• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمات متقاربة الحروف مختلفة المعنى في القرآن الكريم (أمتا، أمتنا) (ح 2) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمات متقاربة الحروف مختلفة المعنى في القرآن الكريم (أمتا، أمتنا) (ح 2)

جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: قال تعالى: "لا ترى فيها عوجا ولا أمتا" (طه 107) أي لا ارتفاعا ولا هبوطا ويقال: نبكا والنباك: التلال الصغار قاله في القاموس. عن الأزهري تبديلها: تسيير جبالها، وتفجير بحارها، وكونها مستوية لا فيها عوجا ولا أمتا. (أمت) الأمت: الاعوجاج قال تعالى: "لا ترى فيها عوجا ولا أمتا" (طه 107) أي لا هبوطا ولا ارتفاعا ويقال: نبكا والنباك: التلال الصغار قاله في القاموس.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن أمتنا: "قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ" ﴿غافر 11﴾ أَمَتَّنَا: أَمَ فعل، تَّ ضمير، نَا ضمير. قال الكافرون: ربنا أمتَّنا مرتين: حين كنا في بطون أمهاتنا نُطَفًا قبل نفخ الروح، وحين انقضى أجلُنا في الحياة الدنيا، وأحييتنا مرتين: في دار الدنيا، يوم وُلِدْنا، ويوم بُعِثنا من قبورنا، فنحن الآن نُقِرُّ بأخطائنا السابقة، فهل لنا من طريق نخرج به من النار، وتعيدنا به إلى الدنيا؛ لنعمل بطاعتك؟ ولكن هيهات أن ينفعهم هذا الاعتراف.

جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن أمتنا: "قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ" ﴿غافر 11﴾ حكى سبحانه عن الكفار الذين تقدم وصفهم بعد حصولهم في النار بأنهم "قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين" اختلف في معناه على وجوه (أحدها) أن الإماتة الأولى في الدنيا بعد الحياة والثانية في القبر قبل البعث والإحياء الآتي في القبر للمسائلة والثانية في الحشر عن السدي وهو اختيار البلخي (وثانيها) أن الإماتة الأولى حال كونهم نطفا فأحياهم الله في الدنيا ثم أماتهم الموتة الثانية ثم أحياهم للبعث فهاتان حياتان وموتتان ونظيره قوله كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا الآية عن ابن عباس وقتادة والضحاك واختاره أبو مسلم (وثالثها) أن الحياة الأولى في الدنيا والثانية في القبر ولم يرد الحياة يوم القيامة والموتة الأولى في الدنيا والثانية في القبر عن الجبائي. "فاعترفنا بذنوبنا" التي اقترفناها في الدنيا "فهل إلى خروج من سبيل" هذا تلطف منهم في الاستدعاء أي هل بعد الاعتراف سبيل إلى الخروج وقيل إنهم سألوا الرجوع إلى الدنيا أي هل من خروج من النار إلى الدنيا لنعمل بطاعتك ولو علم الله سبحانه أنهم يفلحون لردهم إلى حال التكليف ولذلك قال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه تنبيها على أنهم لو صدقوا في ذلك لأجابهم إلى ما تمنوه في الكلام حذف تقديره فأجيبوا بأنه لا سبيل لكم إلى الخروج.

