تعد منطقة الفصيلة احد المناطق التي سكنها ال سيد عبدالحسن من عشيرة السادة العكدة الذين استوطنوا فيها منذ الخمسينيات من القرن العشرين ،وقد أظهرت مجموعة من المخطوطات التاريخية التي يعود عمرها الى اكثر من ستون عاما تؤكد استيطان السيد عبد الحسن السيد عطية السيد سلمان وأولاده كل من ((هاشم ،ناصر ،كاظم،علي ،جاسم))استيطانهم في تلك المنطقة التي بنوا فيها بيوتهم التي كانت بسيطة جدا من الطين والأخرى من القصب ،ومن اهم المخطوطات التي حصلنا عليها والتي ورد فيها ذكر الفصيلة وعائديتها للسيد عبدالحسن هي:
1-طلب مقدم من السيد عبدالحسن ال سيد عطية الى قائمقام قضاء سوق الشيوخ مؤرخ في عام 1961 يطلب فيه ان يتم تزويدهم بمبيدات للقضاء او للحد من الحشرات التي كانت منتشرة في منطقتهم بكثرة لاسيما وانه كما معلوم ان الحكومة كانت تقوم خلال تلك الفترة بعمليات تطهير في القرى والارياف ورش المبيدات بسبب كثرة المستنقعات التي تسبب الأوبئة والامراض ونتيجة لبعد تلك المنطقة التي لم تصلها اللجان التي كانت تخرج الى مناطق القرى والارياف ربما يكون هذا سببا دفع السيد عبدالحسن الى المجيء بنفسه الى مركز القضاء ويقدم طلبا بخصوص ذلك الموضوع الذي يعد مهم جدا وذلك من اجل الحفاظ على مزروعاتهم التي كانت تتاثر كثيرا بتلك الحشرات .
2-اما المخطوطة الأخرى فكانت في عام 1967 والتي ورد فيها ذكر اسم مقاطعة الفصيلة من خلال الاتفاقية الموقعة بين حمود ثامر السعدون ووجهاء السادة العكدة والتي الزمهم فيها بالاراضي العائدة له والتي ذكر فيها اسم الفصيلة بأنها تحد تلك الأرض من جهة الشرق .
3-اما بخصوص المخطوطة الثالثة فهي عبارة عن إقرار من قبل الشيخ حمود ثامر السعدون بمنح السيد عبدالحسن السيد عطية مساحة مقدارها ((600 دونم ))في مقاطعة الفصيلة تكون له ولابنائه من بعده ولايتم مطالبتهم بتلك الأرض ولايؤخذ عليها ضريبة او أي شيء من حاصلها ،وتم تجديد ذلك الإقرار في عام 1996 .
وهنا نود الإشارة الى أهمية تسليط الضوء على المناطق التاريخية لاسيما التي فيها مخطوطات او وثائق تاريخية تدل على قدمها واهميتها والتي سكنها الأجداد وقاموا بأحياءها رغم قساوة الظروف المعيشية التي كانوا يعانون منها ولاتزال اثار البيوت واطلالها التي سكنوها وعاشوا فيها تشهد على عمق المعاناة والصبر والكفاح من اجل الحياة وتغلبوا على تلك الظروف وثبتوا تاريخا لهم ولابنائهم .وفي تلك المنطقة اقام السيد عبدالحسن وابنائه بيوتهم التي كانت من الطين والقصب كما انهم قاموا بتربية الماشية بمختلف أنواعها من الجاموس والابقار والاغنام فضلا عن الحيوانات الداجنة وكانوا يملكون سفنا صغيرة يطلق عليها المشاحيف يذهبون بها الى الاهوار لجلب الحشائش لحيواناتهم كما انهم يستخدمون تلك السفن في الانتقال الى مناطق أخرى ،كما عملوا على فلاحة وزراعة بعض المحاصيل الزراعية وان كانت قليلية في ذلك الوقت لكنها كانت تستخدم كغذاء لهم الى جانب ذلك فقد عملوا في صيد الأسماك التي كانت تشكل مهنة رئيسة لابناء الاهوار نتيجة لغنى تلك المناطق بالاسماك ومن ثم فأن تلك الأسماك في كثير من الأحيان يتم بيعها الى المناطق الأخرى نتيجة لكثرة ما يصطادونه منها وما يزود عن حاجتهم.
ومن جانب اخر نود الإشارة الى ان تلك المنطقة تع على بعد 12-13 كيلو متر من منطقة الخميسة التي كانت مزدهرة خلال تلك المرحلة والتي كان يسكنها ال خميس سابقا والتي يعود تأسيسها الى القرن التاسع عشر وكانت فيها مدرسة ابتدائية أسست فيها منذ عام 1924 والتي تعد من اقدم المدارس في تلك المنطقة بشكل خاص او لواء المنتفك بشكل عام .كما انها تقع على بعد ثلاثة كيلو متر تقريبا من قصر الشيخ حمود ثامر السعدون الذي لاتزال اطلالة موجودة الى اليوم ،كما انها تبعد عن منطقة الشطيط بمسافة قليلة جدا والشطيط احدى المناطق المنخفضة التي كان ينساب بها مياه الاهوار عند زيادة مناسيبة .وحاليا يمر نهر الوفاء في تلك المنطقة والذي تم شقه خلال عام 1992 من نهر الغراف وتكون مياهه صالحة للشرب .
وفي عام 2000 و2001 تم زراعة تلك الأراضي من قبل أبناء عشيرة ال عبدالحسن عندما جلبوا مضخة لرفع المياه اليها وسقيها من احد المشاريع الاروائية الذي كان ينبع من منطقة الكرماشية ويصل اليها لكن ملوحة المياة لم تساعد على نجاح الزراعة فيها ،لكن هذا لم يمنع أبنائها من استمرار الاستقرار فيها ولاسيما من الذين كانوا يملكون الثروة الحيوانية (الجاموس)نتيجة لوجود الاهوار على أطرافها .
وفي الختام نستطيع القول بأننا حاولنا من خلال هذه المقالة تسليط الضوء على احدى المقاطعات المهمة التي سكنها احد افخاذ عشيرة السادة العكدة وهم عشيرة ال عبدالحسن وان شاء سيتم تسليط الضوء على مناطق عشائر السادة العكدة الأخرى .
|