنجح هنا وهناك، بإصابة مواضعه الرخوة، بتحت الحزام والبطن والخاصرة، في خطوات فك تماسك وحدة الساحات، التي اضرت كثيرا بالوجود الأمريكي والإسرائيلي بمنطقة العرب.

إن الأئمة عليهم السلام حينما قالوا لنا، امسكوا الأرض وكونوا أحلاس بيوتكم، لم يقصدوا البقاء في البيوت، والاكتفاء بالجلوس والاستسلام للتقنية، التي اخذت تفتك في بيوت المسلمين البسطاء والآمنين، وإنما هي دعوة لمواليهم ليكونوا فاعلين وعاملين، بحراسة البيوت وأمنها، بالتصدي ومنع الاختراق الأخلاقي والعقائدي والفكري، عن طريق وضع مصدات الوعي والبيان، في كيفية التعامل مع هذا السلاح والعلم الجديد –الذكاء الاصطناعي- وبدل من أن يستخدمه العدو ضدنا، نسخره ونستعمله في ضربه، باختراق ساحاته الثقافية والاجتماعية والفكرية والإعلامية، فبدلاً من أن يهددنا نحن نهدده.

إن روبوت الذكاء الاصطناعي، أضخم أسلحة تزييف وتزوير الحقائق، عبر صناعة مشاهد كاذبة، لرموز تعتبر ثقة الأمة، ويكون أكثر فتكا لو تم تمريره، في المجتمعات ذات التمسك الديني والعقائدي، حيث يهدف لتدمير تلك الايقونات، التي هي عماد المجتمع، وجلّ هدف الشيطان هو هذه الأمم، وما قول الإمام الصادق عليه السلام (إن العبد يصبح مؤمنا ويمسي كافرا، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا) ما هو إلا إشارة، لشدة فتن آخر الزمان العلمية والتقنية، والتي تجبر مؤسسات الدول الشيطانية العالمية، البشر بالرضوخ لها، والاستسلام والتصديق لأبحاثها، مثل تغيير الجنس، وفرض الدواء والغذاء وغيرها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=198849
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 12 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12