تنقسم تعبيرات الشهادة الثالثة الى ثلاثة أقسام أولها الشهادة (أشهد أن)، وثانيهما الأمام (علي) عليه السلام، وثالثهما الولاية (ولي الله). وقد وردت مصادر عديدة حول كل تعبير بالاضافة الى ذكر الشهادة الثالثة كاملة في الأذان والأقامة. وفي القرآن الكريم وردت مفردات عن (أشهد أن) و (ولي الله) في عدد من الآيات لموضوعات متعددة، بالاضافة الى آيات تشير الى ولاية علي عليه السلام مثل آية التبليغ وآية كمال الدين.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عز وجل "كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" ﴿آل عمران 86﴾ قوله: "وشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ"، فإن كان المراد بهم أهل الكتاب فشهادتهم هو مشاهدتهم أن آيات النبوة التي عندهم منطبقة على رسول الله (صلَّ الله عليه وآله وسلم) كما يفيده قوله: "وجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ"، وإن كان المراد بهم أهل الردة من المسلمين فشهادتهم هي إقرارهم بالرسالة لا إقرارا صوريا مبنيا على الجهالة والحمية ونحوهما بل إقرارا مستندا إلى ظهور الأمر كما يفيده قوله: "وجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ". وكيف كان الأمر فانضمام قوله: "وشَهِدُوا" "الخ" إلى أول الكلام يفيد أن المراد بالكفر هو الكفر بعد ظهور الحق وتمام الحجة فيكون كفرا عن عناد مع الحق ولجاج مع أهله وهو البغي بغير الحق والظلم الذي لا يهتدي صاحبه إلى النجاة والفلاح. وقد قيل في قوله: "وشَهِدُوا" "الخ" إنه معطوف على قوله: إيمانهم لما فيه من معنى الفعل، والتقدير كفروا بعد أن آمنوا وشهدوا "الخ" أو أن الواو للحال، والجملة حالية بتقدير "قد".
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" ﴿المائدة 55﴾ ابتدأت هذه الآية بكلمة "إنّما" التي تفيد الحصر، وبذلك حصرت ولاية أمر المسلمين في ثلاث هم: الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والذين آمنوا وأقاموا الصّلاة وأدوا الزّكاة وهم في حالة الركوع في الصّلاة. ولا شك أنّ الرّكوع المقصود في هذه الآية هو ركوع الصّلاة ولا يعني الخضوع، لأنّ الشارع المقدس اصطلح في القرآن على كلمة الرّكوع للدلالة على الركن الرّابع للصلاة. وبالإضافة إلى الرّوايات الواردة في شأن نزول الآية، والتي تتحدث عن تصدق علي بن أبي طالب عليه السلام بخاتمه في الصّلاة ـ وسنتطرق إليها بالتفصيل ـ فإنّ جملة "يُقِيمُونَ الصَّلاةَ" تعتبر دليلا على هذا الأمر، وليس في القرآن أثر عن ضرورة أداء الزّكاة مقرونة بالخضوع، بل ورد التأكيد على دفع الزّكاة بنيّة خالصة وبدون منة. كما لا شك في أنّ كلمة (الولي) الواردة في هذه الآية، لا تعني الناصر والمحب، لأنّ الولاية التي هي بمعنى الحب أو النصرة لا تنحصر في من يؤدون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون، بل تشمل كل المسلمين الذين يجب أن يتحابوا فيما بينهم وينصر بعضهم البعض، حتى أولئك الذين لا زكاة عليهم، أو لا يمتلكون ـ أساسا ـ شيئا ليؤدوا زكاته، فكيف يدفعون الزّكاة وهم في حالة الركوع؟ هؤلاء كلهم يجب أن يكونوا أحباء فيما بينهم وينصر بعضهم البعض الآخر. ومن هنا يتّضح لنا أنّ المراد من كلمة (ولي) في هذه الآية، هو ولاية الأمر والإشراف وحق التصرف والزعامة المادية والمعنوية، خاصّة وقد جاءت مقترنة مع ولاية النّبي صلى الله عليه وآله وسلم وولاية الله حيث جاءت الولايات الثلاث في جملة واحدة. وبهذه الصورة فإن الآية تعتبر نصّا قرآنيا يدل على ولاية وإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام للمسلمين.
