• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الشاعر حسن رحيم الخرساني أتمنى إنني أرقصُ مع زوربا رقصته الشهيرة .
                          • الكاتب : عبد الحسين بريسم .

الشاعر حسن رحيم الخرساني أتمنى إنني أرقصُ مع زوربا رقصته الشهيرة

عندما يُحقق ُ الرقصُ فعلَ الرغبة وبوعي تام، يتخلى الجسدُ عن الثورة التي ربما تصلُ إلى غضب البركان حالتني هذه الجملة المختزلة الى سنوات مضت حينما كنا انا والخرساني فتية في طريق الشعر نجوب دروب مدينة العمارة من حي القطاع الى السوق المسكوف واخيرا يبدا اليوم في مقهى نوشي الذي اكلته حرب التسعين وبعدها اخذتنا الطرق الى المدن البعيد انا لم ابتعد كثيرا وحسن الى المنافي البعيد حتى بلاد الثلوج من هناك وبمناسبة صدور ديوانه الاخير ما يعتقده زوربا كان هذا الحوار الخاص   

 

 

 

  :ما يعتقده زوربا اخر ديوان لك ماذا يعتقد الخرساني ؟

                                       

  

  الإعتقاد هو فكرة ٌ غير ثابتة نتيجة عدم ثبوت البرهان الفكري أولا ً، وكذلك البرهان المجسم ثانيا ، هذان يحتاجان إلى الأستقرار الثقافي داخل الفرد الذي هو النواة الأولى في تشيد أساس المجتمع وبالتالي أساس الدولة التي يُدير ذلك المجتمع باتجاه المستقبل،، ولهذا يبقى اعتقاد حسن الخرساني الذي يشكل زوربا في صرخته ِ الشعرية، اعتقاداً مفتوحا مادامَ هناك ألوانا لا تتفق على تشكيل لوحةً جميلة ً  تليق بالإنسان العراقي خاصة ً، والإنسان المُحتل من الداخل والخارج عامة ً..

 

  : انا اعرف ولعك بزوربا منذ كنا فتية في العمارة هل مازلت ترقص معه رقصته الشهيرة ؟

 

  :

 عندما يُحقق ُ الرقصُ فعلَ الرغبة وبوعي تام، يتخلى الجسدُ عن الثورة التي ربما تصلُ إلى غضب البركان،، ولكن عندما يكون الرقص هو شظايا رغبات ٍليس مُسيطر عليها ، ولا توجد هناك قناةٌ تُدير هذه الرغبات بميزان معرفي كي تحقق لها أمزجتـَها  بسلام ، فإن الرقص يبقى هذيان داخلي يفرشُ نعاسَه ُ أحيانا ، وحالما يستيقظ ُ من غفوته ِ اليقظة تتفجر ُ هناك مجراتٌ ربما تدمر ُ الجميعَ بما فيهم الذات الحاملة لهذا الأنفجار ...

أتمنى إنني أرقصُ مع زوربا رقصته ُ الشهيرة حتى أحقق للرغبات ِ رغباتـَها .

 

  - اخذتك المنافي وقبلها الحرب والحصار والغربة ماذا اعطتك كل هذه الدروب ؟

 

  :

 المسافة ُ التي يحصلُ عليها الشخص في الحياة تُعلمـُه ُ أسرارَ المسافات ، بالإضافة  إلى رغبة الفرد في الحصول على أسرار ٍ جيدة ٍ من خلال البحث والإجتهاد والإخلاص ، من أجل بناء قاعدة راسخة إلى مسلته ِ الثقافية  والتي  هي بالنتيجة  ستفتح ُ له ُ طرقا ً جديدة ً ينحتُ من خلالها أفكارَه ُ ومشروعَه ُ الثقافي،، وأنا والحمد ُ لله استفدتُ كثيرا ً من تلك المسافة ، والتي مازلتُ أهرول ُ بينَ أصابعها المتعاكسة ..!

 

  : عشت الترحال مخيرا وميسرا الى اين الطريق يا حسن ؟

  :

 المشكلة ُ ليس في ( أين الطريق ؟ ) ، بل في كيفية العثور على ( أين الأستفهامية ) ،، بسبب عدم وجود خطوط ثابتة  يشرق ُ من بينها السؤال الممكن واللاممكن ،، وهذا الأختفاء هو أختفاء وطن سرقوا ملامحـَه ُورموا به إلى( أين) العاطلة عن فعلها .!!

