روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
"أحب الأعمال إلى الله سرور [الذي] تدخله على المؤمن، تطرد عنه جوعته وتكشف عنه كربته" الكافي.
إنّ الأعمال المحبوبة عند الله تعالى هي الأعمال التي يقوم بها الفرد المؤمن وفيها مصلحة له وثواب عظيم، وهي من العبادات الجليلة التي جعلها الله تعالى لرفع درجات المؤمنين، وإعلاء شأنهم في الدنيا والآخرة.
ولا يخفى أنّ ما في إدخال السرور على قلب المؤمن من الأمور التي تزيد المحبة بين المؤمنين مما يؤدى إلى حفظ الفرد في المجتمع وتوحيد صفوف المجتمع الإيماني وهو طريق من طرق رضا الله سبحانه وتعالى.
ويتحقّق إدخال السرور بسد الجوعة المادية كما هو ظاهر من الحديث وهي شاملة بإطلاقها الجوع العلمي كذلك أو أي حاجة أخرى من حوائجه التي تصلح دنياه أو آخرته، حيث تعتبر إدخال السرور على قلب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حيث ورد عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: "لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط بل والله علينا، بل والله على رسول الله صلى الله عليه وآله )"البحار، ج٧١.
إنّ هذا الحديث الذي يبيّن أنّ إدخال السرور لا يكون للمؤمن الواحد الذي يباشر سروره المؤمن فاعل الخير، إنّما يسرّ بعمله النبي وآله وهذا عمل عظيم كبير، فمن سرّهم فقد سرّ الله تعالى ومن سر الله فقد دخل الحنّة كما ورد في الوسائل: عن أبي حمزة الثمالي: قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سرّ مؤمناً فقد سرّني، ومن سرّني فقد سرّ الله (عز وجل)"
وكذلك في الكافي ج٢: عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: "إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمن شبعة مسلم أو قضاء دينه".
فهذا الخير كلّه في إدخال السرور على قلوب المؤمنين، عمل جليل قدره، عظيم ثوابه، كثير أجره.
وورد كذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن أدخله على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد وصل ذلك إلى الله، وكذلك من أدخل عليه كرباً".
وورد في الوسائل كذلك: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام): "إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي، فقال داود (عليه السلام): يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة، قال داود: يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك".
|