• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كتاب الامام الجواد عليه السلام للسيد الحسيني والقرآن الكريم (ح 3) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كتاب الامام الجواد عليه السلام للسيد الحسيني والقرآن الكريم (ح 3)


جاء في کتاب الامام محمّد الجواد عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف للسيد عدنان الحسيني: دوره في ترسيخ العقائد الإسلامية: في إطار الأسماء والصفات لله تبارك وتعالىٰ، يسأله داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري عن معنىٰ الواحد. فيجيبه الإمام عليه‌ السلام قائلاً: (إجماع الألسن عليه بالوحدانية، كقوله تعالىٰ: "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ" (الزخرف 87)). وعن الفرق المنحرفة: في رجال الكشي عن علي بن مهزيار قال: ( سمعتُ أبا جعفر عليه‌ السلام يقول وقد ذُكر عنده أبو الخطّاب: (لعن الله أبا الخطّاب، ولعن أصحابه، ولعن الشاكّين في لعنه، ولعن من وقف فيه، وشك فيه). وبالإضافة إلىٰ لعن الإمام عليه‌ السلام لأبي الخطّاب وأصحابه، فإنّه عليه‌ السلام وقف موقفاً حاسماً من الفرقة الواقفية وغيرها. فقد أورد الكشي بسنده عن محمد بن رجاء الحنّاط، عن محمد بن علي الرضا عليه‌ السلام أنّه قال: (الواقفة حمير الشيعة). ثم تلا قوله تعالىٰ: "إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا" (الفرقان 44). كما تجلّىٰ موقفه الحاسم هذا في نهيه عن التعامل مع الفطحية والواقفة ولم يجوّز الصلاة خلف أحدهم.

وعن الردّ علىٰ الأحاديث الموضوعة يقول السيد الحسني في كتابه الامام محمّد الجواد عليه السلام سيرة وتاريخ: فقد روي أن ابن أكثم ناظر الإمام أبا جعفر عليه‌ السلام بمحضر المأمون وجماعة كبيرة من أركان دولته وخاصته، فقال يحيىٰ للإمام عليه‌ السلام: ما تقول يابن رسول الله في الخبر الذي روي أن جبرائيل نزل علىٰ رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم وقال: يا محمد إنّ الله يقرؤك السلام، ويقول لك: سل أبا بكر هل هو راضٍ عني، فإنّي راضٍ عنه فقال عليه‌ السلام: (لست بمنكر فضل أبي بكر، ولكن يجب علىٰ صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم في حجة الوداع: قد كثُرت عليَّ الكذابة وستكثر، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه علىٰ كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به. وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله، قال الله تعالىٰ: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" (ق 16) فالله عزَّ وجلَّ خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتىٰ سأل عن مكنون سرّه؟ هذا مستحيل في العقول). ثم قال يحيىٰ بن أكثم: وقد روي أنّ مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء. فقال الإمام عليه‌ السلام: (وهذا أيضاً يجب أن يُنظر فيه، لأن جبرئيل وميكائيل ملكان لله مقرّبان، لم يعصيا الله قط، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة. وهما أي أبو بكر وعمر قد أشركا بالله عزَّ وجلّ، وإن أسلما بعد الشرك، وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله، فمحال أن يُشبِّههما بهما). قال يحيىٰ: وقد روي أنهما سيدا كهول أهل الجنة، فما تقول فيه؟ فقال عليه‌ السلام: (وهذا محال أيضاً، لأنّ أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً، ولا يكون فيهم كهل، وهذا الخبر وضعه بنو أُمية لمضادة الخبر الذي قال فيه رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم في الحسن والحسين بأنّهما سيدا شباب أهل الجنة).

