في ايّام شبابي في الستينيات قرأت كتبا تحت عنوان (ملوك البترول) واذكر أنّ مؤلفته امرأة يهودية طعنت فيه باخلاقهم وسلوكاتهم غير المقبولة لأنَّها دخلت الى بيوتهم وعاشرتهم فيها وما ذكرته عن سوء سلوكاتهم وقباحة تصرفاتهم عبر صفحات هذا الكتاب لا يمكن تصديقه لشدة ما رفقها من شذوذ وما صاحبها من اتبعاد عن الحياء وارى ان ما يقوم به محمد بن سلمان اليوم من اقامة الحفلات الغنائية والراقصة بالنسب لتلك الاخبار ه غيض من فيض  0

 وفي سياقه أقول إنّ موجة التحلل الأخلاقي والفساد الأجتماعي التي كانت سائدة في ارض نجد والحجاز ايَّام الجاهلية الأولى نجم قرنها على هذه الأرض التي قدسها الله وحررها من مختلف انواع الرذيلة على يد نبيه نبي الرحمة محمد بن عبدالله (ص) وبعد اكثر من 1400عام تعود الى الظهور ثانية على يد ولي العهد السعودي حيث تمظهرت حفلات المجون الصاخبة من جديد باموال المسلمين وعلى ارض مقساتهم وتتوالى اقامتها دون انقطاع 0

بادئُ ذي بدءٍ اقول : ارجو ألاّ يعتبر كلامي هذا من قبل البعض القرّاء او غيرهم بأنَّه تدخل في الشأن الداخلي لبلد مستقل وان المفاسد في بلدي العراق فاقت حد التصور وفي جميع المجالات ، نعم إنّ هذا الكلام منطقيٌّ وهو عين الصواب ولكن ماذا عساي أن افعل والعين بصيرة واليد قصيرة وقد قلت في ذلك (مرارة البلوى— الى من الشكوى— والظالم ألأقوى ) 0

ورغم ذلك ورغم التهديدات لي بالقتل من قبل بعض الأحزاب ، فقد كتبت الكثيرعن الأوضاع المتردية في العراق وعن مآسي الشعب العراقي والمظالم التي يتعرض لها على يد حكّامه وعن سرقة المال العام القائمة على قدم وساق من قبل طواقم السلطات الرئاسية الحكومية الثلاث0

 رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية والتابعين لهم من اصحاب الدرجات الخاصة رغم التصريحات النووية لرئيس مجلس الوزراء محمد اشياع السوداني بأنه مستمر في نهجه لمحاربة الفساد الملون حتى القضاء المبرم عليه 0

 ويؤكد هذه التصريحات بعض افراد طاقمه الحكومي باقوال حماسية ملتهبة كالنار  ولكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم ملموس على طريق محاربة الفساد وكأنَّهم من اهل القرى الغابرة والتي اهلكها الله بافعال الكفر والضلالة التي كانوا يقومون بها ثم قال عنهم في كتابه الكريم :- (( هل تُحسُّ منهم من أحدٍ أو تسمعُ لهم رِكْزا -- مريم /98)) 0

ولكن والحقُّ يقال إنَّ جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق من العام2003م وهو عام سقوط النظام السابق على يد قوات التحالف الدولي بقيادة امريكا الى يومنا هذا فإنَّها ترفض بقوة ولا تسمح بشكل جدي لأي مظهر من  مظاهر الفساد وتمنع اية ممارسة ذات محتوى هابط او فعل فاضح واي محتوى مخل بالحياء وهذا موجود في قانون العقوبات العراقي 0

فضلا عن ذلك فهي تلاحق وتعاقب باشدِّ العقوبات القانونية كل من يرتكب جرائم مخلة بالأخلاق وتطعن في سياق الحياء العام والعالم شهد كيف انه قبل سنوات وتحديدا في العام 2009م والعام 2018م قامت جهات شعبية بتصفية بائعات الهوى والشاذين جنسيا من الرجال ، في العراق هناك قوانين صارمة ضد الشذوذ الجنسي قديمة وحديثة وجميعها مفعَّلة ضد الأنتهاكات الأخلاثية وضد القائمين بها  ولعى كل شاذ وشاذة عدم تخطى الخطوط الحمراء للمجتمع العراقي  0

 غيرإنّ الأمر مختلف في السعودية وفي نمط السياسة الجديدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعتبرون المجون وإقامة حفلات السهر الغنائية والراقصة من بداية المساء حتى طاوع الفجر وممارسة السكر والعربدة فيها حضارة وتاريخ انساني مهلم للعصرنة والحداثة وكذلك هو في رايهم  انفتاح على العالم واللحاق بالركب العالمي نحو التطور والتقدم والنهوض0

 إنها خسائر كارثية في القيم والاخلاق ومبادئ الشريعة وكفر ومروق عن الأسلام  تلك المبادئ والتقاليد الخلاّقة التي كان يحملها معنى حامي الحرمين الشريفين وهو لقب ديني وعقائدي اسلامي يطلقه السعوديون على الملك  غير أنَّ ذلك المعنى قد  اختفى تماما ً بين احضان القواني والراقصات وموائد الخمر وصالات القمار التي يقيمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على ارض بيت الله الحرام في مكة  ومسجد نبيه محمد (ص) في المدينة المنورة 0

 وان تطور العالم اليوم للأسف الشديد انحرف وتخلَّى عن العلم والمعرفة وسلك  منحا جديدا يهدد الأنسانية بوجودها الكامل وانبعاثها البشري وهو منحى المجون والفجور واللهوِّ والأباحية فالانسانية اليوم عطلت كل المرافق والأطر العلمية والتكنلوجية التي تنفع الأنسانية وتفيدها 0

ثم اتجهت نحو ما يضرها ويحولها الى حيوانات كما كانت الداينصورات تحكم الأرض قبل اكثر من 60 مليون سنة كما يقول علماء ألاثار والطوبوغرافية وهي تسير بخطى متسارعة نحو هذا المصير والذي من اهم ادواته الشذوذ الجنسي او ما يسمى اليوم في اطار تسويغه ونشره بين المجتمعات الأنسانية (المثلية )0

إنّ المجتمع السعودي مجتمع قبلي وعشائري ولديه عادات وتقاليد اجتماعية راسخة وتقاليد دينية استنبطها من مكونات الشريعة الأسلامية واعتقد أنّه لن يسكت عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اذا ما استمر في سياسته الأجتماعية الى طمس معالم عادات وتقاليد الشرف والدين في المجتمع السعودي وتجد هناك حاليا مقاومة لهذا النهج المخلب المعايير العربية الاسلامية والذيعبره ولي العهد السعودي وبدابجس نبض المجتمع السعودي بتجربة تطبيقه باقامة حفلات سهر بطريقة مبتذلة جمع فيها شباب وشابات بشكل او بآخر وقد تعالت الصوات الرافضة لها وكتبت الاقلام المستنكرة لخلاعتها 0