• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أزمة إنصاف .
                          • الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي .

أزمة إنصاف

 

هي عاصفة لا تبقي ولا تذر، تزري براكبها وتهلك متابعها، تهتك الستر، وتتلف النسل  والحرث، حينما يتعامى المبصر عن بوارق الوئام، ويرفض بوادر السلام، ينتهي إلى العمى الذي لا بصر بعده، إنّه عمى القلب، الذي يموت صاحبه وهو في دنياه يزاول أعماله، ولكنّه ميّت الروح، فأيّ حياة هذه التي لا تشع من جوانح صاحبها العبوديّة لتظهر على جوارحه الحياة الحقيقيّة؟

    تلك النفوس التي تركت الإنصاف تراها تمشي مترنحة، تنظر بعين المادّة، وتتكلم بلسان المزاج، ولا تعرف للتفكير ذوقاً ولم تذق طعم التأمّل!

    لم تذق تلك النفوس عيش واقعها، وتركته  على حساب خلودها فخسرته، تنهش هذا وتهجم على ذاك، بلا سبب ولا انتهاك، إنّما جعلو من الودود ضحية لهم، والحليم مرمى لمسموم سهامهم، افتتنوا قبل ان يتقنوا وتكلّموا قبل أن يتعلّموا، نعم، الناس أعداء ما جهلوا.

    يعيشون على فتات سطور المنحرفين من الشرقيين أو الغربيين، وأقاموا حرباً على الدين، بلا حجّة واضحة..

هل عشتم في حياة الحلم التي يعيشها أهل الدين الكرام الحقيقين؟ أم تتحججون بكل سقطة وزلّة من هذا أو من ذاك، او سبق لسان من هناك وهناك، لتقولوا فيه ما يشينه، ولو من حديث عهدٍ بالتديّن، ممّن لم يدرك حقيقة الالتزام، ولم يستجمع قوى فكر رصين.

      أتدرون ماذا فعلتم بانفسكم وبمن يسمع قولكم، لقد بغّضتم في قلوبهم الحقيقة، وشوّهتم بعينهم النصيحة، وباعدتم بينهم وبين الفلاح، واغلقت عليه أبواب النجاح.
    لقد أعميتم انفسكم عن النظر إلى جمال الحريّة، وخالفتم الاحكام الفطريّة، التي تتفلّت بعض صيحاتها من خلال بعض كلماتكم إلى أعماق آذان المنقذين، فما أن يبادروا لإنقاذها كما ينقذ الغيورُ الغريق، فتصدّون ذلك بما ورثتم من رماد نيران الأفكار السالفة لمن لا يعرف الحريّة في الدين ولم يذق طعمها، فبتّم لا تعرفون لها حقّاً ولا تقيموا لها وزناً.
    
    مرّة تصدون بعنوان الحريّة، وأخرى بعنوان الفرادانيّة، تفتخرون بحمورابي، وتنكرون الانتساب لأعظم مخلوق في العالم الإنساني! وتعيبون على سيد الرسل ونور خالقكم في أرضه وسماءه!

   لم تنصفوا الدين ولا أهله فكيف يؤمن بكم عقل عاقل، ولا قلب حي؟ فلا يؤتمن الخائن..

    لقد منعتم نفوسكم من رؤية جمال التدين وإحكامه ونظامه، وكمال شريعة سيد المرسلين، وولاية المعصومين (عليهم السلام أجمعين)، إلى أي وادٍ تريدون، وفي أيّ سفينة تركبون؟
ظلام في ظلام فالطريق بلا سائر ظلام وإنّ  الكتاب والعترة هو مصدر المعرفة الآمن الذي لا يجاريه أحد.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195677
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 08 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13