وَفَّيْتُمْ.. فهَلْ وَفَّيْنَا في يوم نصركم!
هي شقشقة كأخواتها السابقات، ولكنها أشدَّهُنَّ إيلامًا ووجعًا للقلب المفجوع!
وقبل أنْ تهدر شقشقتي لنتعرف على هؤلاء الذين في الصورة؟
ولكن مَنْ نسأل عنهم؟
فلعل الصورة عندها جوابًا حيث وثَّقت الزمان والمكان! 
فقالت:
إنهم ثلة سمعت نداء المقدسات وأنينها، فلم تلبث حتى أجابت داعي الله، فلم تعبأ بمال أو بيت أو جاه أو مدرسة أو جامعة أو دكان أو مسجد!! حيث ملأ قلوبها ذلك الصوت العلوي العلي!
إنهم ثلة خلعوا لباس الدنيا بجماله وكماله وألوانه فاستبدلوه بلباس الأكفان البِيض الذي لا بد للكل أنْ يلبسه يومًا، فاستعجعلوا لبسه طوعًا قبل أنْ يلبسوه كراهية؛ لأنهم أحرارٌ!
إنهم ثلة نادت بأعلى صوتها في التاريخ ليسمع العالم صداه نحن فداء لمقدساتنا.. لشيوخنا.. لرجالنا.. لنسائنا.. لجامعاتنا.. لجوامعنا.. لمؤسساتنا.. لعراقنا.. حيث نموت ويبقى كل ذلك بعز وشرف وكرامة وإباء!
إنهم ثلة هجروا الراحة لأجل أنْ يرتاح الآخرون.. وسهروا الليالي لأجل أنْ ينام الآخرون.. وتركوا الدرس لأجل أنْ يتعلم الآخرون.. وقتلوا أنفسهم لأجل أن يحيى الآخرون!
هل عرفت مَنْ هؤلاء! 
كانوا نِعم الأوفياء!
فهل وفَّينا؟!
#حكمة_المرجعية_نصر