لو أعدنا كتابة التاريخ الإسلامي من بعثة الرسول صلى الله عليه وآله وحتى لحظة وفاته بإسلوب القصة أو الرواية الأدبية ، أو بإسلوب كتابة سيناريو الأفلام والمسلسلات السينمائية والتلفزيونية وبدون إغماض وبتر وتزييف .. ثم دعونا قراءً أو مشاهدين من غير المسلمين الى الإطلاع على هذه الرواية أو الفلم .. وبعد الانتهاء من القراءة أو المشاهدة نطلب منهم أن يتوقعوا من هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله .. فأعتقد أنهم سوف لا يعدون عن الإمام علي عليه السلام ، ومن يختاره منهم سيستند بسهولة على أحد أمرين أو كليهما :
الأول : أما أن يستند الى النصوص الخاصة بتنصيب وتعيين الإمام علي ع خليفة لرسول الله .. والتي لا يمكن إنكارها تاريخياً ، لكثرتها ونوعيتها وتعدد مناسباتها وتواترها ..
الثاني : أو يختاره وفق استحقاقات وترجيحات توفرت عند أمير المؤمنين للخلافة لم تتوفر عند غيره .. إمتيازات وفضائل علي عليه السلام التي يقرّ بها العدو والصديق ..
وأعتقد أن عرض تاريخ الإسلام وفق إسلوب يجيد قرائته الإنسان المعاصر ( قصصي أو سينمائي وتلفزيوني ) ، مع تحكيم قراء ومشاهدين ليس لديهم أحكام مسبقة أو خلفيات وقناعات مذهبية معينة .. سيكون أقرب الى الموضوعية .
من يقرأ تاريخ الإسلام في هذه الفترة سيجد أن استخلاف الإمام علي للرسول هو التسلسل الطبيعي للأحداث والوقائع ، وأن ما حصل هو قفز على منطق جريان الأمور بل توقف في اتجاهها وحرف رأس السهم الى الوراء وبشكل متسارع ومخيف ..!!