• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة الحديد (ح 95) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة الحديد (ح 95)


جاء في موقع مؤسسة تراث الشهيد الحكيم عن آثار الإمام محمد باقر الحكيم في الاقتصاد الاسلامي للباحثين محمد حسين الشويطي وعلي خوير مطرود: المؤلفات التي تناولت فيما تناولت الاقتصاد الإسلامي: تفسير سورة الحديد: والكتاب في الأصل عبارة عن دروس كان يلقيها سماحة السيد الحكيم على جمع من فضلاء الحوزة العلمية، قامت مؤسسة الشهيد الحكيم بطبعها على شكل كتاب في صيف 2006 بعد فهرستها وتحقيقها، وقد كانت للشيخ محمد الحلفي والسيد محمود الحكيم جهود مباركة وأثر مهم في إخراج هذا النتاج العلمي الثر، وهو كتاب في التفسير، إذ ان سماحته كان قد طرق باب التفسير للقران الكريم وفق منهجية حديثة، فقد امتاز بالتفسير الموضوعي الذي يقدم الرؤية الكاملة للحياة بمختلف أبعادها، كما قدم نماذج عليه، لا سيما في محوري السنن التاريخية وعناصر المجتمع، وفضلاً عن هذا فقد وضع الشروط الواجب توافرها في شخص المفسر وهي (الذهنية الإسلامية ـ امتلاك رؤية في وحدة النص القرآني ـ العقيدة الصحيحة المستنبطة من القران الكريم). وقد تطرق الإمام الحكيم أثناء تفسيره لهذه السورة المباركة التي تعتبر من المسبحات " سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (الحديد 1)، لأنها تبدأ بتسبيح الله سبحانه وتعالى، الى أهداف هذه الآية وغاياتها، ومنها الدعوة الى الإنفاق والقسط والعدل والتكافل الاجتماعي الذي يتحقق عن طريقين هما: (الإيمان بالله سبحانه وتعالى واليوم الآخر ـ إنفاق الأغنياء والمقتدرين). كما بين أسباب نزول السورة المباركة، والذي هو سبب اقتصادي، فقال: (نزلت بعد فتح مكة، حيث ألمحت السورة الشريفة الى قضية عدم المساواة بين الذين انفقوا قبل الفتح والذين انفقوا بعده، مما يدل على انها نزلت بعد فتح مكة، وفي هذه الفترة بدأ المسلمون يواجهون شيئاً من حياة الدعة والرخاء، الأمر الذي أدى الى ظهور ما يسمى بالخدر الحضاري). ولكون الإمام قد تميز كما سنبين في منهجه العلمي بواقعيته في البحث فقد لذا وقع اختياره على هذه الآية المباركة ليربطها بمعاناة شعوب المسلمين، ويبين ما فيها من غايات سامية وأهداف وتجارب، ومنها التجربة الاقتصادية الإسلامية، التي أكدت على ضرورة عدم الاستسلام للخدر، وعليه ان يسعى في الدنيا. فجاء التفسير مشتملاً على جوانب اقتصادية كثيرة ومتنوعة منها: الإنفاق وشروطه وفوائده وضوابطه، والمال وفوائده وكيفية استثماره بما يرضي الله سبحانه وتعالى ويحقق مجتمعاً متكافلاً، كما فصل سماحته في فضائل الحديد وكيف ان فيه عزة للمسلمين من خلال استعماله في الصناعة التي هي من النشاطات الاقتصادية المهمة مثل أدوات القتال وغيرها من الأدوات التي يتزود منها الناس في مختلف قضاياهم ووسائلهم الحياتية فضلاً عن مواضيع اخرى ذات علاقة بالاقتصاد الإسلامي.

عن المجتمع الانساني في القرآن الكريم للشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره: معنى الخلافة: وأما الخلافة التي استحقها هذا الإنسان بهذه المواصفات، فالظاهر منها كما ذكرنا هو الخلافة لله تعالى في الأرض، ولكن بمعناها الواسع، بحيث تشمل جميع‌ الأبعاد‌ والصور والاحتمالات. خلافة لله تعالى في الأرض في السلوك والعمل: في علاقته مع الله تعالى، ومع أخـيه الإنـسان، ومـع الطبيعة والكون المحيط به، حيث‌ ـ مع حريته والاختيار في إرادته ـ يـكون مـسؤولاً أن يعمل في ذلك بما يوافق المصلحة والحق والعدل، وينسجم مع ما جاء من الله تعالى من هدى ونـور وأوامـر ونـواه، تتطابق‌ مع‌ المصالح والمفاسد الواقعية، قال تعالى: "آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ" (الحديد 7).

