عن كتاب تفسير التبيان للشيخ الطوسي: العود: من عيدان الشجر، لانه يعود إذا قطع ومنه العود الذي يتبخر به. والعود: المسن من الابل. والمعاد كل شئ إليه المصير. فالاخرة معاد الناس أي مرجع. تقول: قام يقوم قياما وقيامة: مثل عاد يعود عيادا وعيادة، وصانه صيانة، وعاده عيادة. وقوله: "لرادك إلى معاد" (القصص 85) يعني مكة بأن يفتحها عليه. والاعادة: فعل الشئ ثانية وهو المبدئ المعيد. والعادة تكرر الشئ مرة بعد مرة. وتعود الخير عادة. والعيد كل يوم مجمع عظيم، لانه يعود في السنة أو في الاسبوع. والعائدة الصله لانها تعود بنفع على صاحبها وأصل الباب الرجوع. تقول: عاد عودا واعتاد اعتيادا واستعاد استعادة وعود تعويدا، وتعود تعودا، وعاود معاودة. "قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (المائدة 114). أخبر الله تعالى عن عيسى عليه السلام أنه سأل ربه أن ينزل عليه مائدة من السماء تكون عيدا لهم لاولهم وآخرهم على مايقترحه قومه. ورفع (تكون) لانه صفة للمائدة كما قال "فهب لي من لدنك وليا * يرثني" (مريم 4-5) في قراءة من رفعه لانه جعله صفة. وفيه محذوف، لان تقديره عيدا لنا ولاولنا وآخرنا لتصح الفائدة في تكرير اللام في أولنا وآخرنا، وقيل في معناه قولان: أحدهما نتخذ اليوم الذي تنزل فيه عيدا نعظمه نحن ومن يأتي بعدنا في قول السدي وقتادة وابن جريج وهوقول أبي علي. الثاني يكون ذلك عائدة فضل من الله ونعمة منه تعالى. والاول هو وجه الكلام. وقيل: إنها نزلت يوم الاحد. وقوله "وآية منك " فالاية هي الدلالة العظيمة الشأن في إزعاج قلوب العباد إلى الاقرار بمدلولها، والاعتراف بالحق الذي يشهد به ظاهرها، فهي دلالة على توحيدك وصحة نبوة نبيك.
جاء في شبكة المعارف الاسلامية الثقافية عن العيد دلالاته ومعانيه: مظاهر العيد: يعمل المحتفلون بالعيد على إظهار فرحهم وسرورهم الدّاخلي، وتبدو عليهم آثاره، وهذا لا يختصّ بفئة من الفئات، أو جماعة من النّاس، بل تتوافق على انعكاس البهجة فيه على كل محيط المحتفِل، بما يتوافق مع المناسبة التي أُقرَّت كعيد لهذه الجماعة أو تلك، وكثيرًا ما تظهر الفرحة عند المحتفلين بالعيد بالزينة والطعام والشراب واللباس، فيعمل الناس على تجديد الملبس، والتمتّع بطيب المأكل ولذيذ المشرب، بالإضافة إلى الاجتماع وتبادل التهاني والتمنيات بعضهم لبعض. ومّما يدّل على أنّ هذه المظاهر من لوازم العيد، وتجري في أذهان النّاس مجرى الفطرة، في روايات أهل البيت عليهم السلام، ما ورد عن سويد بن غفلة، قال: (دخلت عليه "يعني أمير المؤمنين عليه السلام" يوم عيد فإذا عنده فاثور "أي خوان" عليه خبز السّمراء "يعني الحنطة" وصفحة فيها خطيفة وملبنة، فقلت: يا أمير المؤمنين يوم عيد وخطيفة؟ فقال: إنّما هذا عيد من غُفر له). وما ورد عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله: (زيِّنوا أعيادكم بالتّهليل والتّكبير والتّحميد والتّقديس). لقد أراد النبيّ صلى الله عليه وآله والإمام عليه السلام تصحيح مفهوم العيد، وإظهار المعنى الحقيقي الذي ينبغي للنّاس أن يُظهِروه، وأنّ كيفية إظهار البهجة والاحتفال ليست مجرد تحسين المظهر، بل لا بدّ أن ينعكس المعنى الواقعيّ الذي تُظهره المناسبة الُمحتفَى بها، وأن تُعطى بُعدا دينيا ينسجم مع ذلك المعنى. إلاّ أنّ ذلك لا يمنع من زينة اللباس، والظّهور بالمظهر الحسن، ليتجمع الابتهاج والفرح وكافة المظاهر التي تملأ النفس والعقل والروح، فقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى: "خذوا زينتكم عند كل مسجد" (الأعراف 31) قال: (أي خذوا زينتكم التي تتزينون بها للصلاة في الجُمُعات والأعياد). وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (ينبغي لمن خرج إلى العيد أن يلبس أحسن ثيابه، ويتطيّب بأحسن طيبه). وفي هذا السياق يدخل دعاء السيد المسيح عليه السلام بإنزال المائدة من السماء، قال تعالى: "قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (المائدة 114).
