الاسلوب العفوي والاني لمسرحة الشعائر ,ربما يصلح أن يودى في الشوارع والاماكن العامة ..في الوقت الذي نتحدث نحن عن المسرح , المكان والمكملات الفنية الاخرى ,بتقنيات حديثة نستطيع من خلالها أثارة الترقب والمتعه والابهار مع ايصال الافكار لقطاعات مختلفة من الجمهور داخل صالة العرض بحرفة ودربة )مخرج وممثلين (قادرين على استثمار الملابس والاضاءه والازياء والديكور ودلالاته ضمن سينوغرافيا موحية تماشيا مع المنظومة العامة التي تهتم بها ثقافات العالم . وهذا الفعل يتطلب جهودا جبارة ونحن نحول الافكار الحسينية الى أسلوب أفضل لنشره الى المتلقي ممن يختلف معنا في الرؤية والفكر . وهذا الهدف النبيل يدعونا الى التخطيط والتأني في رسم معالم هذا المسرح من اجل خدمة ؟أفكارنا وأنجازاتنا الابداعية وأيصالها في أسرع وقت للعالم .
لاشك ان القضية الحسينية هي قضية الهم الانساني المشترك دون ان تعني بطائفة دون غيرها أو مذهب دون أخر وانما هي قضية تخص المبدأ والايمان وضد الطغيان مهما كانت تسمياته ورفض الكفر والانحراف الفكري والعقائدي , هذه المباديء التي أخذت شكلا شعائريا تشبه المسرح , نجد انها قابلة للتطور مثل ما حصل للملاحم والشعائر الدينية المختلفة في العالم التي أمتلكت بعض من مقومات العناصر الدرامية والتي أستلهمت منها فنونا أخرى وكونت مسرحا .
استثمروا فيه المكان بتعددية المدلولات أخذين بنظر الاعتبار المشهد الطقسي وهو الوسيط للتعامل مع المكان ليس هندسيا وجماليا فقط بل حسيا ووجدانيا
وقدرتها على توظيف كل الامكانات والوسائل التعبيرية لتحقيق المعنى بما فيها الامكنة التي تجري فيها بقية التشابية .أو الطقوس..
هل استطاع المسرح الحسيني الاستفادة من تقنيات المسرح الحديث لعكس صورة الواقعه بمعناها العميق ؟ هل استثمر المؤلف العراقي او العربي العقائدي مواضيع حياتية من الواقع الاجتماعي ؟ هل العروض والنصوص المسرحية كافية لنقول اننا نمتلك مسرحا حسينيا ؟
ربما الاسئلة تفجر فينا الكثير من المقترحات طالما الهدف النبيل هو الذي يدفعنا الى تشكيل قيمة عقائدية مستلهمة من الشعائر الحسينية .
كثير من التجارب المسرحية التي عرضت في بعض المهرجانات أثبتت ـألقها وجدارتها كونها تحدثت عن أشخاص تمتلك قيم سامية وليس بعيد عنا تجربة مسرحية الحر الرياحي . وتجربة كاتب هذه الحروف الذي قام بتجربة مع طلبة معهد الفنون الجميلة في بغداد .بعمل مسرحي أطلق علية تسمية (تمرين مسرحي) يحكي بأختصار عن الشاعر (الخلعي او الخليعي ) صاحب أشهر بيت شعر خلده , يتداوله زوار الحسين علية السلام (أذا شئت النجاة فزر حسينا ..لكي تلقى الاله قرير عين ..)
فأن النار ليس تمس جسما... عليه غبار زوار الحسين )
والذي وقع عليه سترا من الباب اثناء أنشاده القصيده في الضريح فسمي ب الخليعي .التجربة بأختصار بدأت بممثل واحد وانتهت بعشرون ممثلا(أنها بركات الحسين بلا شك)أستثمرت فيها شاعرية الممثل وصوته الجميل ولغته الكرديه التي زاوجنا الحوارات المهمة ب العربي والكردي بمهارة فائقة لنقول أن قضية الامام الحسين شمولية, وحتى نبتعد عن الاسئلة ؟ عن الزي والديكور والاضائة عملنا على ان يكون العرض بروفه يومية , أدخلنا عازف سيمفوني ( الة السكسفون) بترنيمة حزينه تتلائم مع العرض , عملنا الى رسم لوحات بأجسام الممثلين كلغة تعبير عن الشهادة ,واللطم الحسيني ...الخ من اللوحات التعبيريه ..بدء العرض بقصائد مكتوبة على ستارة المسرح وانتهى بأنشودة ( ما كتبت الشعر في أروقة القصور ..طالبا أجور ..عندما تنفجر الدماء أو تثور , تكتب السطور ..تقلع السجادة الحمراء من الجذور ...عندما تفور )
ماذا حقق العرض ؟ بحضور طلبة وجمهور عريض من مختلف الديانات والطوائف والمذاهب ؟ بواحدة من كرامات الامام الحسين عليه السلام وتسليط الضوء عليها ,,أستطعنا أن ننشر تلك التعازي وفق التصورات الشكلية ل أليات البناء المسرحي وحققنا جزءا يسيرا من المعطيات المعاصرة مع الحفاظ على الموجهات والاهداف الايمانية . بهذا المثال البسيط نستطيع أن نعمل ونؤسس مسرحا حسينيا يليق بهذه التسمية ,لاسيما اذا توفر لهذا المسرح عقلية مبتكرة وتقنيات حديثة ونصوص واقعية تستلهم من هذا التراث العظيم
|