يشتغل الخطاب الوعظي على بث روح الوعي بين الناس، ولا يمكن أن يكون الخطاب صالحا لهذه المهمة دون امتلاكه القوة لفعل التأثير على الناس، ترتكز هذه القوم على قاعدتين مهمتين القاعدة الأولى...
ـــــــــــــ
المادة التاريخية المرجعية والمصادر وكتاب المصابيح يستمد مادته من النصية من منهج أهل البيت عليهم السلام وخاصة الصحيفة السجادية المباركة وهذه القاعدة التي هي مرجعية الخطاب لها قبول جماهيري واسع لا يرتبط بزمن معين ولا بتاريخ فهو مؤثر وفاعل عبر الاجيال
القاعدة الثانية...
ـــــــــــــ
الأساليب التوصيلية المرتكزة على فن الإقناع، أفضل أشكال التواصل الفكري والروحي، فن حواري مفتوح مع متلقي شمولي بعناوين متعددة المضامين تصب في مسرى الاستبصار
***
(معرفة الذنب)
العنوان الثانوي الأول..
لو تأملنا في مفردات هذه الفقرة لوجدنا مجموعة من المفردات، التي يطلبها الإمام السجاد عليه السلام من الله سبحانه في هذا الدعاء، يفرز سماحة السيد أحمد الصافي تلك المفردات ليكون لنا معرفة الخصائص المؤثرة في عمليات التواصل المعرفي
1ـ (المعرفة)
(اللهم وما سول لنا من باطل فعرفناه)
2ـ (الإجارة)
(وإذا عرفناه فقناه) أي بعد المعرفة أجرنا من الباطل
3ـ (البصيرة)
(وبصرنا ما نكايده به) أي الشيطان
4ـ (الإلهام)
(وألهمنا ما نعده له)
5ـ (اليقظة)
(وأيقظنا عن سنة الغفلة بالركون إليه)
6ـ (الإحسان)
(أحسن بتوفيقك عوننا عليه)
هذه مكونات العمق الفكري للتعامل مع خطاب المعصوم يرى سماحة السيد أحمد الصافي أن المعرفة تساعد على الوقاية من الشيطان، ومعرفة الحق تعرفنا سبل العبادة، معرفة قدرة الخالق سبحانه، لو وضعنا فكرة نقيضة لهذا المنحى لغاية التوضيح، ماذا تمثل للمتأمل العبادة بلا معرفة، فهو يعبد الله يصلي ويصوم، لكن الجهل يفقد هذه العبادة فعل التأثير التقويمي للذات، لتصبح العبادة بلا تأثير
المعرفة هي القيمة الأسمى لفهم العبادة، تقوي وظيفة الإدراك الذي يؤمن للإنسان التحصين الذاتي
كيف يمكن أن يؤثر بالناس وجدانيا من فقد التأثير الذاتي لتحصين نفسه من الشيطان، بأي وسيلة يستطيع أن يتجنب شروره، لا بد من معرفة الشيطان تصل إلى قدرة التمكين ومواجهته.
يعتمد المنجز المعرفي لكتاب المصابيح على تحليل المعلومة فتبرز الإمكانية الأسلوبية بموهبة البحث الوافي، البنية المعرفية عند الباحث تستوحي عملية التكامل المعرفي، والعلم بلا عمل سيخل بالغاية المعرفية ويزيد الشمولية وإلا فالعلم بلا عمل وبالًا يضيف إلى المتاهة قصدية الانحراف والقصدية أسوء من الجهل، ما نفع عالم يعمل خلاف علمه؟
الجهل أفضل من علم بلا عمل، جوهر العلم يمنح على الأقل حصانة الذات
***
(الشعور بقبح الذنب)
العنوان الثانوي الثاني...
يعطي الباحث المتمكن جميع أوجه الموضوع لهذا نجده ينتقل من المعرفة
الإدراك إلى الشعورية عبر مفردات الاشتغال الشعوري
1 ـ (نكايد)
البحث عن وسائل وتحصينات تسلح بها عبر تلك المعرفة، نبتعد عنه ونكيد له، نحن ننصب له الحيل لنخلص أنفسنا من الوقوع في مصيدته
2ـ (التحصين الذاتي / الامتناع)
تأخذنا المعرفة إلى سبيل ذلك الامتناع بإعادة التجربة، أو الوقوع بها أساسا ما دمنا ندرك منافذ الشيطان، وهذا التحصين نكسبه بالتجربة، بإعادة محاولات الابتعاد عن نتانة الشيطان ولا نشتم هذه الرائحة
يمنحنا السيد الباحث التصور الدلالي لمعنى المكايدة، الروايات تقول أن للذنوب روائح نتنة
الفكرة التي طرحها الإمام السجاد عليه السلام أوجدت لنا عطرا زاكيا تجعلنا لا نشم نتن الذنوب أذ يقول (عطروها بالاستغفار)
***
(السجود وقاية من الشيطان)
العنوان الثانوي الثالث...
عدة مفردات مهمة تمنحنا الحصيلة وتعرفنا بمعنى طرد الشيطان
1ـ (الابتعاد) عن طاعة الله سبحانه
2ـ (التمرد) على طاعة الله تعالى
3ـ (الاختبار) السجود ــ سجود إبليس للنبي آدم، مدلول المواجهة جعل الله سبحانه أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد
السجود وقاية من الشيطان
****
(وسائل الوقاية)
العنوان الثانوي الرابع...
غلق منافذ الشيطان، وفهم معنى الاستعاذة بالله من الشيطان، اللجوء إلى الجهة القادرة من ردع الشيطان، وهذه الجهة هي الله
الله والشيطان لا يجتمعان، عملية الامتناع عملية الارتكاز على مناطق القوة عند الإنسان، الإيمان برقابة الله سبحانه، جملة (الله يرانا) وسيلة مهمة من وسائل التصدي بمكائد الشيطان.
****
(مجاهدة النفس)
العنوان الثانوي الخامس...
توجيه الاهتمام تحليل معنى الإلهام ومعنى اليقظة في تحصين الذات، واستنهاض فكرة الاعتصام بالله وضبط النفس عبر المجاهدة، في جميع المضامين الحياتية بمعنى أن قدرة الإعداد النفسي ينشأ من المعين التربوي لرسم معالم الحياة عبر صون النفس
****
(إعداد النفس)
العنوان السادس
إدراك
قيمة معرفة الله سبحانه ويلهم الإحساس للعصمة من الزلل ويحصنه من نكبات الشيطان، النبي يوسف عليه السلام أعد نفسه أعدادًا وكان الله معه، عصمه الله وهيء له أسباب النجاة
أولا... إن الله سبحانه ليست له عداوة مع عبده
ثانيا... إن الله سبحانه يريد أن يرى عبده
ثالثا... إن الله سبحانه يهيئ أسباب النجاة
من أهم سمات البحث عند السيد أحمد الصافي يعمل على اتساع أفق التفكير، والذي هو شأن من شؤون التواصل الشمولي، بما يمتلك من معطيات فكرية الإلهام في مفهوم الإمام السجاد عليه السلام
هو الإعداد لمحاربة الشيطان، ويغلق جميع المنافذ عليه مثل منفذ الحسد، والحقوق، الغفلة
والتوفيق من الله سبحانه.
|