• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جناس التصحيف في القرآن الكريم (ضبحا، صبحا) (ح 3) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

جناس التصحيف في القرآن الكريم (ضبحا، صبحا) (ح 3)


جاء في معاني القرآن الكريم: ضبح قال تعالى: "والعاديات ضبحا" (العاديات 1)، قيل: الضبح: صوت أنفاس الفرس تشبيها بالضباح، وهو صوت الثعلب، وقيل: هو الخفيف العدو، وقد يقال ذلك للعدو، وقيل: الضبح كالضبع، وهو مد الضبع في العدو، وقيل: أصله إحراق العود، شبه عدوه به كتشبيه بالنار في كثرة حركتها. صبح الصبح والصباح، أول النهار، وهو وقت ما احمر الأفق بحاجب الشمس. قال تعالى: "أليس الصبح بقريب" (هود 81)، وقال: "فساء صباح المنذرين" (الصافات 177)، والتصبح: النوم بالغداة، والصبوح: شرب الصباح، يقال: صبحته: سقيته صبوحا، والصبحان: المصطبح، والمصباح: ما يسقى منه، ومن الإبل ما يبرك فلا ينهض حتى يصبح، وما يجعل فيه المصباح، قال: ﴿مثلا نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة﴾ (النور 35)، ويقال للسراج: مصباح، والمصباح: مقر السراج، والمصابيح: أعلام الكواكب. قال تعالى: "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح" (الملك 5)، وصبحتهم ماء كذا: أتيتهم به صباحا، والصبح: شدة حمرة في الشعر، تشبيها بالصبح والصباح، وقيل: صبح فلان أي: وضؤ (يقال: صبح يصبح صباحة، انظر اللسان: صبح).

جاء في صفحة أريج اللغة العربية سيد طنطاوي: جناس التصحيف في البلاغة أن يؤتى بكلمتين متشابهتين في اللفظ لا المعنى يختلفان في التنقيط مثل: أنقى و أتقى. وعن معجم المصطلحات البلاغية و تطورها للمؤلف احمد مطلوب: المشبّه بالتّجنيس: المشبّه بالتجنيس هو الجناس الناقص، و قد سمّاه كذلك ابن الأثير الحلبي و قال: (و أما المشبّه بالتّجنيس فهو النوع المسمّى بالجناس الناقص). و قسّمه الى ثمانية أقسام: جناس المغايرة، و جناس المماثلة، و جناس التصحيف، و جناس التحريف، و جناس التصريف، و جناس الترجيع، و جناس العكس، و جناس التركيب. و قسّم ابن قيّم الجوزيّة الجناس الى حقيقي و مشبّه بالتجنيس‌ و يريد بالحقيقي الجناس التامّ، و بالثاني: المماثل و المغاير و التصحيف و التحريف و التشكيل و العكس و التركيب و التصريف و الترجيع.

عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن ضبحا "وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا" ﴿العاديات 1﴾ السورة مدنية بشهادة ما في صدرها من الإقسام بمثل قوله: "والعاديات ضبحا" إلخ الظاهر في خيل الغزاة المجاهدين على ما سيجيء، وإنما شرع الجهاد بعد الهجرة ويؤيد ذلك ما ورد من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أن السورة نزلت في علي عليه السلام وسريته في غزوة ذات السلاسل، ويؤيده أيضا بعض الروايات من طرق أهل السنة على ما سنشير إليه في البحث الروائي التالي إن شاء الله. قوله تعالى: "والعاديات ضبحا" العاديات من العدو وهو الجري بسرعة والضبح صوت أنفاس الخيل عند عدوها وهو المعهود المعروف من الخيل وإن ادعي أنه يعرض لكثير من الحيوان غيرها، والمعنى أقسم بالخيل اللاتي يعدون يضبحن ضبحا. وقيل: المراد بها إبل الحاج في ارتفاعها بركبانها من الجمع إلى منى يوم النحر، وقيل: إبل الغزاة، وما في الآيات التالية من الصفات لا يلائم كون الإبل هو المراد بالعاديات.. قوله عز من قائل عن صبحا "فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا" ﴿العاديات 3﴾ الإغارة والغارة الهجوم على العدو بغتة بالخيل وهي صفة أصحاب الخيل ونسبتها إلى الخيل مجاز، والمعنى فأقسم بالخيل الهاجمات على العدو بغتة في وقت الصبح. وقيل: المراد بها الآبال ترتفع بركبانها يوم النحر من جمع إلى منى والسنة أن لا ترتفع حتى تصبح، والإغارة سرعة السير وهو خلاف ظاهر الإغارة.

جاء في موقع اسلام ويب عن المحسنات اللفظية في القرآن الكريم: والجناس في القرآن قد يوافق المشاكلة كذلك، فإن جناس الاشتقاق قد يوافق فيه الطباق، كما في قوله تعالى: "فلا تخشوا الناس واخشون" (المائدة 44) وقوله سبحانه: "والله يعلم وأنتم لا تعلمون" (البقرة 216). وقوله عز وجل: "قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون" (التوبة 52) فقد أعيدت الكلمة هنا أربع مرات: "تربصون بنا" "ونحن نتربص بكم" "فتربصوا" "إنا معكم متربصون" ولا شك أن بين هذه المواضع الأربعة جناس اشتقاق. - والجناس أيضاً يوافق الترديد، وهو إيراد الكلمة بعينها مرتين، كما في قوله تعالى: "لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون" (الحشر 20) ومنه قوله سبحانه: "حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته" (الأنعام 124) وقوله عز وجل: "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا" (التوبة 108). والملاحظ أن قوله عز وجل "والله يعلم وأنتم لا تعلمون" (البقرة:216) جمع بين ثلاثة فنون من فنون البديع في موضع واحد باعتبارات مختلفة: (الطباق) حيث وقع العلم منفياً مرة ومثبتاً أخرى، فهو من طباق السلب. (الجناس) لتماثل اللفظين "يعلمون" "يعلمون" فهو من جناس الاشتقاق. (الترديد) حيث تكرر اللفظان، وكل منهما متعلق بمعنى مختلف.

الجناس هو: فنٌّ من فنون البديع، تكون فيه الألفاظ متشابهة في النُّطق، واللفظ، ومختلفة في المعنى. الجناس التام: هو ما اتّفق فيه اللفظان في أربعة أمور، وهي: نوع الحروف وعددها وترتيبها وهيئتها أي حركاتها وسكناتها، ولهذا الجناس ثلاثة أنواع منها الجناس المماثل: أن يتّفق لفظاه في الاسميّة أو الفعليّة. والقرآن الكريم يحوي في كثير من آياته على الجناس. ومن الجناس التام المماثل اسم ساعة والساعة في آية الروم 55 فكل منهما يختلف بالمعنى عن الآخر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197888
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 11 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12