تكملة للحلقة السابقة جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن أمتنا: "قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ" ﴿غافر 11﴾ والمراد بقولهم: "أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين" كما قيل الإماتة عن الحياة الدنيا والإحياء للبرزخ ثم الإماتة عن البرزخ والإحياء للحساب يوم القيامة فالآية تشير إلى الإماتة بعد الحياة الدنيا والإماتة بعد الحياة البرزخية وإلى الإحياء في البرزخ والإحياء ليوم القيامة ولولا الحياة البرزخية لم تتحقق الإماتة الثانية لأن كلا من الإماتة والإحياء يتوقف تحققه على سبق خلافه. ولم يتعرضوا للحياة الدنيا ولم يقولوا: وأحييتنا ثلاثا وإن كانت إحياء لكونها واقعة بعد الموت الذي هو حال عدم ولوج الروح لأن مرادهم ذكر الإحياء الذي هو سبب الإيقان بالمعاد وهو الإحياء في البرزخ ثم في القيامة وأما الحياة الدنيوية فإنها وإن كانت إحياء لكنها لا توجب بنفسها يقينا بالمعاد فقد كانوا مرتابين في المعاد وهم أحياء في الدنيا. وبما تقدم من البيان يظهر فساد ما اعترض عليه بأنه لوكان المراد بالإحياءتين ما كان في البرزخ وفي الآخرة لكان من الواجب أن يقال: "أمتنا اثنتين وأحييتنا ثلاثا" إذ ليس المراد إلا ذكر ما مر عليهم من الإماتة والإحياءة وذلك إماتتان اثنتان وإحياءات ثلاث. والجواب أنه ليس المراد هو مجرد ذكر الإماتة والإحياء اللتين مرتا عليهم كيفما كانتا بل ذكر ما كان منهما مورثا لليقين بالمعاد، وليس الإحياء الدنيوي على هذه الصفة. وقيل: المراد بالإماتة الأولى حال النطفة قبل ولوج الروح، وبالإحياءة الأولى ما هو حال الإنسان بعد ولوجها، وبالإماتة الثانية إماتته في الدنيا، وبالإحياءة الثانية إحياءته بالبعث للحساب يوم القيامة، والآية منطبقة على ما في قوله تعالى: "كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ" (البقرة 28). ولما أحسوا بعدم صدق الإماتة على حال الإنسان قبل ولوج الروح في جسده لتوقفها على سبق الحياة تمحلوا في تصحيحه تمحلات عجيبة من أراد الوقوف عليها فليراجع الكشاف، وشروحه. على أنك قد عرفت أن ذكرهم ما مر عليهم من الإماتة والإحياءة إشارة إلى أسباب حصول يقينهم بالمعاد والحياة الدنيا والموت الذي قبلها لا أثر لهما في ذلك. وقيل: إن الحياة الأولى في الدنيا والثانية في القبر، والموتة الأولى في الدنيا والثانية في القبر ولا تعرض في الآية لحياة يوم البعث، ويرد عليه ما تقدم أن الحياة الدنيا لا تعلق لها بالغرض فلا موجب للتعرض لها، والحياة يوم القيامة بالخلاف من ذلك. وقيل: المراد بالإحياءتين إحياء البعث والإحياء الذي قبله وإحياء البعث قسمان إحياء في القبر وإحياء عند البعث ولم يتعرض لهذا التقسيم في الآية فتشمل الآية الإحياءات الثلاث والإماتتين جميعا. ويرد عليه ما يرد على الوجهين السابقين عليه مضافا إلى ما أورد عليه أن ذكر الإماتة الثانية التي في القبر دليل على أن التقسيم ملحوظ والمراد التعدد الشخصي لا النوعي. وقيل: المراد إحياء النفوس في عالم الذر ثم الإماتة ثم الإحياء في الدنيا ثم الإماتة ثم الإحياء للبعث، ويرد عليه ما يرد على سوابقه. وقيل: المراد بالتثنية التكرار كما في قوله تعالى: "ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ" (الملك 4)، والمعنى أمتنا إماتة وأحييتنا إحياءة بعد إحياءة. وأورد عليه أنه إنما يتم لوكان القول: أمتنا إماتتين وأحييتنا إحياءتين أو كرتين مثلا لكن المقول نفس العدد وهولا يحتمل ذلك كما قيل في قوله: "إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ" (النحل 51). وقولهم: "فهل إلى خروج من سبيل" دعاء ومسألة في صورة الاستفهام، وفي تنكير الخروج والسبيل إشارة إلى رضاهم بأي نوع من الخروج كان من أي سبيل كانت فقد بلغ بهم الجهد واليوم يوم تقطعت بهم الأسباب فلا سبب يرجى أثره في تخلصهم من العذاب.

عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا" (طه 107) سأل سائل رسول اللَّه صلى الله عليه واله وسلم: كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ فقال سبحانه لنبيه الكريم: قل مجيبا عن هذا السؤال: ان اللَّه يقتلعها من أصولها، ويصيّرها غبارا منتشرا في الفضاء، ويدع أماكنها من الأرض ملساء، لا شيء فيها، ولا ارتفاع، ولا انخفاض.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197989
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 11 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12