كلّما جرى ماء الودّ لأيّ شيء في حياتنا اخضرّ عوده وقوي غصنه ونضج ثمره، فالمؤمن عندما يزداد شوقه للمعرفة والفهم والتبصّر زاد إقباله على العقائد الحقّة والمعارف بتثبّت ودقّة ، وتسلّح بسلاح العلم الذي ينافح به عن حريم الدين والإيمان بالله سبحانه وتعالى وشعائر الدين الحنيف، فلا يقنع من نفسه بقليل من العلم والعمل، فمعرفته بخطر الشيطان وشدّة العذاب وسائر مناشىء الخوف من الله سبحانه وتعالى، فإنّه سيعرف خطورة التقصير والتفريط في جنب الله (عزّ وجلّ).
والخوف من الله سبحانه وتعالى لا بدّ أن يتمكن في القلب ويرسخ فيه حتى يقف سدّاً منيعاّ تجاه ما الشبهات واللّوابس التي إذا أقبلت نحو ضعيف العلم جرفه سيلها وحمل مع زبدها، لا مجال لتضييع العمر بالتقصير والتفريط وما لا يكون من أولويّات المؤمن، بل المؤمن هو من يعلم ومن يعمل بما علم ويشكر على ذلك فيزيده الله سبحانه وتعالى بسبب شكره المتواصل واعترافه بعجزه عن أداء الشكر لله سبحانه وتعالى.
العمر كنز والحياة قصيرة، والجنّة محفوفة بالمخاطر فلا تتاح لأي أحد ولا لمن اعتمد على الأمل الذي صيّره الكسل إلى مزنة أمن من مكر الله نستجير بالله.
المؤمن شامخ في ميدان العلم والعمل بدنه منه في تعب؛ لأنّه الذي يغتنمه خير اغتنام بقصر النظر عن دعة الأنام وركونهم لمن لا يستحقّ أن يسمع له، ولا يتابع لقلّة عقله وأتباعه لهواه ، والناس منه في راحة، كما ورد في الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السّلام): "..بدنه منه في تعب والناس منه في راحة..".
|