كل مفكر له رأي في النهضة الحسينية المباركة، منهم من يرى أن أسباب النهضة استجابة لنداء الجماهير، والأغلب يقرأ النهضة رفض البيعة،
بعض العلماء لهم قراءة تختلف يسألون لو لم تفرض البيعة ولم تبعث الكوفة رسائل هل كانت هناك نهضة؟
السيد منير الخباز كتب أن النهضة الحسينية لا علاقة لها بالشأنين، الحسين نهض ليصنع حضارة وصنع مجد وكيان جديد للأمة الإسلامية
صناعة أمة وحضارة ومجد يقول الكاتب الانكليزي (توماس لابل) كاتب انكليزي أشتغل في العراق معاونا للحاكم السياسي في الشامية والنجف 1918 ـ1921م ومعاونا لمديرية الطابو في بغداد وحاكما في محاكمها المدنية وله كتاب (دخائل العراق) جاء في ص 57 إلى 76 نقل مشاهداته لمجلس الحسين ومواكب العزاء ليقرأ فيها المجد والحضارة (شعرت من خلال مواكب العزاء الحسيني بأني توجهت إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، أيقنت الورع والحماسة المتدفقة، وأدركت ما لهؤلاء الناس من واقعية) الحكومة الأموية أساءت للفكر الإسلامي وللضمير الإنساني، لاحظ بعض خطباء المنبر الحسيني، هناك قضية كبيرة نعيشها اليوم، الكثير من علماء ومفكرين العالم يعترضون على الدين الإسلامي، وجميع الاعتراضات تدخل من نافذة الدين الأموي، جميع الاعتراضات لا علاقة لها بالدين المحمدي، يناقشون ثغرات الدين الأموي، وحين يتم التوضيح ومعرفة الجوهر عن الموضوع تتغير الفكرة
يقول أحد المفكرين كيف رضيتم بهذا الوضع؟
والدم الذي سال في كربلاء هو أوضح دلالة من دلالات الرفض.
حركة الإعلام المنحرف اليوم تسعى لحصر حركة الحسين الإنسانية بالشيعة، وقضية الإصلاح الحسيني لا تختص بمذهب، وإنما هو ثار من أجل يقظة الأمة.
يرى عالم الآثار الانكليزي (وليم لوفنتس) عمل في لجنة تعيين الحدود بأن الحسين عليه السلام أبلغ شهادة في تأريخ الإنسانية، وأرتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة، ما يعمل عليه العلماء هو الواقع، إلى معنى ما الذي استلهمناه من النهضة الحسينية، المشروع الإصلاحي أنتج القيم الرافضة للانحراف في سبيل رفض الفساد، الاحتفاء بالحسين عليه السلام يعني الاحتفاء بالقيم الإنسانية
يرى الباحث الانكليزي (جون أشر) في كتابه رحلة إلى العراق، أن مأساة الحسين عليه السلام تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي
نهضة الحسين عليه السلام تكون على غرار نهضة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قام بحركة وتركها مفتوحة للزمن تتفاوت الأجيال في تكملة المسيرة، حركة النبي لم تنته بموته كذلك نهضة الحسين عليه السلام، نهضة تتنامى عبر الأزمنة ولا يمكن حصرها في ساعات ظهيرة الدم في كربلاء
في كتاب نهضة الحسين عليه السلام كتب السيد هبة الدين الشهرستاني، الحسين بايع أم لم يبايع هو مقتول لكون وجوده يشكل خطرا، لذلك كان اختيار سيد الشهداء أن يكون في قتله إحياء للدين، قتله مقترنا برفض بيعة يزيد بن معاوية وتكون كربلاء صوت الإسلام، يقول الصالحي نجف آبادي (إن الحسين عليه السلام أرادها شهادة فوق الزمن وفوق المكان ليكون رمزا للثائرين)
قال الكاتب المسيحي الدكتور انطوان بارا، لم تحظ ملحمة إنسانية في التاريخين القديم والحديث بمثل ما حظيت به ملحمة الاستشهاد في كربلاء من أعجاب ودرس وتعاطف فقد كانت حركة على مستوى الحدث الوجداني الأكبر لأنه الإسلام
لولاها لكان باهتا، لا عقيدة راسخة في أعماق الصدور وايمانا يترع في وجدان كل مسلم، إن حركة كربلاء أعد لها رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه لكي يؤهل ولده الحسين لهذه الحركة
جاء في مسند أحمد بن حنبل والطبراني في معجمه الكبير، أن الخبر استباقي معد من السماء، ودعاء النبي (لا أنالهم الله شفاعتي) هذا جزء إعجازي، وهذا يعني أن الحركة مباركة من الله سبحانه، ومن رسول الله صلى الله عليه وآله، وجود الحاكم الغير مناسب مثل يزيد يعني وجود خلل في الإدارة وجود انحراف
الحسين يطالبنا بنهج التصحيح بقانون التضحية في كل زمان ومكان، تصحيح الخلل يحتاج إلى مسؤولية الإصلاح إلى نهضة مستمدة من نهضة الحسين عليه السلام من ثورته، من جراحه، من كربلاء.
|