• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : غديريات / ٥ .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

غديريات / ٥

متعدد الإمكانات Multipotentialite

هو مصطلح يشير الى الأشخاص الذين لديهم إمكانيات متنوعة ومواهب ومهارات متعددة يمارسونها ويؤدونها بتفوق ونجاح عال .

ولو بحثنا عن شخصية إسلامية ينطبق عليها هذا المصطلح تمام الإنطباق فإننا لا نعدو الإمام علي بن أبي طالب ، فيشهد له العدو قبل الصديق بذلك ، وتشهد له سيرته وحياته ، وتشهد له آثاره ، بل تشهد له الفرق الإسلامية المتعددة والعلوم الإسلامية المتنوعة .. فلو تتبعنا سلسلة مراجع الفرق العقائدية والفقهية والصوفية والاتجاهات التفسيرية والمدارسة النحوية والبلاغية .. لعادت جميعها الى مصدر واحد هو أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيّد البلغاء وفارس الهيجاء وصاحب القول الفصل في القضاء .. علي عليه السلام . ولندع هذا الكلام لأبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة حيث يقول :

○ وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كل فرقة ، وتتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها ، وأبو عذرها ، وسابق مضمارها ، ومجلى حلبتها ، كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ ، وله إقتفى ، وعلى مثاله إحتذى .

○ وفي مرجعيته في علم الكلام يقول : ومن كلامه اقتبس ، وعنه نُقل ، وإليه انتهي ، ومنه ابتدأ ، فإن المعتزلة - الذين هم أهل التوحيد والعدل ، وأرباب النظر ، ومنهم تعلّم الناس هذا الفن - تلامذته وأصحابه ، لأن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ، وأبو هاشم تلميذ أبيه وأبوه تلميذه عليه السلام . وأمّا الأشعرية فإنّهم ينتمون إلى أبي الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري ، وهو تلميذ أبي علي الجبائي ، وأبو علي أحد مشايخ المعتزلة ، فالأشعرية ينتهون إلى أستاذ المعتزلة ومعلمهم وهو علي بن أبي طالب عليه السلام . وأمّا الإمامية والزيدية فانتماؤهم إليه ظاهر .

○ وأما عن مرجعيته في علم الفقه يقول : ومن العلوم علم الفقه، وهو عليه السلام أصله وأساسه ، وكل فقيه في الإسلام فهو عيال عليه ، ومستفيد من فقهه ، أمّا فقه الشيعة ، فرجوعه إليه ظاهر ، وأمّا أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمد وغيرهما فأخذوا عن أبي حنيفة ، وأمّا الشافعي فقرأ على محمد بن الحسن ، فيرجع فقهه إيضا إلى أبي حنيفة ، وأمّا أحمد بن حنبل ، فقرأ على الشافعي فيرجع فقهه أيضاً إلى أبي حنيفة ، وأبو حنيفة قرأ على جعفر بن محمد عليه السلام ، وقرأ جعفر على أبيه عليه السلام ، وينتهى الأمر إلى علي عليه السلام ، وأمّا مالك بن أنس فقرأ على ربيعة الرأي ، وقرأ ربيعة على عكرمة ، وقرأ عكرمة على عبد الله بن عباس ، وقرأ عبد الله بن عباس على علي بن أبي طالب عليه السلام ، وإن شئت رددت إليه فقه الشافعي بقراءته على مالك كان لك ذلك ، فهؤلاء الفقهاء الأربعة .

○ وعن مرجعيته عليه السلام في التفسير وكونه الرأس في هذا المضمار يقول ابن أبي الحديد أيضاً : ومن العلوم ، علم تفسير القرآن ، وعنه أخذ ، ومنه فرع ، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك ، لأنّ أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له ، وانقطاعه إليه ، وأنّه تلميذه وخريجه ، وقيل له : أين علمك من علم ابن عمك ؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط .

○ وأما العرفان وعلم الطريقة يقول : وقد عرفت أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون ، وعنده يقفون ويكفيك دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم إلى اليوم ، وكونهم يسندونها بإسناد متّصل إليه عليه السلام .

○ اما في علوم اللغة يقول : ومن العلوم « علم النحو والعربية » ، وقد علم الناس كافّه أنّه هو الذي ابتدعه وأنشأه ، وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله ، من جملتها الكلام كلّه ثلاثة أشياء : اسم وفعل وحرف . ومن جملتها : تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة ، وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجر ..

في معاني الاخبار للشيخ الصدوق : بسندٍ يتصل بأبي الجارود ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : لما أنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله " وكل شئ أحصيناه في إمام مبين " قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا : يا رسول الله هو التوراة ؟ قال : لا ، قالا : فهو الإنجيل ؟ قال : لا ، قالا : فهو القرآن ؟ قال : لا . قال : فأقبل أمير المؤمنين علي عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هو هذا ، إنه الامام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شئ

سلام الله على باب علم مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194397
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13