نشر موقع الاجتهاد، عن الدكتور عبد الرزاق المصري المشهور مؤلف كتاب (الوسيط) في عشرة أجزاء، إنه قدم محاضرة في كلية الحقوق جامعة بغداد في كتابه (القانون المدني المصري) الذي بدأ بتأليفه عام 1936 وقف في زيارته على كتاب المتاجر للشيخ الأنصاري وأعجبته آراء الشيخ الأنصاري وأفكاره في باب المعاملات، فقال لو اطلعت على هذا الكتاب قبل تأليفي الوسيط لغيرت كثيرا من آرائي، لنصل إلى قضية مهمة أن الشيخ الأنصاري قدم جهودا علمية كبيرة لإرساء قواعد الفقه والأصول في ضوء الكتاب والسنة والعقل
(شهادات العلماء)
1ـ الشيخ أحمد النراقي قدس سره
كان للشيخ الأنصاري ذهن ثاقب وفهم صائب، وتدقيق وتحقيق
***
2ـ الشيخ حسين النوري الطبرسي قدس سره
لقد عكف على كتبه ومؤلفاته كل من نشأ بعده من العلماء الراسخين
***
ينقل صاحب أعيان الشيعة عن نظم اللآل، إنه كان مرجعا للشيعة قاطبة في دينهم ودنياهم، وعرضت عليه أموال أبى أن يقبلها، أموال امرأة هندية يصرف ريعها إلى المراقد المقدسة في كربلاء والنجف، وقنصل الإنكليز يقطع من ريعها لإنكلترا ويعطيه وصل استلام رفض سماحة الشيخ الأنصاري، فسلمها لغيره ممن قبل ذلك، يرى الشيخ الأنصاري أن الإسلام حارب كل أنواع الحكم الذي يقفز فوق إرادة الناس، ويسلبهم مقتضيات حياتهم الطبيعية، فرفض الظلم والفساد وإرادة الحكام الظلمة، نشبت في الحاضر المعاصر إشكالية الحاكم أو السلطة مع الإسلام، وأعد ولاية الوالي الجائر وولاية أتباعه حراما والتكسب لهم قليل أو كثير هو حرام إلا الولاية التي تقتضيه من الدخول فيها بشكل رئيسي الإحسان إلى المؤمنين، ودفع الضرر عنهم، وإذا كان لا بد من السيرة الذاتية، هو الشيخ مرتضى بن الشيخ محمد أمين ولد في ديزفول تستري النجفي، ينتهي نسبه إلى جابر بن عبد الله انصاري، وهو من كبار علماء الشيعة، رأت أمه في المنام الإمام الصادق عليه السلام يهديها قرآنا مذهبا، عبر عنه بالولد الصالح فكانت تحرص على أن ترضعه في حالة الطهارة وعلى الوضوء
ثانيا...
ترفع معظم شهرة الشيخ الأنصاري إلى تجديده في علم الفقه وأصول الفقه، دخلتا مرحلة جديدة بفضل دقة وتعمق الشيخ في المسائل ضمن تجديده الفقهي ــ الأصولي
هو رد نظرية انسداد باب العلم، ونظرية المصلحة السلوكية ونظرية الحكومة والورود فضلا عن استحكامه وتعبيراته في المباحث المعلقة بحجج أصول الفقه، ويعتبر كتاباه الرسائل والمكاسب من الكتب الأساسية في دراسة طلاب العلوم الحوزوية، والفقهاء الذين أتوا بعده تلامذته ومطورون لمنهجه بإضافة حواشي وتعليقات عليه
ثالثا...
أمتنع الشيخ من الفتوى، وأرسل رسالة إلى سعيد العلماء المازندراني أن فهمك أكثر مني، الأولى أن تأتي إلى النجف وتستلم هذا الأمر، أجابه سعيد العماء أنت أولى مني، فقضى الشيخ حياته في غاية الزهد، وكانوا لا يملكون تكاليف تجهيزه ودفنه، وإقامة المجلس على روحه وهو الذي يقلد من قبل أربعين مليون شيعي
إن دراسة مثل هذه الشخصيات المرجعية تكون درسا ومنهجا وعبرة لمن يتصدر أمور المسلمين في السياسة والدين، ورحم الله الشيخ الأنصاري وجميع علماء الشيعة ممن كتبوا لنا التأريخ المشرف لنرفع راياتهم فخرا، نحن شيعة أمير المؤمنين وأنصار الحسين عليه السلام
|