• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ( تأملات  في كتاب المصابيح  لسماحة السيد احمد الصافي ) 39 .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

( تأملات  في كتاب المصابيح  لسماحة السيد احمد الصافي ) 39

 سعى سماحة السيد في كتابه المصابيح الى خلق رؤية  متكاملة عبر ما يحمل من تراكم معرفي ، جعل اهتمامه بالصحيفة السجادية المباركة للإمام السجاد عليه السلام يتعدى العرض التدويني ليدخل الى عمق مشروعه الفكري ،وتكامل الرؤية في اصل المشروع ارضية المنجز التاريخي ، مبتعدا عن السعي التلقيني والحفظ النصي الى فهم حقيقة الصحيفة المعنوية ، والثقافة تؤسس دائما على فكرة كلية تكون الاساس الفكري للقراءة والمعلوم ان نهضة  السجاد عليه السلام الفكرية تشكلت عقب النكسة الاخلاقية لمجتمع قتل الحسين عليه السلام ، لنتأمل عمق المعنى ولنعرف كم وصل التدني الروحي لهذا المجتمع الذي فقد الرشد وفقد الرسالة وعاد لقبليته المقيتة ، كانت فكرة التأسيس اعادة بناء المجتمع روحيا وترميم العلاقة الوجدانية بينه وبين الله سبحانه تعالى ، التي دمرها الشيطان وسعاة الشيطان ، وكشف متبنيات مشروع الإضلال التي هي من ممتلكات الشيطان لعنه الله ليصور لنا  معركة مستمرة بين الإنسان وما يحتويه من عقل وضمير ، وتجربته الإنسانية مع الشيطان وحزبه ، يعتمد تفسير النص المعصوم على  عدة مرتكزات ، منها انه نص تاريخي مرّ بأجيال كثيرة ولكل جيل لغته وفهمه الخاص بلغته  ، والمرتكز الوجداني في عالم الماديات  التي جبل عليها الجيل ، تحتاج الى خلق بعض المقاربات الإفهامية ، والارتكاز على بؤر اساسية  في النص الدعائي ،التركيز على مميزاتها الدلالية لنقرأ (إهزم ـــ أبطل ــ أهدم ـــ إرغم ) ليصوغ منها الخطاب الفكري ، نقرأ جملة الإمام عليه السلام في الدعاء  
( اللهم وإهزم جنده )
اي موقف معرفي يضعنا امام انتاج المعنى الدلالي بان هناك لإبليس جند مجندة، سواء من الجن أو الإنس ، ومفردة هزيمة تدل على وجود مبارزة ، رفض ، ممانعة ،ووسائل ومعدات حربية يتسلح بها كل طرف من طرفي النزاع ، إبليس لديه وسائل إضلال متنوعة يعمل بجد من أجل الانتصار على الإنسان الغريم  الذي كان السبب في إخراجه من الجنة ،والإنسان يدرك معنى الحرب وهو بحاجة الى عدة، ويحتاج الى مكنة وتدبير الوعي مقابل الإضلال ، الوقاية وهزيمة الشيطان ، القضية واضحة الرؤية ، مشروع الصراع الحرب مشروع كامل شامل ،محاور فكرية  طرحها الإمام عليه السلام ، مثلا خطورة الفراغ على الإنسان كونها تسبب تصورات سلبية وبعض الأفكار ( الكمائن)او اشبه بشباك الصيد ، واصدقاء السوء يزينون له المعصية ، والموارد كثير منها  الموارد المالية وموارد الإضلال الاخرى التي تكون  معينا على الضلالة ، الوعي الحقيقي الذي يجعلنا امام الحقيقة  بكل ما تملك مرارة ، سماحة السيد الصافي  يرى ان شياطين الإنس في بعض الحالات  اخطر ، تلك هي الخطورة التي لابد من إدراكها ، اخصب امور الايمان بالله ورسوله واليوم الآخر ، تمد المؤمنين  بقوانين السلوك  الصحيح، نقرأ  جملة 
( وإبطل  كيده )
من اهم القوانين الأخلاقية للإسلام  هو الأتكال على الله والتوجه له  اللهم إبطل وإبطل فعل  ترجي ( والكيد ) فعل الشيطان يحسن للإنسان ظاهر الأمر ويبطن له القصد  السيء  ، والكيد تحسين صورة الفعل المشين حتى يجعله  يتمادى  ، ويستدرجه  الاغواء لحد تصعب عليه التوبة ، الإنسان  عندنا يعرف معنى المراوغة  الشيطانية  ،  ولعبة الصيد التي يمارسها الشيطان وانواع  السبل  المتقدمة ، لنبدا مرحلة جديدة من مراحل  الدعاء 
( وإهدم كهفه )
الحكمة  حين  تكشف عن محتواها  المعبر عن الحرص  ومضمون  الحرص ، صيانة القلوب والألسنة والوجدان  بصورتها الذكية المعبرة عن الفكر والإيمان  والأمل برحمة الله سبحانه ، يتطلب الدعاء هدم كهف الشيطان  ، الحصن الذي ياويه ، حين يلهمنا الله سعة الوعي لتحصين انفسنا  من الشيطان ، يتمكن الانسان  بطاعة الله  سبحانه تهديم  حصن السلطان ،
( وإرغم انفه )
تبنى الدعاء كل انواع البناء الإنساني العاطفي والقوة الواهبة العلية سبحانه تعالى ،ليكون لنا الإنسان  من خلال هذه الجملة الوجدانية الى العقل الفعال والحكمة الالهية ، التي يلجا اليها الإنسان اللهم وإرغم انف الشيطان ، والإرغام لغة  التراب ، تستعمل هذه الجملة بهذه الصيغة لتعميق حالة الإذلال ،الأنف عند العربي  هو محل الكرامة  ومحل العزة ،فهو تعبير لتمييز حالة الاذلال  الحسن إذلال العبد لربه حين يمرغ جبينه بالتراب وإذلال السيء هو تعبير مجازي لأن الشيطان  ليس له أنف ويستعمل لحالة الانكسار ، والله ارحم الراحمين
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=198003
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 11 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14