إنّ الحسينَ بطولةٌ وفداءُ
وعقيدةٌ ومباديءٌ شمّاءُ
هو ثورةٌ يسعى على منهاجها
الأحرارُ والثوارُ والشرفاءُ
هو صرخةٌ في وجهِ طاغٍ قد عتا
كي ينهضَ المظلومُ والضعفاءُ
هو في حياة الناسِ مدرسةُ الإبا
ودروسها الإيثارُ والعلياءُ
إنَّ الحسينَ لكلِّ حرٍّ أسوةٌ
ويسير خلف لوائهِ النبلاءُ
إنَّ الحسينَ بكلِّ عصرٍ منهجٌ
للثائرينَ وقوةٌ ولواءُ
ويظلُّ في حلك الدياجي مشعلاً
للسائرين إذا دجتْ آراءُ
للحائرينَ يظلُّ نبراسَ الهدى
وينيرُ دربَ الحقِّ إنْ طفحَ الجُفاءُ
ويُزيح عن غلف القلوب غشاوةً
فيزولُ عنها الشكُ واللأواءُ
والطفُّ خالدةً على طولِ المدى
حتى وإن ملكََ الدّنى الأعداءُ
وقصيدةٌ عصماءُ خلدّها الزمانُ
بها شدا الأدباءُ والشعراءُ
أنا لا أنوحُ على الحسينِ بذلةٍ
إنَّ الحسينَ العزّةُ القعساءُ
ويظلُّ عطراً للنبوّةِ عابقاً
للهِ قد جادتْ بهِ الزهراءُ
ليس الحسينُ مآدباً يُزهى بها
بل ثورةٌ جمهورُها الفقراءُ
هو في دياجي الشكِ مصباحُ الهدى
هو في اليقينِ الكوكبُ الوضاءُ
هو صرخة الأبرارُ في وجه الخنا
هو للأنامِ محجةٌ بيضاءُ
ومكارم الأخلاق أجمعها لهُ
في كلّ عصر ينحني العظماءُ
نهض الحسينُ مدافعاً عن دينهِ
إذْ رام يمحو ذكرهُ الطلقاءُ
بذل النفوسَ رخيصةً من أجلهِ
وجرتْ كنهرٍ في الطفوفِ دماءُ
بدم الحسينِ وأهلهِ الدِّينُ استوى
ولشرعة الاسلام كان بقاءُ
لولاهُ ما بقيتْ شريعةُ جدّهِ
عنها تخاذلَ وانزوى الجبناءُ
إنّ الحسينَ لأيةٌ كبرى بها
بزغَ الهدى وانجابتِ الظلماءُ
|