أنا ضائعٌ ومشتّتٌ كقصائدي
عودي إليَّ ولملمي أجزائي
معكِ الحياةُ شهيةٌ ولذيذةٌ
قد نلتُ قربكِ رتبةَ السعداءِ
وأكادُ حين أكونُ قربكِ أزدهي
وأسيرُ بين الناسِ في خيلاءِ
معك الحياة ألذُّ من طعمِ الهوى
شهدٌ حلاوتها كيومِ لقاءِ
أنا في دُنّوكِ كالبلابلِ صادحٌ
وأنا ببعدكِ ميّتُ الأحياءِ
أنا ما رأيتُ سواكِ في رأدِ الضحى
شمساً يشعُّ ضياؤها بسمائي
أو جنَّ ليلي غير وجهكِ لم يكن
قمرٌ ينيرُ ليَ الدُّجى بمسائي
أنا فيكِ أشدو مثلَ شحرورِ الرُّبى
لو تسمعيني تعجبي بغنائي
فالحسن في عينيكِ يلهبُ أضلعي
ويمدّني بقصائدٍ عصماءِ
وأراك عنّي جدُّ لاهيةٍ غدا
قلبي يغنّيكِ على استحياءِ
فيقودني مرٌّ النوى لكآبةٍ
بل يستحيلُ الشدو محضَ بكاءِ
لولاكِ لم أكُ في الهوى متضرِّعاً
نالَ الهوى من عزّتي وإبائي
أنا ما ظننتُ هواكِ يُدمي خافقي
حاشا هواكِ يكونُ كالأعداءِ !!!
يا ويح قلبي ما دهاني كلمّا
غنيّتُ أبكاني الحبيبُ النائي ؟!!!
وأظلُّ محتاراً أكفكفُ أدمعي
أم كيف أطفأُ حرقةَ الأحشاء ؟!!!
لا تنكري شكوايَ من طول النّوى
فأنا عليلُ هواكِ دونَ دواءِ
وأكاد من حرِّ الصبابةِ والجّوى
أذكي بأنفاسي نسيمَ هواء
ووددتّ لو تأتين يوما كي تري
من أضلعي الحرّى دخانَ شواءِ
وأحسُّ دونك في ضياعٍ شاملٍ
وهواكِ لي كالغيثِ في اليهماءِ
وأظلُّ من حرِّ الظمى متصدّعاً
فبكِ ارتوائي لا بعذب الماءِ
جودي عليَّ بزورةٍ تُحيي بها
روحاً مُعلّقةً بحبلِ رجاءِ
جودي عليَّ برشفةٍ أنعمْ بها
من ثغركِ المعسولِ بالصهباءِ
|