عن شبكة رافد هل كلّ عظيم مثل علي عليه السلام يجب أن يؤذّن له حتّى يبجل؟ للسيّد علي الحائري: السؤال: إنّ ذكر علي عليه السلام في الأذان شيء طارئ استحبّه بعض العلماء، وقد خطّئه بعض العلماء كالطوسي. 1: مَن أوّل العلماء أجاز ذلك؟ 2: هل كلّ عظيم مثل علي عليه السلام يجب أن يؤذّن له حتّى يبجل؟ 3: هل تعتقد أنّ سبّ عليّ على منابر المسلمين في الزمن الأموي على بعض علمائنا إستحباب التاذين له لإظهار عظمت هذا الرجل؟ الجواب: 1: لم نعهد من علمائنا مَن حرّم الشهادة الثالثة في الأذان بصورة مطلقة كي يصحّ السؤال عن أوّل مَن أجازها منهم، فالكلّ متّفقون على أنّها ليست من فصول الأذان، ولا يجوز الإتيان بها بقصد كونها جزءاً من الأذان وفصلاً من فصوله، كما أنّ الكلّ متّفقون أيضاً على أنّ الإتيان بها لا بقصد الجزئيّة لا مانع منه. 2: لا يجب ذكر عليّ عليه السلام في الأذان، كما أنّه لم يوجد ولي يوجد عظيم مثل عليّ عليه السلام لا في الأوّلين ولا في الآخرين باستثناء نبيّ الإسلام الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم. 3: لا نعتقد ذلك، بل نرى أنّ الشهادة له سلام الله عليه بالإمرة والولايه سواء في الأذان أم في غيره أمر مستحب شرعاً طبقاً للنصوص الدالّة على ذلك، فذكر عليّ عليه السلام عبادة على كلّ حال، والشهادة له بكونه أميراً للمؤمنين ووليّاً لله تعالى شهادة بحقيقة من حقائق الإسلام. السؤال: متى بالضبط قيلت: (أشهد أنّ عليّاً ولي الله) في الأذان؟ الجواب: لم نعثر على ما يحدّد لنا بالضبط ذلك، وإن كانت بعض الروايات تدلّ على أنّها كانت تقال في الأذان خفيّة بعد الشهادتين في عصر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، كما كانت تقال خفية جملة: (شهد بها لحمي ودمي) بعد (أشهد أن لا إله إلا الله)، أمّا علنا فلم نستطع تحديد تاريخه بالضبط، والقدر المتيقّن هو أنّه قبل عصر الصدوق رحمه الله، والله العالم.
جاء في شبكة أم الحمام عن تأملات في (أشهد أن عليا ولي الله) للأستاذ محمد عبد العال: مما يستفاد من الروايات الشريفة وأقوال علمائنا العظام ما يلي: 1- أنها شعار للطائفة الجعفرية الاثني عشرية. 2- أن إشهارها في الأذان يلفت نظر عموم المسلمين لمنهج علي وأحقيته بالمنزلة والخلافة بعد الرسول. 3- عبارة ( ولي الله ) مقتبسة من الآيات الشريفة النازلة في علي والروايات الشريفة كقوله تعالى(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )،والحديث النبوي الشريف (أوصي من آمن بي وصدقني، بولاية علي ) (من كنت مولاه فعلي مولاه). 4- أن هذه الشهادة فيها رد وفضح للدعايات الكاذبة ضد شيعة علي،والتي منها أن الشيعة يعتقدون أن عليا هو الرسول وليس محمدا، وفيها تنزيه وبيان لمقام علي من الله سبحانه وعند الشيعة المحقة،وهو أن عليا ليس إلها كما ادعى الغلاة، بل هو عبد لله سبحانه، لكنه قريب وولي وناصر لله ورسوله بإيمانه وجهاده، دون غيره من الصحابة. 5- أن الأذان أسهل وأقوى وسيلة للدفاع عن الله ورسوله في ولاية علي و مظلوميته واضطهاد شيعته عبر الأزمان. 6- ليس كل ما لم يكن واجبا في الدين فنحن في غنى عنه ونقول بتركه،وإلا لذهبت كثير من معالم الدين فالأذان نفسه هو من المستحبات،إلا أنه شعار للمسلمين و به يتمايزون عن بقية الأديان حتى وقتنا الحاضر ولا يمكن تركه،ومن هنا فالشهادة لعلي صحيح أنها لم تكن جزءا من الأذان لكنها شعار لأهل البيت وهي الفرق الأول والأساسي بينهم وبين بقية الفرق الإسلامية ومع أنها ليست جزءا في الأذان إلا أن النبي أقرها ودافع عن الشيعة الأوائل أبي ذر وسلمان –رضوان الله عليهم-،ربما حتى لا يُعتدى على شيعة علي في المستقبل، لكن العكس هو الذي حصل من الأمة حتى يومنا الحالي. فمازالوا يقتلون ويفجرون، ويستهزأ بهم وينفوا من بلادهم،ويحاربون في الإعلام، وتتهم عقائدهم بالكفر والزندقة وتصدر فتاوى في التشجيع على قتلهم،وإذا كان معاوية قد أوقف 70،000 ألف منبر لسب علي، فاليوم قد تضاعف العدد أعظم من ذلك حيث تشتغل الأقلام والأفلام والراديو والتلفاز والمواقع الإلكترونية والصحف والمنظمات من أجل، مساواة علي بل جعله أقل من غيره والحال كما في الحديث الشريف (إنا أهل بيت لا يقاس بنا أحد).
|