• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صدام.. الخروف الهرم! .
                          • الكاتب : محمد الحسن .

صدام.. الخروف الهرم!

مات هتلر منتحرا، والقي القبض على موسوليني وهو بطريقه الى المطار،كما اعدم تشاوشيسكو طاغية رومانيا بعد القبض عليه ومحاكمته بساعةواحدة.. هؤلاء امثلة لطغاة القرن العشرين، تباينت طرق موتهم، غير أنمشتركا واحدا على الاقل بينهم: وهو انّهم لم يهربوا بطريقة ذليلة ومهينة،ربما انسحبوا بعد اليأس، ولكن لم يسجّل التاريخ حفرة احتوت احدهم!

واحد من مقلديهم في الشرق الاوسط، ابن العوجة صدام التكريتي، تعلّممن بعضهم واستعان بمعاصريه من الطغاة لقمع الشعب الأعزل، نجح فيتلك المهمة واصبح مرعبا للتلاميذ والنساء ولكثير من العراقيين داخلالعراق فقط، وكأنه رجل عصابة او احد شقاوات الاحياء القديمة.. صدّرهالاعلام الذي يسيطر عليه على انّه (فارس وبطل) وما الى ذلك من الاوصافالتي كان مهووسا بها لانه فاقدها!

فاقد لكل شيء، حتى شرف الوظيفة فضلا عن الشرف الانساني، فصداممن اوائل المزورين في الدولة العراقية ان لم يكن اول المزورين؛ اذ وضعلنفسه رتبة عسكرية كبيرة وهو لم يخدم يوما واحدا في الجيش، واعطىلنفسه شهادة في جامعية ولم تطأ قدمه قاعة دراسية.. ومن سيرته بدأتعمليات التزوير والنصب والاحتيال في العراق، فقد كان خاله التافه خيرالله طلفاح اول الساطين على الاراضي والمزارع والبساتين في تكريتوبغداد.

صار صدام غولا وهو اجبن من خروف وحيد في غابة نمور. لم يكن ذلكالجاهل عارفا بدروب ادارة البلدان او الجيوش، لذلك خرج مهزوما منكسرامن جميع المعارك التي كانت عبارة عن مغامرات عبثية لاطفاء عطشه للدموالموت.. جازف وقامر بكل شيء، فقد اوصل الجيش الى مرحلة الاذلالوالانهيار، ووضع الاقتصاد العراقي في قعر الهاوية، وسلّم خريطة العراقالى لجان اممية بقيادة امريكية لتتلاعب بها كيفما تشاء، ناهيك عن فرقالتفتيش التي دخلت حتى مخدعه واماكن نومه المختلفة، وقلّبت تلك الفرقالاجنبية حتى ملابسه الداخلية!

كان العراقي في عهده بين ثلاث خيارات؛ اما الموت في سجونه او مقابرهالجماعية، او الهلاك التدريجي جوعا، والخيار الاخير هو الهروب الىخلف اسوار السجن الكبير!

هكذا شخص، لا يستحق ان تطلق عليه صفة "رئيس" لانّ من يحمل هكذاصفة، على الاقل يتمتع بأدنى درجة من الانجاز؛ اما هو فقد خرّب كل شيء،حتى الطبيعة قرّر ان يبيدها عندما اوصى بتجفيف الاهوار.

ماذا عن السيادة في عهده؟!

في ذلك الزمن كان العراق مرتعا لكل من يريد ان يجرّب عملا ما، فقد اعطىلتركيا حق الدخول الى العمق العراقي لمسافة تصل 50 كيلومترا، كماانعزلت محافظات الشمال، وافقرت باقي محافظات الوسط والجنوب،وانحسرت سلطته وانجازاته في تكريت وركّزها في العوجة.

وماذا عن سيادته في السماء؟! ليس هناك سماء للعراق في عهده، فمتى ماشاء اي طيار امريكي ان يجرّب طائرته، ارتقى عاليا ودكّ الاراضيالعراقية!.. وفي البحر، لم يبقى بحرا، لانه تنازل الى لجان الامم المتحدةعن اكثر من نصف حدود العراق البحرية!

وهل ننسى كرامة الانسان؟!

لا، لا يمكن ذلك.. للعراقي منفذ وهدف واحد: يذهب الى الاردن ليشتغلعامل بناء او فلاح بالاجرة او خادم عند بعض اصحاب الاعمال، وليسالخروج سهلا، فكان اصدار الجواز يتطلب موافقات امنية تستمر اشهرطويلة، فضلا عن مبلغ قدره 400 الف دينار عراقي، اي ما يعادل راتبموظف لمدة عشرة سنوات (100) شهر، حيث كان راتب الموظف 4000 دينار او اقل!

وعن الكرامة ايضا، فقد ابتكر (قطع الاذن) للشباب الذين لم يلتحقوابالخدمة العسكرية، علما انّ الالتحاق يصعب على الاغلب الاعم بسبب عدمتوفر اجرة النقل!

وليس للعراقي ان يحلم بقميص جديد او قنينة بيبسي، حتى الفاكهةصارت من كماليات الحياة الزائدة!

هذا جزء يسير من صدام الذي كان يروّج على انه (البطل) المخيف.

وهل هو عكس ذلك؟

الجواب لا يحتاج الى كتابة، فصورته ما زالت حاضرة وهو اغبر اشعثذليل تشبّع جسده بالقذارة من كل جهة.. حاك له اعوانه الهاربين حكايةساذجة لتبرير ذلّه وقذارته، اذ قالوا انّه "مخدّر". نكتة سمجة، فأن كانمخدرا ما علاقة القذارة التي ملئت جسمه بالتخدير؟!.. ثم لماذا لم يستخدمالامريكان نفس الاسلوب مع آخرين؟!

الحقيقة التي ظهر بها صدام هي الوجه الحقيقي لشخصيته التي تمتازبالجبن والخوف والجهل، وهي تعكس طبيعة حياته الاولى الموصوفةبالسلب والنهب والانحطاط وكونه من بيئة رديئة تفتقد لادنى معاييرالاخلاق والسلوك السليم.

مظهر صدام لحظة إلقاء القبض عليه هو الوجه اللائق به الذي يحكي عنشخصية خروف هرم في قطيع، ولا يستحق سوى المصير الذليل الذيوصله.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=194200
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13