• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قصة الركب .
                          • الكاتب : ابو رضا السيد .

قصة الركب


يرى الناظر من بعيد ركباً يسير في الصحراء فيظنه قافلة للتجارة بين المدن والبلدان تتنقل بين الامصار حالها حال سائر القوافل ...
لكنه ركب يسير نحو التاريخ ليغير وجهه ويكتب على صفحاته معادلة جديدة لم تشهدها الانسانية منذ ان وجدت وحتى تنقضي أنّ فئة قليلة غلبت فئة كثيرة لا بالسيف كما يحدثنا القران "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله"
 وانّما غلبت بالدم والتضحية والفداء بالرجال والنساء والاطفال من أجل اعلاء كلمة الله فحسب ...
ركب رسم منهجا جديدا للانسانية ان النصر بالدم أبقى وأخلد من النصر بالسيف لانه يبقى في القلوب ويخلد في النفوس فيدوم الأثر جيلا بعد جيل .
انها فئة لم تذق طعم الماء "فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده"
لم يذوقوا طعم الماء ثلاثة ايام ومن اغترف منهم غرفة بيده ما كان يبتغي الشرب بل كان يتحدى التاريخ والانسانية في مُثُل عُليا الوفاء والصبر والتقرب الى الله برمي الماء والبقاء على العطش وتحمل الشدائد .. 
سقطت الرؤوس والأيدي والأرجل وسالت الدماء وذُبحت الاطفال وسُبيت النساء وأُحرقت الخيام وجال الركب بين الامصار ليسجل ملحمة لم ولن يشهدها التاريخ مرة اخرى .
انها ملحمة كربلاء ..
انها ملحمة الحسين ...
انها ملحمة اعلاء كلمة الحق ...
وراحت الاجيال تترنم بنشيد كربلاء كل عام وتتلو فصول الملحمة الحمراء ..
لتتعلم منها الفداء والتضحية من أجل الحق ..
بعد أكثر من ألف عام لازالت الملحمة تزداد ضراوة بين الحق والباطل ..
يزداد الباطل انصارا ويزداد الحق انصارا وأضحى ذلك الركب الغريب اليوم أفواجا من مواكب ومَسيرات ومحافل في أصقاع الارض شرقا وغربا جنوبا وشمالا وعلى رؤوس الجبال في الصين واليابان وفي قلب أمريكا وبريطانيا ..

لازالت دماء الطف تروي طريق الحق أينما ذُكرت وحيثما تُليت ..
ولازال صوت الحسين حين سقط العباس وعلي الاكبر يدوي في الافاق ..
ألا من ناصر ينصرنا ..
وكلما تكاثر أنصار الباطل لينالوا من الحق يتجدد ذلك الصوت ..
يستنصر الاحرار والانصار في كل جيل 
ليهبوا ويتمسكوا بهذا الحبل وهذا الصراط وهذا النهج .
انه صوت الحسين وهو على رمضاء كربلاء ملطخا بدمائه ..
كلما زادوه طعنا وجراحا ازداد قوة وشكيمة وبأساً ..
أنّه يرى طريق الحق يُمهَّد بهذه الطعنات والجراحات ..
انّه يرى الانصار يسيرون على هذا الطريق ..
 انّه يرى الهدف وهو يتحقق ..
نعم انّها كلمة الله .

السلام عليك يا أبا عبد الله 
وعلى الارواح التي حلّت بفناءك .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=195057
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12