• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : آيات قرآنية من کتاب واقعة الطّف لأبي مخنف الازديي (ح 4) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

آيات قرآنية من کتاب واقعة الطّف لأبي مخنف الازديي (ح 4)

جاء في کتاب واقعة الطّف للمؤلف أبو مخنف الازديي: قدم رجل من آل زياد ـ يُقال له: الصغدي بن سلم بن حرب ـ على المهدي العبّاسي وهو ينظر المظالم، فقال له: مَن أنت؟ قال: ابن عمّك. قال: أيّ ابن عميّ أنت؟ فانتسب إلى زياد. فقال له المهديّ: يابن سميّة الزانية، متى كنت ابن عميّ؟ وأمر به فوجئ عنقه وأُخرج. ثمّ التفت المهدي إلى مَن حضر، فقال: مَن عنده علم من آل زياد؟ فلمْ يكن عند أحد منهم شيء، فلحق منهم رجل يُدعى: عيسى بن موسى أو موسى بن عيسى بأبي علي سليمان، فسأله أنْ يكتب له كلّ ما يُحدّث به في زياد وآل زياد حتّى يذهب به إلى المهدي، فكتبه وبعث به إليه. وكان هارون الرشيد إذ ذاك والي البصرة من قبل المهدي، فأمر المهدي بالكتاب إلى هارون الرشيد يأمره أنْ يُخرج آل زياد من ديوان قريش والعرب. فكان فيما كتب أنّه قال: وقد كان من رأي معاوية بن أبي سفيان في استلحاقه زياد بن عبيد ـ عبد آل علاج من ثقيف وادّعائه ما أباه بعد معاوية عامّة المسلمين وكثير منهم في زمانه، لعلمهم بزياد وأبي زياد واُمّه من أهل الرضا والفضل والورع والعلم. ولمْ يدع معاوية إلى ذلك ورع ولا هدى، ولا اتّباع سنّة هادية ولا قدرة من أئمة الحقّ ماضية، إلاّ الرغبة في هلاك دينه وآخرته، والتصميم على مخالفة الكتاب والسّنة، والعجب بزياد في جََلده ونفاذه، وما رجا من معونته وموازرته إيّاه على الباطل ما كان يركن إليه في سيرته وآثاره وعمّاله الخبيثة. وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: (الولد للفراش وللعاهر الحجّر) وقال: (مَن ادّعي إلى غير أبيه أو أنتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس الجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً). (الصرف: التوبة. والعدل: الفدية). ولعمري، ما وُلد زياد في حجر أبي سفيان ولا على فراشه، ولا كان عُبيد عبداً لأبي سفيان ولا سميّة أمَة له، ولا كانا في ملكه ولا صارا إليه لسبب من الأسباب. فخالف معاوية بقضائه في زياد واستلحاقه إيّاه وما صنع فيه وأقدم عليه أمر الله جلّ وعزّ، وقضاء رسول الله صلّى الله عليه وآله واتّبع في ذلك هواه، رغبة عن الحقّ ومجانبة له، وقد قال الله عزّ وجل: "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (القصص 50). وقال لداود عليه السّلام وقد آتاه الحكم والنّبوة، والمال والخلافة: "يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالحقّ" (ص 26). وعند ما كلّم معاوية فيما يعلم أهل الحفظ للأحاديث موالي بني المغيرة المخزومين، وأرادوا استلحاق نصر بن الحجّاج السّلمي وأنْ يدّعوه، وكان أعدّ لهم معاوية حجراً تحت فراشه فألقاه إليهم على قول رسول الله: (للعاهر الحجّر) فقالوا له: نسوّغ لك ما فعلت في زياد، ولا تسوغ لنا ما فعلنا في صاحبنا. قال: قضاء رسول الله صلّى الله عليه وآله خير لكم من قضاء معاوية 8 / 131. ومن هنا يُعلم: أنّ زهير بن القين قبل هدايته وإجابته دعوة الإمام عليه السّلام وإنْ كان عثمانياً، لكنّه كان ناقماً على معاوية استلحاقه زياداً وقتله حجر بن عدي، فكانت نفسه مستعدة للخروج عن عهدة عثمان ولإظهار النّقمة على معاوية ويزيد ابنه وعمّالهم، ولإجابة دعوة الإمام إيّاه للخروج عليهم.

وعن مسلم بن عوسجة يقول أبو مخنف الازديي في كتابه واقعة الطّف: قتله من أصحاب عمرو بن الحجّاج عبد الرحمن البجلي ومسلم بن عبد الله الضَبّابي، فنادى أصحاب عمرو بن الحجّاج: قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي. ثمّ انصرف عمرو بن الحجّاج وأصحابه وارتفعت الغبرة، فإذا هم به صريع. فمشى إليه الحسين عليه السّلام فإذا به رَمق، فقال: عليه السّلام (رحمك ربّك يا مسلم بن عوسجة: "فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" (الأحزاب 23). ودنا منه حبيب بن مظاهر، فقال: عزّ عليّ مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنّة. فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك الله بخير. فقال له حبيب: لو لا إنّي أعلم أنّي في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه، لأحببت أنْ توصيني بكل ما أهمّك حتّى أحفظك في كلّ ذلك، بما أنت أهل له في القرابة والدّين. قال مسلم: بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله وأهوى بيده إلى الحسين عليه السّلام أنْ تموت دونه. قال حبيب: أفعل وربّ الكعبة. فما كان بأسرع من أنْ مات في أيديهم رحمه الله. فصاحت جارية له: يابن عوسجتاه يا سيّداه.

وعن مقتل حنظلة بن أسعد الشبامي يقول أبو مخنف الازديي: وجاء حنظلة بن أسعد الشبامي، فقام بين يدي حسين عليه السّلام: فأخذ ينادي: "يَا قَوْمِ إِنّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللّهُ يُريد ظُلْماً لِلْعِبَادِ * وَيَاقَوْمِ إِنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التّنَادِ * يَوْمَ تُوَلّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" (غافر 30-33). يا قوم لا تقتلوا حسيناً عليه السّلام، فيُسحتكم الله بعذاب: "وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى" (طه 61). فقال له حسين عليه السّلام: (يابن أسعد ـ رحمك الله! ـ إنّهم قد استوجبوا العذاب حيث ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحقّ، ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك، فكيف بهم الآن وقد قتلوا أخوانك الصالحين؟). قال: صدقت، جُعلت فداك! أنت أفقه منّي وأحقّ بذلك، أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا؟ فقال عليه السّلام: (رُح إلى خير من الدّنيا وما فيها، وإلى مُلك لا يُبلى). فقال: السّلام عليك أبا عبد الله، صلّى الله عليك وعلى أهل بيتك، وعرّف بيننا وبينك في جنّته. فقال عليه السّلام: (آمين، آمين). فاستقدم حنظلة الشبامي فقاتل حتّى قُتل رحمة الله عليه




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194993
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12