أهم أسباب حدوث فاجعة الطف هو يوم السقيفة المشؤوم والانقلاب على الاعقاب ، فلابد من ترسيخ هذه الحقيقة وتشييد معالمها ومعرفة ملابساتها من خلال بيانات المعصومين (عليهم السلام) التي سلطت الأضواء على هذه الحيثية فإنها حقيقة الحقائق ، فمن غصب حق آل محمد (عليهم السلام) الورثة الحقيقيين للسماء و مهابط وحي الله وترجمان آياته، كما أشار كتاب الله المجيد { فِی بُیُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَیُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ یُسَبِّحُ لَهُۥ فِیهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ }
[سُورَةُ النُّورِ: ٣٦]
هو السبب الرئيسي في ارتكاب هذه الجريمة ولاننسى كيف أمّرت هذه العصابة أبناء الطلقاء وأصحاب التاريخ الأسود على رقاب المسلمين
فمن يفهم ماجرى في يوم الغدير من بيعة شرعية وتنصيب من الله أعقبها غدرا وانقلابا على الاعقاب ستتضح له الصورة الحقيقية لما جرى في يوم العاشر من المحرم من جريمة نكراء فهي امتداد لتلك المفسدة الكبرى والخسران المبين ، الذي تعيش الأمة ارهاصاته حتى اللحظة
ومن لم يفهم ذلك سيعيش في ازدواجية وضبابية تأخذه إلى الضياع والقول بغير علم وبالتالي يعادي آل محمد (عليهم السلام) من حيث شعر أم لم يشعر لأنهم أصحاب حق مغتصب في أمة متواطئة مع الباطل بنسبة كبيرة !
فلم يبقى أمام أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين نصبهم الله لحمل الرسالة بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) إلا أن يستصرخوا الأمة الخائبة والمغلوب على أمرها بسبب تزييف خلفاء الجور والظلمة وبلاطهم للحقائق ، بدمائهم الزكية التي كانت حصيلتها أن تبقى معالم الدين واضحة بارزة ولو بشكل نسبي أو مقدار معين ، وقد أشار إلى هذه الحقيقة الإمام زين العابدين (عليه السلام) حيث رسخها في جميع المحطات المهمة التي مرت بها هذه النهضة المقدسة وأصّل معانيها من خلال بياناته الصريحة في المسألة ، حتى لايفهم الناس والتاريخ أن القيام النهضوي لسيد الشهداء (عليه السلام) كان بلا فائدة تُرجى وكذلك بقية الأئمة (عليهم السلام) لهم دور كبير في إشاعة هذه الحقيقة والمنع من تغييبها في ضمير الأمة
فإن العصابة الأموية كانت عازمة على محو الدين وأثره ودرس معالمه واستبداله بطريقة حكم بائسة قائمة على الانتماء للقومية والعشيرة بدلا من الانتماء إلى الدين واحكامه حتى سنوا الكثير من المفاهيم المشوهة التي لها رواجا بين المسلمين ، منها عدم مشروعية الخروج على الحاكم الظالم ولو أخذ مالك ولو ضرب ظهرك وعلى طبيعتهم بالكذب والفسق فقد نسبوا ذلك إلى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) زورا وهذه عينة بسيطة من مفاسد هذه الطغمة الفاسدة التي اسرفت بالاجرام وأوغلت بالفجور والفسق والكفر إلى حد أنهم استباحوا الحرمات بطريقة بشعة
وهذا كله يتحمله كما قلنا من انقلب على أولياء الله الذين نصبهم في صريح كتابه الكريم ، والى اليوم جميع المفاسد والانحرافات التي شققت أمة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)الى طرائق قددا واعقبت ضلالا بعيداً هم سببه الرئيسي هذا مانصت عليه الآثار المأمونة العثار الواردة عن آل محمد (عليهم السلام)
نستجير بالله ونعوذ به اللهم أحسن خاتمتنا بولاية إمير المؤمنين واولاده المعصومين خير البرية صلوات الله عليهم أجمعين
السلام عليك سيدي يااباعبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك
✍️وكتب أقل طلبة العلم
أحمد صالح آل حيدر
٩محرم الحرام ١٤٤٦هـ
الثلاثاء
2024/7/16م
|