• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 5) (والمسكين وابن السبيل) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 5) (والمسكين وابن السبيل)


على المؤمن بل المسلم اعطاء المسكين والمسافر المحتاج والمنقطع عن بلده الذي يسمى ابن السبيل ما يحتاجه من مال وعوز وخاصة أيام الأعياد بدون رياء. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل جلاله "وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا" ﴿الإسراء 26﴾ "وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ" معناه: وآت المسكين حقه الذي جعله الله له من الزكاة وغيرها وآت المجتاز المنقطع عن بلاده حقه أيضا. قوله عز وعلا "فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ﴿الروم 38﴾ "والمسكين وابن السبيل" معناه وآت المسكين والمسافر المحتاج ما فرض الله لهم في مالك "ذلك خير" أي إعطاء الحقوق مستحقيها خير "للذين يريدون وجه الله" بالإعطاء دون الرياء والسمعة "وأولئك هم المفلحون" أي الفائزون بثواب الله.

وعلى المؤمن الاهتمام بأخيه المؤمن بل الانسان مهما كان دينه وخاصة أيام الأعياد، ومن هؤلاء المسافر المنقطع عن أهله وماله. عن تفسير الميسر: قال الله عز وجل "وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا" ﴿الإسراء 26﴾ وَالْمِسْكِينَ: وَ حرف عطف، الْ اداة تعريف، مِسْكِينَ اسم، وَابْنَ: وَ حرف عطف، ابْنَ اسم، السَّبِيلِ: ال اداة تعريف، سَّبِيلِ اسم. وأحسِنْ إلى كل مَن له صلة قرابة بك، وأعطه حقه من الإحسان والبر، وأعط المسكين المحتاج والمسافر المنقطع عن أهله وماله، ولا تنفق مالك في غير طاعة الله، أو على وجه الإسراف والتبذير. قوله عز وعلا "فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ﴿الروم 38﴾ وَالمِسْكِينَ: له شيء لايقوم بكفايته. فأعط أيها المؤمن قريبك حقه من الصلة والصدقة وسائر أعمال البر، وأعط الفقير والمحتاج الذي انقطع به السبيل من الزكاة والصدقة، ذلك الإعطاء خير للذين يريدون بعملهم وجه الله، والذين يعملون هذه الأعمال وغيرها من أعمال الخير، أولئك هم الفائزون بثواب الله الناجون مِن عقابه.

أن ما يمتلكه الانسان ليس كله له، وانما الآخرين لهم حق به كالأقرباء والمسكين وأبن السبيل، وأعطائهم جزء من مالك وخاصة أيام المناسبات كالأعياد ليفرحوا خلال هذه الأيام كما بقية الآخرين. جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل جلاله "وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا" ﴿الإسراء 26﴾. قوله عز وعلا "فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ﴿الروم 38﴾ وينبغي أن لا تتصور عند سعة الرزق أن ما عندك هولك فقط، بل إنّ للآخرين في مالك حقّاً أيضاً، ومن هؤلاء الأقارب والمساكين الذين باتوا متربين لشدة الفقر، وكذلك الأعزة الذين ابتعدوا عن الوطن وانقطع بهم الطريق نتيجة حوادث معينة وهم محتاجون.

وعلى المؤمن زيارة المساكين وسد حاجتهم فالمسكنة هي الفاقة والحاجة، لكي لا يصبح المسكين ذليلا يطلب الحاجة انما تعطى له بالمناسبات ومنها الأعياد حتى لا يشعر بالذلة. جاء في معاني القرآن الكريم: سكن السكون: ثبوت الشيء بعد تحرك، ويستعمل في الاستيطان نحو: سكن فلان مكان كذا، أي: استوطنه، واسم المكان مسكن، والجمع مساكن، قال تعالى: "لا يرى إلا مساكنهم" (الأحقاف 25)، وقال تعالى: "وله ما سكن في الليل والنهار" (الأنعام 13)، و "لتسكنوا فيه" (يونس/67)، فمن الأول يقال: سكنته، ومن الثاني يقال: أسكنته نحو قوله تعالى: "ربنا إني اسكنت من ذريتي" (إبراهيم 37)، وقال تعالى: "أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم" (الطلاق 6)، وقوله تعالى: "وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض" (المؤمنون 18)، فتنبيه منه على إيجاده وقدرته على إفنائه، والسكن: السكون وما يسكن إليه، قال تعالى: "والله جعل لكم من بيوتكم سكنا" (النحل 80)، وقال تعالى: "إن صلاتك سكن لهم" (التوبة 103)، "وجعل الليل سكنا" (الأنعام 96)، والسكن: النار التي يسكن بها، والسكنى: أن يجعل له السكون في دار بغير أجرة، والسكن: سكان الدار، نحو سفر في جمع سافر، وقيل في جمع ساكن: سكان، وسكان السفينة: ما يسكن به، والسكين سمي لإزالته حركة المذبوح، وقوله تعالى: "أنزل السكينة في قلوب المؤمنين" (الفتح 4)، فقد قيل: هو ملك يسكن قلب المؤمن ويؤمنه (ويؤيد ذلك ما أخرجه أحمد والبخاري ومسلم عن أبي العالية قال: قرأ رجل سورة الكهف وفي الدار دابة، فجعلت تنفر، فينظر فإذا صبابة أو سحابة قد غشيته، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرأ فلان، فإنها السكينة نزت للقرآن). وفي رواية: (تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم).

جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي للدراسات والبحوث عن فلسفة العيد في الاسلام للاستاذ زكي الميلاد: ومن أولى الأعمال الواجبة في عيد الفطر، دفع زكاة الفطر، والهدي في عيد الضحى. وزكاة الفطر واجبة على كل فرد من المسلمين، صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، حر أو عبد، والغاية من ذالك اقتران العيد بعنصر العطاء. العطاء الذي يعبر عن المضمون الاجتماعي لمفهوم وفلسفة العيد، حيث يتاح للمجتمع في أن ينظر لشرائحه الضعيفة من الفقراء والمحتاجين، سعيا وتحقيقا للتكافل والتراحم الاجتماعي. وتأتي صلاة العيد وهي سنة مؤكدة، لكي تعبر عن المضمون الديني والعبادي لمفهوم العيد، وتلتقي فيها المضامين الاجتماعية بالشرائط والمستحبات التي ترتبط بهذه الصلاة، حيث يقصد منها الاجتماع الكبير من الناس في مكان واحد، ولهذا يفضل أداؤها في المصلى خارج البلد، ما عدا مكة فان صلاة العيد في المسجد الحرام أفضل. وفي معاجم اللغة، العيد هو كل يوم فيه اجتماع، واشتقاقه من عاد يعود، أي كأنهم عادوا إليه، وقيل اشتقاقه من العادة لأنهم اعتادوه، وسمي العيد عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد، وقيل لأنه يستحب فيه معاودة الناس بعضهم لبعض. ففي العيد عادة يتفرغ الناس للزيارة فيما بينهم، وهم في أبهى صورة من التطيب ولبس أفضل الثياب، وإلقاء التحية على بعضهم بعضا، وتفتح المجالس للضيافة، وتقام الموائد المفتوحة للجميع. لهذا فان العيد هو من منابع التواصل والتراحم والتكافل الاجتماعي في المنظور الإسلامي، ويحقق مقاصد الإسلام في المجال الاجتماعي، وفي تنمية قيم السلم والتسامح والتضامن في المجتمع.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194281
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 06 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12