• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البُعد القرآني لحزن وبكاء الطبيعة على الحسين عليه السلام .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

البُعد القرآني لحزن وبكاء الطبيعة على الحسين عليه السلام

نقلت مصادر الفريقين ( السنّة والشيعة ) ظواهر كونية حصلت بعد واقعة الطف ، ونقلتها في سياق بيان تأثر الطبيعة على مصاب أبي عبدالله عليه السلام وحزنها عليه ، مثل :

١. مطر السماء دماً : جاءت حادثة مطر السماء دماً في جملة من المصادر التاريخية ، حيث نقلها الطبري ، وابن عساكر ، والهيثمي ، والطبراني ، وغيرهم الكثير . يقول الطبري : « .. عن نضرة الأزدية أنها قالت : لّما قُتِل الحسين بن علي ، أمطرت السماء دماً ، فأصبحنا وجبابنا وجرارنا مملوءة دماً » ، وذكر ابن عساكر مثل ذلك ، ونقل الطبراني : «.. عن جميل بن زيد ، قال : لمّا قُتِل الحسين احمرّت السماء . قلت : أي شيء تقول ؟ فقال : إنّ الكذاب منافق ، إنّ السماء احمرت حين قُتِل » ، وروى أيضاً الهيثمي ذلك .

٢. لم يُرفع حجر إلّا ووجِدَ تحته دم : قال الطبري : «.. وعن ابن شهاب ، قال لما قُتِل الحسين ( رضي الله عنه ) لم يُرفع أو لم يُقلع حجر بالشام إلّا عن دم » . وقال ابن عساكر : « .. حدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه قال : أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت ، فقال : هل كان في قتل الحسين علامة ؟ قال ابن رأس الجالوت : ما كُشف يومئذ حجر إلّا وُجِدَ تحته دم عبيط » ، وعن الهيثمي ، والبيهقي ، والإصبهاني مثله .

٣. كسوف الشمس وبدوّ الكواكب : وقال البيهقي : « .. عن أبي قبيل ، قال : لما قُتِل الحسين بن علي ( رضي الله عنه) كُسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار ، حتى ظننا أنها هي » ، وروى أيضاً مثله أبو نعيم الإصبهاني ، والمزي .

والتفاعل والتأثّر الكوني مع ما حصل من ظلم كبير وفاجعة عظيمة في طف كربلاء على حجّة الله في خلقه وخليفة رسوله ومن معه من أهل بيت النبوة والرسالة والصفوة المنتجبة من أصحابه له أساسه وبُعده القرآني . فعن ابن قولويه القمّي ، عن أبيه ( رحمه الله ) بسنده الى أحد الرواة ، قال : سمعتُ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يقول في الرّحبة ، وهو يتلو هذه الآية : ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ) الدخان ٢٩ ، وخرج عليه الحسين ( عليه السلام ) من بعض أبواب المسجد ، فقال : ( أما إنّ هذا سيُقتل وتبكي عليه السّماء والأرض ) . كامل الزيارات ح ٢٤١

ثم أن ظاهرة تكذيب الأنبياء وردّ دعواتهم ومحاربة رسالتهم قابلتها أحداث كونية ذكرها لنا القرآن الكريم ، كالطوفان والصيحة والريح ونتق الجبل .. الخ ، وشهادة أبي عبدالله والظلامة الكبيرة التي وقعت عليه في عاشوراء تقع في نفس سياق تكذيب الرسالات ومحاربة أهل الحق ، فأئمة أهل البيت هم أوصياء جدّهم وخلفاءه على الأمّة ، وما يقع عليهم يقع عليه صلوات الله عليهم جميعا ..

نعم ، لم يكن التفاعل الكوني مع ما جرى في الطف على هيئة عقوبات عامة ، لأن هكذا عقوبات توقفت بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه واله ، ولكن ما حصل في الكون المرئي - بل غير المرئي كذلك - كان يعبّر عن حالة من الحزن والتأثر الكبير ، فعبّر كل كائن بطريقته الخاصة .. فلدينا روايات تتصل بأم سلمة زوج الرسول وهي تتحدث عن سماعها لندبة ونوح الجن على أبي عبد الله عليه السلام .. وفي خطبة الامام السجاد عليه السلام : فلقد بكت السبع الشداد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسماوات بأركانها ، والأرض بأرجائها ، والأشجار بأغصانها ، والحيتان في لجج البحار ، والملائكة المقربون ، وأهل السماوات أجمعون . آجركم الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194994
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12