• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : "وا ويلي" على المظلوم .
                          • الكاتب : د . ماجد الخياط .

"وا ويلي" على المظلوم


ما هو الرابط بين (ويل) القرآنية و(ويل) الأكدية. تذكر المعجمات العربية معنى كلمة وَيْلٌ: كلمة مثل وَيْحٍ إِلاَّ أَنها كلمة عَذاب. يقال: وَيْلَهُ ووَيْلَكَ ووَيْلي، وفي النُّدْبةِ: وَيْلاهُ، والويل وادٍ في جهنم، ولكن المصادر العربية تذكر أن العرب عرفت هذه الكلمة قبل الإسلام، وإنّ ورودها في القرآن الكريم لم يكن مستحدثاً، كما في كلمات اشتقها القرآن مثل (المنافق)، بل هي شائعة على لسان العرب مثل كلمة (ويح). أما في كتاب (متون سومر) لخزعي الماجدي، وكتاب (لغز عشتار) لفراس السواح، فقد ذكرا أنّ (ويلاه) تعني بالأكدية (الإله الذي ذبح)، وظلت صرخة توجع عبر العصور. وما أريد الوصول إليه انطلاقا من هذه الكلمة؛ هو الرابط بين قصة (إله سين) وقصة الإمام الحسين (ع)، فقد ذهب البعض إلى أنّ قصة الإمام الحسين (ع) مستنسخة من قصة (إله سين)، الذي هو حفيد (إله إيليا) والتي تشبه قصة الإمام الحسين (ع) إلى حد التطابق، من قتل وسبي. والفرق بين الإثنين إن الإولى كانت نبوءة والثانية كانت تحقق تلك النبوءة، فعلى مر التاريخ ذكرت الكتب المقدسة قصة رجل مقدس سوف يقتل في كربلاء، وهذا ما توصلت إليه الكاتبة "إيزابيل بنيامين ماما آشوري" في كتابها (ما لا تعرفه عن الكتاب المقدس) إذ تذكر قصتها مع الأب القديس (صبيح بولس) عندما سألته عن قصة (إله سين) المذكورة في الكتاب المقدس والتي تمنّع العديد من القساوسة الإجابة عن حقيقة هذه القصة، تقول إيزابيل: أنه أخبرها إن هذه النبوءة لم تتحقق على مر العصور إلّا مرة واحدة، وإنّ (إله سين) هو (الحسين) إذ أنّ عادة لهجة جنوب العراق تقلب صوت (الهاء) إلى (حاء) مثل كلمة (أهواز) فيلفظونها (أحواز)، وأنّ النبوءة تتحدث عن رجل مقدس ابن نبي وسيكون سيدا في السماء، وأنّ المنطقة التي تحدث فيها المعركة تقع على شط الفرات واسمها (كركبيش) وتعني كربلاء. وتذكر إليزابيث أنّه بحثت أكثر في النبوءة فوجدت إنّ الذبيح في البنوءة ذهب يقاتل في صحراء كبيرة على شط الفرات تدعى (رعاوي) في الكتاب المقدس وتعني (جرابلس) وهي الصحراء الواسعة التي تمتد من حدود بابل إلى (عرعر)، وهي بالقرب من مدفن مقدس لأهل الكتاب اسمه (النوانيس)، والسؤال هنا لماذا توجد دور عبادة في هذا المكان تحيط به المقابر؟ والجواب من القديس (إنطوان يوسف) يقول: إن أكثر أهل الكتاب دفنوا في هذا المكان لأنهم كانوا ينتظرون ذلك السيد المذبوح لينصروه؛ لإنه مقدس جدا، وماتوا وهم ينتظرونه، وهذا إيضاح مبسط للبس وقع فيه العديد ممن ذهب لتفسير تشابه القصص، فالحسين (ع) ذكرته الكتب المقدسة، وكربلاء محطة انتظار لواقعته منذ أقدم العصور، وصوت (وا ويلي) الحزين كان يمتد من عمق التاريخ ليصل إلى الحسين وأهله واصحابه، حتى أصبح نشيد الولاء والنصرة (واويلي على المذبوح واويلي) الذي يردده الراكضون ظهيرة العاشر من محرم.      




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195268
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15