يقول الشيخ حبيب الكاظمي في موقع السراج: الدَرس العَملي: أولاً: إن العيد هو ذلكَ الحَدث الذي يحتفلُ بهِ المؤمنون في تلك الشريعة، فالناس لهم الحق في الاحتفال بالحَدث المهم، ونحن أيضاً في هذهِ الأُمة الخاتمة لنا الحَق أن نحتفلَ بذكرى قادتنا. ثانيأً: إن المائدة السماوية إذا نَزَلَت على العَبد، فإنّهُ يُعامل مُعاملة مَن يَكفُر بالنعمة، كما عاملَ اللهُ عزَ وجل أصحابَ عيسى عليه السلام. العيد في السُنّة النبوية الشريفة: الرواية الأولى: نُقل عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه في يومٍ العيد كان يأكل خُبزةٌ سمراء، وشَيءٌ من اللبن المطبوخ، هذا الطعام الذي لا يُناسب العِيد، فالناس عادَةً في الأعياد تتفنن في المَطَعَمِ والمَشرَب، تقول الرواية: (دخلت عليه يوم عيد، فإذا عنده فاثور (أي خوان) عليه خبز السمراء، وصفحة فيها خطيفة (أي لبن يطبخ بدقيق)، وملبنة (أي ملعقة).. فقلت: يا أمير المؤمنين يوم عيدٍ وخطيفةٍ؟ فقال: إنما هذا عيدُ من غُفر له). (يَومُ عِيدٍ وخطيفة) أي تأكل هذا اللَبن المطبوخ، أينَ الحلوى، وأينَ المآكل اللذيذة؟ (إنّما هو عيدُ مَن غُفِرَ له) إن السعيد من عَلمَ سعادته، والشقي مَن عَلِمَ شقائه. الإنسان دائماً بينَ الخوفِ والرجاء، فالذي يحتمل ولو احتمالاً ضئيلاً أنّهُ من الأشقياء، ولم يُغفر له في هذا الشهر (فإنّ الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم) كَيفَ يضحَك في ذلك اليَوم، وكيفَ يفرح؟ (العِيد لِمن غُفِرَ له) إن أمير المؤمنين عليه السلام يُغيرُ من مفهوم العِيد، فإن من يقطع بالمغفرة، بإمكانه أن يفرح، ولكن إن كان شاكاً في المغفرة عليه التوقف عن هذا الفرح. الرواية الثانية: روي عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: (اليوم لنا عيد، وغدا لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه، فهو لنا عيد)، نحن ننتظرُ سَنة كاملة ليأتي العيد، ولكن أمير المؤمنين عليه السلام يوسع من المفهوم، فبإمكان الإنسان أن يحول كُلَّ يَوم إلى يومِ عيد: فمن لا يُذنب مَن الصباحِ إلى الليل، معَ غروب الشمس فإن ذلك اليَوم هو يومُ عيد له. الرواية الثالثة: قال الإمام الصادق عليه السلام: (للصائم فرحتان: فرحةٌ عند الإفطار، وفرحةٌ عند لقاء الله عزّ وجلّ). إن البعض يٌفسر عبارة “عندَ إفطارهِ”، أي عندَ إفطارهِ في كُلِّ يَوم. ولكن هُناكَ معنى آخر، أي: “عندَ فطره في العِيد”، فالصائم يفرحُ بأنَّ اللهَ عزَّ وجل أعانهُ على صيامِ هذا الشَهر.