 

  : - الشعر حملك الى الاقاصي الى اين حملت الشعر ؟

  :

أنا والشعر كلانا من بذرة ٍ واحدة ٍ ،،وإلا لم أكنْ هو ، ولم يكنْ هو أنا ،، لقد حملني الشعرُ وحملتـُه ُ ،، وأشرقَ بي وأشرقتُ به ،،بكينا معا ً ،، وضحكنا معا ً ،، ومازلنا معا ً  مثل طفلين ِ اتفقا على أن ينطلقا معا ً ..

 

  : - ماذا ظل من الوطن في ذاكرتك الشعرية ؟

 

الوطن معي أخي ـ البريسم ـ أينما أكون  فهو يشكلني شعريا ، وأنا أشكله ُ في دموع ٍ تصرخ ُ في كل ِ ثانية ٍ على ما حلّ به ،، لهذا ينهضُ النصُ الذي أكتبُه ُ مثخنا بالجروح ،، جروح ُ الوطن .!

 

 : - كيف كتب الشعر الان ؟

 

أعتذر لم أفهم ماذا تريد من هذا السؤال .

 

  : - من هم شعراء جيلك ؟

 

  :

شعراء ُ جيلي كثيرون ، لا أحب أن أذكر َ أسماء تقديرا ً للذين لا أذكرهم نتيجة خيانة الذاكرة،، ولكن شعرهم يشرق بهم أمام الآخرين،، وفي قلبي..

 

 : - من هم الشعراء الان معك من غير العراقيين ؟

 

  :

إذا كنت تقصد في مدينتي TRELLEBORG فأنا الوحيد في تلك المدينة ، ليس معي سوى شعراء من السويد ..

  : - ماذا تريد من الشعر ؟

 

  :

بلْ  قلْ ماذا  يريد الشعر ُ منك َ ؟؟

-      حدثني عن ما يعتقده زوربا

-       

عن مؤسسة فيشون ميديا للنشر والإعلام صدرت   مجموعتي الشعرية الجديدة بعنوان ( ما يعتقدهُ زوربا )،     وهذه المجموعة تقع في 145 صفحة  من القطع المتوسط ، وتضم 38 نصا شعريا ، بالإضافة إلى مقدمة كتبها الناقد علوان السلمان تناولت  محتوى المجموعة،، وقد قام بتصميم الغلاف الفنان فاضل الحلو..، علما انه  قد صدرلي خمسة كتب ثلاث منها شعرية وواحد دراسات نقدية والأخير سيناريو فلم مشترك مع المخرج العراقي سمير الرسام وقد ترجم للغتين الأنجليزية والسويدية...

وقد جاء في مقدمة الناقد الأستاذ علوان السلمان

(فالتكثيف الصوري والإيقاع الهادئ المنساب بانسياب المفردات يحتضن النص بتلقائية تشع فكرا من خلال اللغة الموحية ذات الدلالات التي تتخلق من ذاتها وعلى ذاتها مع حركة بؤرية نامية..باندماج (الشكل بالمحتوى في عملية الخلق الأدبي) كما يقول هربرت ريد..كونها ومضات خاطفة ولمحات شعرية متميزة بدفقها الوجداني المستفز للحظة الشعرية بامتلاكها لقدرات تعبيرية وتقنيات فنية متداخلة تبعث أفكارها المتوهجة وهي تتكأ على رمزية تكتنزها بنية مختزلة..)

شاهدت جلجامش

يكفن وردة

يكفن نخلة

يكفن طفلتين

تبتسمان للموت

شاهدت جلجامش

بقامته بلد

بلد تحول من...

وصار ألان...مامش

(  لقد قدم الشاعر الخرساني عبر (اعتقاد زوربا) مزيج من صور وثيمات تتفاعل في ما بينها لتمنحنا تشكيلا شعريا مفتوحا ينطوي على غاية من خلال قصيدته الحامية المنفعلة التي لا تخضع في بنائها إلى تصميم مسبق ..وقد تعانقت فيها الصور المرئية بالمتخيلة..والأفكار بالمحسوسات..فكانت تجربة متفجرة بشاعريتها التي كشفت عن شعرية يلفها الوجع ويحيطها الاغتراب والقلق المدمر اللذيذ.)

 

 

 

  : - كلمة لابد منها ومنك ؟

 

  :

تحية لأخي وحبيبي  الأستاذ عبد الحسين بريسم ،، تحية للعراق الحبيب ،، تحية للنخيل ،، تحية إلى دجلة والفرات ،، أقول للجميع نحن بحاجة للحب والسلام  وأن تغفر َ إلى أنفسنا وإلى الآخرين ،، من أجل بلدنا الجميل .. بلدنا الجريح ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=19666
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14