• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كربلاء تمثل جوهر حركة التاريخ من آدم الى الحسين عليهما السلام .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

كربلاء تمثل جوهر حركة التاريخ من آدم الى الحسين عليهما السلام

حركة تاريخ البشرية حركة غائية تكاملية ، ومحور هذا التكامل هو العقل ، فكلما ازداد العقل البشري وعياً وفهماً وإدراكاً للحياة كلما كانت الحركة التاريخية أقرب لتلك النقطة التي يتربع عليها عرش العقل على كل نقص وعلى جميع مظاهر الظلم ، ظلم الإنسان لنفسه أو لأخيه الإنسان أو ظلم الإنسان للطبيعة .. ولنقل ، هي النقطة التي تكون عليها البشرية في أفضل علاقة ممكنة مع الله جل وعلا ، الخالق لهذا الكون والمدبر له والمخطط لحركته من المبدأ وحتى المعاد [ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ ] الانشقاق ٦ .

ولم يترك الله جل وعلا الإنسان وحيداً يصارع هذا الكدح وصعوبات مسير تكامل هذا الوعي الكبير في هذه النشأة وإنما بالإضافة الى تسخير كل ما حوله من سماوات وأرض له ، وعلاوة على الإمكانية التكوينية لنفس الإنسان بما يتناسب وهذه الحركة التكاملية .. فإنه جل وعلا أرسل له مساعدات عظمى هدفها تسهيل وتسريع هذه الحركة .. من رسالات سماوية وثورات إصلاحية ، خاصة تلك التي واجهت أكبر عراقيل حركة الوعي البشري المتمثلة بالظلمة والطغاة والمستكبرين الذين كانوا ولا زالوا نقاط توقف بل تقهقر تاريخي كبير وخطير ، لأن هؤلاء استهدفوا إنسانية الإنسان من أجل تحويله الى كيان فارغ يملؤونه وفق أهواءهم ورغباتهم ليكونوا لهم عبيداً وتابعين .

وتأتي حركة أبي عبد الله عليه السلام في هذا السياق وهذه المهمّة التاريخية العظمى ، حيث تصدّت لمحاولة إيقاف وعرقلة بل مسخ أعظم رسالة سماوية تاريخية شاء الله أن تكون آخر تلك الرسالات وأكملها وعلى يديها ستصل البشرية الى نهاية كفاحها الطويل وغايتها المنشودة .. فاستطاع عليه السلام من خلال التضحية الكبيرة التي قدّمها هو وأهل بيته وصحبه أن يوقفوا هذا المحاولة ويعبروا بالإسلام الى برّ أمان الحفظ والبقاء وإن خرج منها مثخناً - أي الإسلام - بالجراحات العميقة .. ولهذا فإن كربلاء تمثل جوهر حركة التاريخ من آدم الى الحسين عليهما السلام ، ألا نقرأ في الزيارة [ السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ] .

ولا زالت ثورة الطف الإصلاحية تعمل بوظيفتها وتؤدي مهمتها ، فهي ليست قطعة قصيرة من الزمان ( ١٠ محرم ٦١ للهجرة ) ولا مساحة صغيرة من المكان ( طف كربلاء ) ، وإنما أصبحت تشمل كل مكان وزمان ، منها يستلهم المصلحون الربانيون ثوراتهم ، وفي إحياءها يجدد الحسينيون المخلصون حضورها في ضمير الأمّة الى أن تتكلل النتيجة النهائية على يد صاحب الثأر الإمام الموعود صلوات الله وسلامه عليه .. آجركم الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194842
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 07 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12