عن موقع رافد أعمال يوم عيد الفطر: صلاة العيد: صلاة عيد الفطر اللهم أهل الكبرياء والعظمة. الثامن: صلاة العيد وهي ركعتان، يقرأ في الأولى الحمد وسورة الأعلى ويكبّر بعد القراءة خمس تكبيرات، وتقنت بعد كل تكبيرة، فتقول: اللَّهُمَّ (اللَّهُمَّ أَنْتَ أَهْلٌ) أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ وَأَهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ وَأَهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ وَأَهْلَ التَّقْوى وَالْمَغْفِرَةِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذا الْيَوْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيداً وَلِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَمَزِيداً (ذُخْرَاً وَشَرَفاً وَمَزِيداً) أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ) اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ (مَا سَأَلَكَ مِنْهُ) عِبادُكَ الصَّالِحُونَ وَأَعُوذُ بِكَ (بِكَ فِيهِ) مِمَّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ (عِبَادُكَ الْمُخْلِصونَ). ثم تكبّر السادسة وتركع وتسجد، ثم تنهض للركعة الثانية، فتقرأ فيها بعد الحمد سورة الشمس، ثم تكبّر أربع تكبيرات، تقنت بعد كل تكبيرة، وتقرأ في القنوت ما مرّ، فإذا فرغت كبّرت الخامسة، فركعت وأتممت الصلاة، وسبَّحت بعد الصلاة تسبيح الزهراء عليها السلام. وقد وردت دعوات كثيرة بعد صلاة العيد، ولعلّ أحسنها هو الدعاء السادس والأربعون من الصحيفة الكاملة، ويستحب أن يبرز في صلاة العيد، تحت السماء، وأن يصلّي على الأرض من دون بساط، ولا بارية، وأن يرجع عن المصلَّى من غير الطريق الذي ذهب منه، وأن يدعو لإخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم. التاسع: أن يزور الحسين عليه السلام. العاشر: قراءة دعاء الندبة، وسيأتي إن شاء الله تعالى، وقال السيد ابن طاوس رحمه الله: اسجد إذا فرغت من الدعاء فقل: أَعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ حَرُّها لا يُطْفأْ وَجَدِيدُها لا يَبْلَى وَعَطْشانُها لا يُرْوَى. ثم ضع خدّك الأيمن على الأرض وقل: إلهِي لا تُقَلِّبْ وَجْهِي فِي النَّارِ بَعْدَ سُجُودِي وَتَعْفِيرِي لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ، ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل: ارْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ. ثم عُد إلى السجود وقل: إنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ. ثم قل: الْعَفْوَ الْعَفْوَ. مائة مرة ثم قال السيد: ولا تقطع يَوْمَكَ هَذا باللعْبِ والْإهْمالِ وأَنْتَ لا تَعْلَمُ أَمَرْدُودٌ أَمْ مَقْبُولُ الْأَعْمالِ، فَإنْ رَجَوْتَ الْقَبُولَ، فَقابل ذلِكَ بِالشُّكْرِ الْجَمِيلِ، وَإنْ خِفْتَ الرَّدَّ فَكُنْ أَسِيرَ الْحُزْنِ الطَّويلِ.