ويستطرد السيد عدنان الحسيني عن الردّ علىٰ الأحاديث الموضوعة: قال يحيىٰ بن أكثم: وروي أن عمر بن الخطّاب سراج أهل الجنة. فقال عليه‌ السلام: (وهذا أيضاً محال، لأنّ في الجنة ملائكة الله المقربين، وآدم، ومحمداً وجميع الأنبياء والمرسلين، لا تضيء بأنوارهم حتىٰ تضيء بنور عمر؟). قال يحيىٰ: وروي أنّ السكينة تنطق علىٰ لسان عمر. فقال عليه‌ السلام: (لست بمنكر فضائل عمر، لكنّ أبا بكر وأنه أفضل من عمر قال علىٰ رأس المنبر: إنّ لي شيطاناً يعتريني، فإذا ملتُ فسدّدوني). فقال يحيىٰ: قد روي أن النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم قال: لو لم أُبعث لبُعث عمر. فقال عليه‌ السلام: (كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ" (الاحزاب 7) فقد أخذ الله ميثاق النبيين، فكيف يمكن أن يستبدل ميثاقه؟ وكان الأنبياء لم يشركوا طرفة عين، فكيف يبعث بالنبوة من أشرك، وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله؟ وقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم: نُبِّئتُ وآدم بين الروح والجسد). قال يحيىٰ: وقد روي أنّ النبيّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم قال: ما احتبس الوحي عني قط إلّا ظننته قد نزل علىٰ آل الخطّاب. فقال عليه‌ السلام: (وهذا محال أيضاً؛ لأنّه لا يجوز أن يشكّ النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم في نبوّته، قال الله تعالىٰ: "اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ " (الحج 75). فكيف يمكن أن تنتقل النبوّة ممن اصطفاه الله إلىٰ من أشرك به؟). قال يحيىٰ: روي أن النبيّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم قال: لو نزل العذاب لما نجىٰ منه إلّا عمر. فقال عليه‌ السلام: (وهذا محال أيضاً، إنّ الله تعالىٰ يقول: "وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الانفال 33) فأخبر سبحانه أنه لايعذّب أحداً مادام فيهم رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم، وما داموا يستغفرون الله تعالىٰ). فأُفحم يحيىٰ بن أكثم وسكت، بعد أن أعيته أجوبة الإمام عليه‌ السلام عن إيجاد مخرج لما تورط فيه.

وعن توظيف المعجزة والكرامة في الهداية والارشاد يقول السيد الحسيني في كتابه الامام محمّد الجواد عليه السلام سيرة وتاريخ: روي عن القاسم بن المحسن، قال: كنت فيما بين مكّة والمدينة فمرَّ بي أعرابي ضعيف الحال، فسألني شيئاً فرحمته وأخرجت له رغيفاً فناولته إياه، فلما مضىٰ عني هبّت ريح شديدة زوبعة فذهبت بعمامتي من رأسي، فلم أرها كيف ذهبت؟ وأين مرّت؟ فلما دخلت علىٰ أبي جعفر بن الرضا عليه‌ السلام، فقال لي: (يا قاسم ذهبت عمامتك في الطريق؟). قلت: نعم. قال: (يا غلام أخرج إليه عمامته)، فأخرج إليَّ عمامتي بعينها، قلت: يابن رسول الله كيف صارت إليك؟ قال: (تصدقت علىٰ الأعرابي، فشكر الله لك، وردّ عمامتك، وان الله لا يضيع أجر المحسنين). ونقل الإربلي عن القاسم بن عبدالرحمن وكان زيدياً قال: خرجت إلىٰ بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعاودون ويتشرّفون ويقفون قلت: ما هذا؟ فقالوا: ابن الرضا، ابن الرضا. فقلت: والله لأنظرنّ إليه، فطلع علىٰ بغل أو بغلة فقلت: لعن الله أصحاب الإمامة حيث يقولون إنّ الله افترض طاعة هذا. فعدل إليَّ وقال: (يا قاسم بن عبدالرحمن "أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُر" (القمر 24)). فقلت في نفسي: ساحر والله. فعدل إليَّ فقال: ("أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِر" (القمر 25)). قال: فانصرفت وقلت بالإمامة، وشهدت أنه حجة الله علىٰ خلقه واعتقدت.

وعن دوره في التربية الأخلاقية والاجتماعية يقول السيد عدنان الحسيني: نقل المجلسي في بحاره بسند رفعه إلىٰ بكر بن صالح قال: (كتب صهر لي إلىٰ أبي جعفر الثاني عليه‌ السلام أن أبي ناصب خبيث الرأي، وقد لقيت منه شدّة وجهداً، فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي، وما ترىٰ جُعلت فداك؟ أفترىٰ أن أكاشفه أم أُداريه؟ فكتب: (قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدّعاء لك إن شاء الله، والمداراة خير لك من المكاشفة، ومع العسر يسر، فاصبر إن العاقبة للمتقين ثبتك الله علىٰ ولاية من تولّيت، نحن وأنتم في وديعة الله الذي لا يضيع ودائعه). قال بكر: فعطف الله بقلب أبيه حتىٰ صار لا يخالفه في شيء). وحدّث الشيخ الصدوق عن أبيه قوله: (حدثني سعد بن عبدالله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن اسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلىٰ أبي جعفر الثاني عليه‌ السلام علّمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة. قال: فكتب بخطّه أعرفه: (أكثر من تلاوة "إنّا أنزلناه" (القدر 1) ورطّب شفتيك بالاستغفار).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=193953
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12