• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : من الحرب إلى الأمل.. حكاية ولادة أول طفل لبناني في كربلاء .

من الحرب إلى الأمل.. حكاية ولادة أول طفل لبناني في كربلاء


بين الركام ولعنة الحروب التي يعيشها الشعب اللبناني؛ بسبب الاعتداءات الصهيونية المستمرة على بلادهم، يبرز الأمل وتستمر رسالة الحياة رغم المآسي والعدوان. وضعت السيدة اللبنانية آية عبدو صالح من "ضيوف العراق"، مولودها الجديد في أحد المستشفيات بمدينة كربلاء المقدسة. عندما حملت مولودها الجديد بين ذراعيها للمرة الأولى، غمرت آية مشاعر لا توصف في تلك اللحظة، واختفت كل آلام الرحلة والخوف، تحول كل شيء إلى فرحة غامرة، وشعرت بأنّ العالم بأسره فتح ذراعيه مرة أخرى لها بعد أن أصبح كل شيء من حولها عتمة لا تسمح بمرور بصيص من النور. نظرت إلى وجه طفلها الصغير بعينين ممتلئتين بالدموع، لكن هذه المرة كانت دموع السعادة، وبينما كانت تستمع إلى نبضات قلبه الهادئة وتنظر إلى أصابعه الصغيرة، شعرت بأنّ كل شيء أصبح له معنى، كل التعب والخوف تبدد أمام هذا الكائن الصغير الذي وضعته بين ذراعيها. هذه مشاعر طبيعية عند أيّ أمّ في هذا العالم عندما تضع مولودها الجديد، لكنها تختلف بالنسبة لهذه السيدة التي أحاطت بها ظروف استثنائية ورافقها ألم الحمل وفقد الوطن، حتى استقرت بها رحلة البحث عن الملاذ الآمن في مدينة كربلاء المقدسة.
ولادة الحياة
هذه الولادة لم تكن حدثًا عاديًا، بل تحمل في ظل ما عانته الأم من تحديات وظروف خارج إرادتها رمزية خاصة، ورسالة أمل وتحدّ لكل الظروف، بالاستمرار في الحياة والعيش والسعي للسلام رغم أنف الحرب وتجارها. كانت العتبة العباسية المقدسة حاضرة لتقديم كل أشكال الدعم، فقد تكفلت بتقديم الرعاية الصحية والمستلزمات كافة للأم ومولودها الجديد، مما يبرز الدور المهم والروابط الإنسانية العميقة بين الشعبين اللبناني والعراقي. في خضم هذا الصراع المحتدم تولد الحياة، ويعلو صوت الإنسانية، والسيدة التي تركت أرض آبائها وأجدادها قسرًا، صارت لها مدينة كربلاء حاضنة وأمًّا حنونًا، وفاضت عليها بركات المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام). في قاموس الحروب ووحشيتها، تكون النهايات لانتصار السلام، فهو لغة الله التي لا يفهمها من تجذرت في نفوسهم إراقة الدماء وقتل الأبرياء، والرسالة واحدة على مرّ العصور والشواهد كثيرة، فالظلم لا يدوم ولا الحرب تستمر. وضعت هذه السيدة التي أثقلتها الهموم والخوف، مولودها في أرض السلام وامتدت له يد الرحمة، فلا شيء يصف شعورها، وبعد اليأس برز الأمل وتبدد القلق لترتسم الفرحة على وجهها ووجه زوجها من جديد، وتعود النهايات إلى بدايتها، حيث السلام والمحبة والمودة، على أمل العودة. السيد حسن محمد طالب، والد الطفل لا يخفي شعوره ولا يستطيع لملمة كلماته التي تتعثر بفرحته، قائلًا "لا أستطيع أن أعبر عن مدى امتناني للعتبة العباسية المقدسة، لقد قدّموا لنا كل ما نحتاجه، ولم يدخروا جهدًا في تأمين المستلزمات الضرورية كافة لطفلنا ولزوجتي بعد الولادة".




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=197429
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 10 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12