عــن أيِّ مجــــدٍ تُغنّــي أمّـــةُ العـــربِ
فالمجـــدُ للهـــامِ لا للعجـــزِ والـذّنـــبِ
*
لا يـرتقي المجــدَ مَـنْ لـم يُبــدِ مأثــرةً
فكيـفَ يبلـغُ مَـنْ لـم يـرقَ في الـرّتــبِ
*
المجــدُ للسّيــفِ إن جــدَّ الضّـرابُ بـهِ
للخيـلِ إن جمحـتْ في لُجّــةِ الغضــبِ
*
يـا أمّــةً بكـــؤوسِ الـــذّلِّ قـد فُطِمَــتْ
حتّى أناخـتْ علـى السّاقيـنِ والـرّكــبِ
*
يـا أمّــةَ الصّمــتِ والخُـذلانِ في زمـنٍ
لا صــوتَ يعلـو بهِ مـن مُقـــدِمٍ لجــبِ
*
ســاروا بهـا عوجــاً من غيـرِ بوصلــةٍ
فلـم يجـدّوا على ما ضـاعَ في الطّلـبِ
*
للـــهِ مـن أمّــــةٍ شـــابَ الوليــــدُ بهــا
من عارِ قـومٍ أضاعـوا الحقَّ بالخُطَـبِ
*
في السّلـمِ تلتهــبُ الأسيـافُ مشـرعـةً
والـزّندُ إنْ قدحـتْ فالسّيفُ من خشـبِ
*
يستنوقــونَ إذا مـا هـــــبَّ عاصفُهـــا
والقلـبُ في خفقِـهِ كالبحـرِ مضطـربِ
*
فالجهـلُ مـركبُهـم تجـري الـرّيــاحُ بـهِ
شـرقـاً وغـربـاً بـلا جُنـــحٍ ولا زغـــبِ
*
فــذي الدّيـارُ ديـارُ الأهــلِ قد فُجِعَــتْ
ومـا تناخــــتْ لِـــــدارٍ أمّــــةُ العـــربِ
*
كأنّهــم رضعـــوا مـن ثــــديِ جاريـــةٍ
لا تنتمــي بـــــدمٍ للعـــربِ أو نســــبِ
*
فـلا شجاعــــةَ أو إقـــــدامَ معتصـــمٍ
ولا مــروءةَ تُنـــدي قلــــبَ مستَلَـــبِ
*
ولا علـــيٌ يُعيـــــدُ الأمــــسَ ملحمـــةً
في حصـنِ خيبـرَ حيثُ المجدُ لِلقضـبِ
|