من يرى هذه الحشود يفهم لماذا تم إختيار العراق  لواقعة الطف

إنّ مشروع النهضة الذي نفذه الامام الحسين عليه السلام يتمتع بخصائص في منتهى الدقة ومحسوبة بحسابات بعيدة - لانبالغ إن قلنا - أعلى من حسابات العقل البشري . فمن إختيار صاحب المشروع ومن إختيار القادة الميدانيين ومن إختيار العنصر النسوي 
وكذلك من إختيار الزمان والمكان ومن إختيار هذا السيناريو بالذات ، كل ذلك لإعطاء المد الروحي وكذلك بتناول الأسباب الطبيعية للخطة  باء من مراحل حياة الإسلام حيث المرحلة الأولى على يد الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم ونهضة الامام الحسين عليه السلام هي الخطة باء لنشر وتطبيق الاسلام المحمدي الأصيل - وستكون هناك الخطة جيم على يد بقية الله الأعظم ارواحنا فداه 
وهي الخطة الحاسمة التي إما أن تنجح او أن تنجح حيث لا خيار أخر لمرحلة أخرى ولذا من خلالها تقام دولة العدل الالهي التي تبسط العدل على ارجاء المعمورة . جعلنا الله من جندها وانصارها .
عودا على بدء   فمن يرى هذه الحشود المليونية يدرك  أنها جزء  النهضة الحسينية في استمرارها وبقائها على طراوتها فمن جهة هي من ثمراتها ومن جهة عامل أساسٌ في ديمومتها . والان عندما تلامس هذه الجموع من أهل الخدمة او الزوار ترى فيهم نمطا من التضحية والبذل تشابه أخلاقيات أصحاب سيد الشهداء في كربلاء
فتجدهم تركوا أعمالهم ومشاريع حياتهم خلف ظهورهم وجمعوا ما لديهم ولعلهم جمعوا من قوت عيالهم 
وتحملوا عناء سفر أيام مشيا أو راكبين وفي حر صيف العراق تراهم في كل ذلك يتأسون بأصحاب سيد الشهداء وعياله في تحمل المشاق .
ألا يستحقون أن يحسبوا جزءا من مشروع نهضة الامام الحسين عليه السلام ..