• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وصايا الإمام الرضا (عليه السلام) في سبيل إسعاد الأسرة – دراسة تحليلية  .
                          • الكاتب : د . خليل خلف بشير .

وصايا الإمام الرضا (عليه السلام) في سبيل إسعاد الأسرة – دراسة تحليلية 

 إن للأسرة مكانة خاصّة في الإسلام وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأنّها أهمّ نواة للمجتمع وينتمي إليها كمال الشخص والمجتمع أو ضلالتهما إذ يوجد في سيرتهم الكلاميّة والعمليّة تعاليم مؤثّرة حولها. 
وقد ذكرت في الروايات والأحاديث في تاريخ حياة الإمام الرضا (عليه السلام) ملامح ذات أهمية كثيرة حول الأسرة يمكن أن تكون نموذجاً للعائلات في العصر الراهن إذ يعدّ الإمام الرضا (عليه السلام) الأسرة من أهمّ الدعامات للمجتمع، ويري أنّ التربية الإنسانية ضاربة جذورها في العائلة فقد ورد عنه (عليه السلام) وصايا حول العائلة من مرحلة الخطوبة إذ قال: ((إنّ لتزويج البنت قيود من يريد أن يزوّج بنته ويعطي اختيارها إلي شخص آخر، ليعلم بمن سيعطي هذه الاختيار ))، روي عن الحسين بن بشار قال: ((كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام): أنّ لي ذا قرابة قد خطب إليّ وفي خلقه سوء؟ قال: لا تزوّجه إن كان سيئ الخلق)).
و عن اختيار الزوجة الصالحة قال الإمام:« روى صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة إذا رآها سرته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله».
وفي الوقت الراهن نرى  تفشي ظاهرة الطلاق بعد مضيّ مدة قصيرة من الزواج وهذا تدلّ على عدم التثبيت والقرار في العائلات الفتيّة.
وفي السيرة الرضوية رواية تشير إلي أسباب تزلزل العائلات وسرّ تعزيز قواعد الأسرة، قال الإمام الرضا (عليه السلام): ((إنّ نساء بني إسرائيل خرجن من العفاف إلي الفجور ما أخرجن إلّا قلّة تهيئة أزواجهنّ)). يعني أنّ المرأة والرّجل يجب عليهما أن يهتمّا إلى ظاهرهما وأن يزيّنا أنفسهما؛ هذا حقّ متقابل لهما فلا ينحصر علي المرأة فقط.
ومن وصاياه الأخرى لتعزيز حجر الأساس للأسرة، هي إظهار المحبة؛ يعني أنّه يجب علي الزوجين أن يظهرا المحبة بعضهما لبعض بطرق مختلفة، وألّا يكتفيا  بحفظ المحبة في قلوبهما، وأكّد الإمام الرضا (عليه السلام) في قوله : ((أظهروا تودّدكم إلي الناس؛ لأنّ إظهار التودّد نصف العقل)).
وقد عدّ الإمام الرضا (عليه السلام) الغضب صدمة كبيرة، ويصرّح أنّ المؤمنين والمؤمنات لا يخرجون في حال الغضب من سبيل الحقّ:« المؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقّه».
وأكّد الإمام الرضا (عليه السلام) على العلاقة بين الزوجين كإحدى طرق الأنس الروحي و العاطفي؛ روي أنّه جاءته جماعة من الناس وقالوا : (( إنّ لرجل زوجة شابة، وهي مصابة بمصيبة، فهجر منه زوجه بسبب حزنها، وقد ما كان قصد أن آذاها، هل يعدّ عمله إثماً؟ فقال الإمام: نعم، إنّ ترك فراش الزوجة يعدّ اثما إن كان مدته أكثر من أربعة أشهر )).
وجاء في حديث عن الإمام الرضا (عليه السلام) إنّ أعضاء الأسرة يعدّون نعمة بعضهم لبعض. قال الإمام (عليه السلام):« أكرموا النعم الإلهية واشكروا لها، إن تفرّوا من النعم، لعلّها تزول عنكم».
وقد عدّ الإمام الرضا (عليه السلام) توفير حاجات العائلة المالية من علامات  سعادة الإنسان إذ قال: (( ينبغي علي المرء ألّا يضيّق علي زوجته في أمر المعاش )). يعني هذا أنّ تضييق الرجل المالي على المرأة يكسر قلبها فيجب الانتباه إلي معيشة المرأة عن طريق طلب الرزق الحلال حتّى يحبط الانفصال العائلي؛ قال الإمام الرضا(ع): ((لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّي تكون فيه خصال ثلاث: التفقه في الدين، وحسن التقدير، والصبر علي الرزايا)).
وكذا أشار إلى رقابة دورة الحمل للنّساء كتناول الأغذية السليمة والمقوّية وتناول الكندر. وأوصى بأن يُقال الأذان في الأذن اليمني للطفل، وأن يقال الإقامة في أذنه اليسري بعد ولادته. وقال عن تسمية الأولاد: (( إنّ بيتا كان فيه اسم محمد، يُمضَي فيه الليل والنهار بالخير )) .
إن نجعل مسالة إظهار المحبة موضع عنايتنا، لا يحدث كثير من الطلاق الرائج. وقد أوصى الإمام الرضا(عليه السلام) بضرورة الاعتناء الأكثر بالأسرة في يوم الجمعة، حتّي يدرك أعضاء الأسرة أنّ يوم الجمعة يوم العيد، ويجب أن يحسنوا بعضهم لبعض.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=196367
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 09 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13