جاء عن مؤسسة تراث الشهيد الحكيم جهود شهيد المحراب في تفسير سورة الحديد للدكتور شاكر سبع نتيش الاسدي: بروز شخصية شهيد المحراب في التفسير: تمثل هذا البروز في: 1 ـ ترجيح الآراء. 2 ـ رفض الآراء. 3 ـ إبداء الآراء. 1 ـ ترجيح الآراء: ذهب العلامة الطباطبائي إلى أن صفات الله وهي (الأول والاخر والظاهر والباطن) تعني الإحاطة من ناحية العلم، وبعد أن نقل شهيد المحراب رأيه هذا في بحث المفردات تبناه في بحث التفسير قائلاً «انتهينا إلى أن معنى هذه الصفات هو الاحاطة التامة لله سبحانه بالاشياء من جميع أطرافها). في قوله تعالى: "آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ" (الحديد 7) ذكر ثلاثة احتمالات: الاول: أن الخطاب في قوله: "آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ" (الحديد 7) موجه لجميع الناس دون اختصاصه بفئة معينة. الثاني: أن الخطاب فيه موجه إلى الكافرين. الثالث: أن الخطاب فيه موجه إلى المؤمنين، وقال عن هذا الرأي (ولعل هذا الرأي هو الارجح والافضل، لوجود عدة قرائن تؤيده في الايات الشريفة) وفي قوله تعالى: "لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى" (الحديد 10). قال: (والمراد من الفتح في الاية هو فتح مكة، وقيل: صلح الحديبية، والرأي الاول هو الارجح). 2 ـ رفض الآراء: أن الآراء التي رفضها شهيد المحراب: غالباً ما كانت آراء المشبهة المتعلقة بصفات الله أو المتشابهة من القرآن، ومنها رفضه لرأيهم في أن العرش هو الكرسي وله هيأة السرير وشأنه شأن العروش التي يجلس عليها الملوك، قال: (ونحن نرفض هذا الرأي؛ وذلك لما أكد عليه القرآن من تنزيه له سبحانه وتعالى عن هذه الأمور وخصوصاً في هذه السورة الشريفة). وقال عن رأي المشبهة في الامتناع عن تفسير المتشابه والوقوف عنده والايمان به من غير تفسير (وهذا الاتجاه لا يمكن الالتزام به على اطلاقه؛ حيث أن القرأن كتاب واضح مبين للناس جاء ليكون نوراً وهدى لهم). ويضاف لأراء المشبهه التي رفضها شهيد المحراب بعض اراء العلماء المفسرين او غيرهم، ومنها رفضه لرأي علماء الهيئة الذين يرون أن العرش عالم محيط بعالم الكرسي ومتصل به، وعالم الكرسي بدوره محيط بعالم السموات السبعة التي يفترضونها الكواكب السيارة من قبيل: زحل والمشتري والمريخ والارض والزهرة وعطارد. قال شهيد المحراب (وهذا الكلام لامبرر له من الناحية العلمية حيث أن الاكتشافات الحديثة اوضحت أن العوالم ليست منحصرة بهذه العوالم السبعة، وان هناك عوالم اخرى اوسع منها بملايين المرات فهذا التصور في الهيئة القديمة لاأساس علمي مبرر له، كما أن هكذا تفسير للعرش وللكرسي لامبرر له من الناحية الظاهرية للقرآن الكريم، ولايجوز تحميله على الآيات القرآنية والمضمون القرآني). ورد قول بعض المفسرين الذين يرون أن العرش كناية عن الخلق والتدبير في الخلق وليس له حقيقة خارجية ولا مصداق خارجي، قال شهيد المحراب: (وهذا الرأي لاينسجم مع ما يمكن فهمه من الآيات القرآنية من أن العرش حقيقة ثابتة قائمة في الوجود فهو خلاف ظاهرة الآيات الكريمة، سواء التي نحن بصددها، أم الآيات الأخرى التي تحدثت عن العرش). 3 ـ إبداء الآراء: على الرغم من أن المفسرين أكثروا القول في آيات القرآن الكريم وتعددت التفاسير وكثرت كثرة واضحة الا أن القول أن الأول ما ترك للآخر شيئاً لا ينطبق على تفسير القرآن الكريم، لان القرآن الكريم كتاب متجدد صالح لكل عصر وفي كل يوم يكتشف العلماء فيه اسراراً لم يكتشفها الذين قبلهم، ومن هذا المنطلق فقد تعددت اراء شهيد المحراب في تفسيره لسورة الحديد موضوع البحث، ومنها أن تسبيح الموجودات غير الإنسان حقيقي ليس بالنطق، وهو هنا لايتبنى رأي السيد الطباطبائي على كثرة ما تبنى ارآءه الذي يذهب إلى أن تسبيحها بالنطق بلغة لا نعرفها نحن، وانما يخالفه يقول: (وقد اشرنا في تفسير سورة الصف إلى أن حصر المعنى الحقيقي للتسبيح بخصوص ما اذا كان بالقول لا موجب له، لأن التسبيح عبارة عن التنزيه سواء كان تنزيها بالقول ام بالفعل او بالحال ام بأي شئ آخر، وبالتالي يمكن نسبة التسبيح إلى كل الموجودات نسبة حقيقية). وقال عن الإنفاق في قوله تعالى: "وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ" (الحديد 7) (الظاهر من سياق الآية الكريمة أن المقصود المعنى الأعم الشامل لكل هذه المصاديق، لأن الآية الشريفة وردت في مقام التأكيد على أهمية الإنفاق في سبيل الله في مقابل من يبخل ويمسك أمواله عن البذل في سبيله تعالى).

عن کتاب أهل البيت عليهم السلام في الحياة الاِسلامية للسيد محمد باقر الحكيم: البعد التاريخي، وقد أشار الشهيد الصدر قدس سره في ما كتبه حول خلافة الاِنسان وشهادة الاَنبياء إلى هذا البعد التاريخي، إذ يذكر إننا نلاحظ في تاريخ الاَنبياء والرسالات الاِلهية أن الله تعالى اختار الاَوصياء والقادة كما يعبّر الشهيد الصدر قدس سره من أؤلئك الاَقربين للاَنبياء من أقاربهم أو ذرياتهم، وهذا نص كلامه: (في تاريخ العمل الرباني على الاَرض نلاحظ أن الوصاية كانت تعطى غالباً لاَشخاص يرتبطون بالرسول القائد إرتباطاً نسبياً أو لذريته. وهذه الظاهرة لم تتفق في أوصياء النبي محمد صلى الله عليه وآله فحسب، وإنما هي ظاهرة تاريخية اتفقت في أوصياء عدد كبير من الرسل ويشير الشهيد الصدر قدس سره كشاهد على هذه الحقيقة إلى الآيات القرآنية، كقوله تعالى: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَـبَ" (الحديد 26).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193985
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 06 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12